2017-04-23, 13:15
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: قوة الكلمة والتفكير | قوّة الكلمة
تعدُّ الكلمة أعظم ما في الوجود، بعد الله سبحانه وتعالى، ويظهر ذلك جلياً عندما نعلم أنَّ الله خلق هذا الكون بكلمة (كن)،
وتستمدّ الكلمة قوَّتها من المصدر الذي تنتسب إليه، فكلام الله ليس ككلّ كلامٍ، وكلمات الحقّ المستمدة جذورها منه ليس ككلام الباطل، ومن هنا جاء قوله تعالى مقارناً بين كلمةٍ طيبةٍ تمثل الحقّ ونهجه، وأخرى خبيثة، تمثل الباطل وسبله، فقد قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ)[إبراهيم:24ـ26].
وهكذا يظهر لنا ما تتقوّى به الكلمات وما تضعف به. عوامل قوّة الكلمة
قوّة استنادها على الحقّ.
اتباع الدليل والبرهان والمنطق.
حسن صياغتها، وخلوّها من التناقض.
استنادها على الصدق دائماً.
تمتُّع صاحبها بالقوَّة والشجاعة والثقة بالنفس.
اتباع صاحبها الحكمة وأدب الخطاب، فكلمات الأب لأبنائه أو الأم لأبنائها يجب أن تقوم على الحكمة والتعزيز، والبعد عن الشتم والتجريح، فإكثار الأب أو الأم بوصف أبنائهما بعبارات التخذيل، والفشل، والتقريع، يحطّم نفسيتهم ويدفعهم إلى السلبيَّة والانزواء، ويقتل كلّ إبداعٍ لديهم، والعكس من ذلك تماماً، فعبارات التعزيز والمدح والثناء فيها بناءٌ لشخصيّة الأبناء وتشجيعٌ لهم على الإبداع وتطوير الذات. عوامل ضعف الكلمة
اتّباع الهوى والظنًّ وقد وصف سبحانه اتباع الظنّ بأنَّه لا يفيد بشيء، حيث قال تعالى: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) [النجم : 28].
انتهاج نهج الكذب فيها.
عدم اتباع صاحب الكلام اللين الحكمة، وقد عبَّر سبحانه وتعالى عن ذلك في قوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...) [آل عمران:159]. افتقارها إلى الدليل عندما يستلزم وجوده. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |