عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-28, 17:01 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الخطأ وحقِّ الاختلاف في البنية الاجتماعية


الخلاف والإختلاف

الكلمتان تبدوان متشابهتين وكأنهما التوأم الحقيقي, لكنهما في واقع الأمر بعيدتان كل البعد عن بعضهما البعض .
فلا توجد أية قرابة أو نسب فيما بينهما , غير أننا نجعلهما في الواقع الحياتي ندّين يحق لأية واحدة منهما أن تنوب أو تحل محل الأخرى , وهنا يكمن الخطأ الذي غالباً ما تكون نتائجه سيئة بل ومضرة .


الخلاف يحمل في كنهه معنى الشجار والصراع المبيت, غير أن الاختلاف يعني التباين والتنوع , فكما خلق الله أشكالنا وقدراتنا متباينة مختلفة , كذلك خلق لنا طبائعنا متنوعة , بالتالي وبسبب التباين كان لا بد من حصول الاختلاف ولنقل هنا في الرأي والتفكير .‏


إننا إن أردنا فرض ما نعتقد به على الآخرين نكون كأننا نحاول أن نفرض عليهم أن يبدلوا أشكالهم بأشكالنا , وهذا ضرب من المستحيلات , بمعنى أن الاعتراف بتباين الآراء والافكار أمر حتمي , وخلاف ذلك يكون سعينا ضرباً من العبث أن لم يكن من الحمق .‏
البيئة والظروف الموضوعية والمصالح التي تصوغ أفكارنا ليست لدى كل الناس واحدة , ولهذا فمن المستحيل أن تتوحد الآراء والرغبات كلها وكأنما صب البشر كلهم في قالب وجودي واحد .‏
الأمر الواقع يرغمنا على تقبل الآخر كما هو , ولئن لم نعترف برأيه فلنحاوره , وكما أرفض أن يفرض الآخرون علي معتقدهم فلا يحق لي بالتالي فرض معتقدي على الآخرين , كلنا سواسية في حرية الفكر والمعتقد الذي أن تباين واختلف اخصب في حقيقة الامر الفكر والحياة , وكل تعارض في الاراء هو في الحقيقة شعلة تنير جوانب عديدة من جوانب الفكر التي لن تضاء فيما لو اتحدت - لسبب أو لآخر - الاراء بشكل دائم ومن غير اختلاف .‏
انا لست الوجود كله ولا البشر قاطبة حتى يحق لي أن أفرض ما اعتقد به على الآخرين , والحياة هي رسمة فسيفساء اجتماعية لا يمكن أن تكون لها اية صورة جميلة من دون تعدد الوانها , وأنا أياً كان موقعي في المجتمع فلم يخولني رب العزة ولا أحد غيره على قهر البشر وإرغامهم على الاعتقاد بمعتقدي ,أ تراني أرضى أن يفعلوا بي ما أريد فعله بهم ?‏
إن كل من يثور لمعارضة الآخرين لرأيه فيجعل من هؤلاء أعداء له , يفتقر أصلاً لسلامة التفكير , ولا بد أن تكون به عاهة قد تكون الأنانية أو حالة من حالات الاكتئاب أو غيرها , غير أن من ليس لديه عاهة نفسية ويتسلط على أفكار الناس ومعتقداتهم فلا بد وان ذهنه وتفكيره ضحلان ضئيلا الجودة وربما غير مؤهل لابداء رأي مهما كان نوعه .‏
عقلية فرض الرأي توارثناها جيلاً بعد جيل , فالاب يفرض رأيه من غير نقاش , ومنه يتعلم الأولاد ذات العاهة , المدرس يتعاطى غالباً مع طلابه بذات الطريقة , حتى في العمل يعامل المدير أو المسؤول مساعديه بذات المنهجية. وقس على ذلك كل العلاقات المجتمعية.

أخي محسن ...شكرا على طرح هذا الإشكال الذي طالما سبب أزمات مجتمعية خطيرة،تحيتي..ز






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس