عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-22, 21:50 رقم المشاركة : 5
هشام الشميطي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية هشام الشميطي

 

إحصائية العضو







هشام الشميطي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: المتطاولون على الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ


أنواع سب الصحابة -رضي الله عنهم- وحكم كل نوع
لسب: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يفهم من السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح و نحو هم22. وسب الصحابة رضوان الله عليهم دركات بعضها شر من بعض، فمن سب بالكفر أو الفسق، ومن سب بأمور دنيوية كالبخل وضعف الرأي، وهذا السب إما أن يكون لجميعهم أو أكثرهم، أو يكون لبعضهم أو لفرد منهم، وهذا الفرد إما أن يكون مما تواترت النصوص بفضله أو دون ذلك. وإليك تفصيل وبيان أحكام كل قسم:

أ- أن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول.
ب- لأن في ذلك إيذاءً له -صلى الله عليه وسلم- لأنهم أصحابه وخاصته فسب أصحاب المرء وخاصته والطعن فيهم يؤذيه ولا شك، وأذى الرسول -صلى الله عليه وسلم- كفر كما هو مقرر.
ج- أن في هذا تكذيباً لما نص عليه القرآن من الرضى عنهم والثناء عليهم (فالعلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي)23، ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية مبيناً حكم هذا القسم: (.. وأما من جاوز ذلك إلى
أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين.. إلى أن قال:... وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام) 24.
وقال الهيثمي رحمه الله: (... ثم الكلام (أي الخلاف)إنما هو في سب بعضهم أما سب جميعهم، فلا شك في أنه كفر)25. ومع وضوح الأدلة الكلية السابقة ذكر بعض العلماء بعض الأدلة التفصيلية ومنها:

:آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار) وفى رواية:لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق).. ولمسلم عن أبى هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر)... فمن سبهم فقد زاد على بغضهم فيجب أن يكون منافقاً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر27.

(فإذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي -رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضل علياً على أبي بكر وعمر، أو من يفضل عمر على أبى بكر مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب، علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير)30..

قال الهيثمي مشيراً إلى ما يقارب ذلك عند كلامه عن حكم سب أبى بكر:
(.. فتلخص أن سب أبى بكر كفر عند الحنفية، وعلى أحد الوجهين عند الشافعية، ومشهور مذهب مالك أنه يجب به الجلد فليس بكفر، نعم، قد يخرج عنه ما مر عنه في الخوارج أنه كفر، فتكون المسألة عنده على حالين إن اقتصر على السب من غير تكفير لم يكفر وإلا كفر)36. 1-من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم فلا نشك في كفر من قال بذلك لأمور من منها: 1- استنبط الإمام مالك رحمه الله من الآية الأخيرة من سورة الفتح{مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.. إلى قوله:{لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ}الآية؛ كفر من يبغضون الصحابة لأن الصحابة يغيظونهم ومن غاظه الصحابة فهو كافر، ووافقه الشافعي وغيره26. 2- وفى الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال 3-ومن ذلك ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه ضرب بالدرة من فضّله على أبي بكر ثم قال عمر: أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كذا وكذا ثم قال عمر: من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري28. وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب: لا يفضلني أحد على أبى بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري29. 2- ومن سب بعضهم سباً يطعن في دينهم كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق وكان مما تواترت31 النصوص بفضله (كالخلفاء) فذلك كفر-على الصحيح -لأن في هذا تكذيباً لأمر متواتر. روى أبو محمد بن أبى زيد عن سحنون قال: من قال في أبى بكر وعمر وعثمان وعلي أنهم كانوا على ضلال وكفر قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكل النكال الشديد32. وقال هشام بن عمار: سمعت مالكاً يقول: من سب أبا بكر وعمر قتل، ومن سب عائشة - رضي الله عنها قتل، لأن الله تعالى يقول فيها:{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل33. أما قول مالك في الرواية الأخرى: (من سب أبا بكر جلد ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن)34. فالظاهر- والله أعلم -أن مقصود مالك-رحمه الله - هنا في سب أبي بكر -رضي الله عنه- فيما دون الكفر، يوضحه بقية كلامه عن عائشة -رضي الله عنها حيث قال: من رماها فقد خالف القرآن. فهذا سب مخصوص يكفر صاحبه (ولا يشمل كل سب)، وذلك لأنه ورد عن مالك القول بالقتل فيمن كفَّر من هو دون أبى بكر35.






    رد مع اقتباس