عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-16, 20:06 رقم المشاركة : 1
كوردية
مراقب عام
إحصائية العضو







كوردية غير متواجد حالياً


وسام الحضور المميز السيرة 1438ه

وسام مشارك

b6 ايها العربي .. أيها الشرقي أنا القمر !


ايها العربي .. أيها الشرقي أنا القمر !




القمر
السماء
النجوم
كانت و لا زالت مصادر الالهام
عند الشعراء و الكتاب و كل الأنام
و ما يدور في الأذهان على مر الأيام ...
و لو تمعننا في المجتمعات العربية و الشرقية على العموم لوجدناها ممتلكة موروثا ثقافيا معينا مستوحاة من الرؤيا تجاه الحياة المزخرة بالتقاليد , ما جعل تلك المجتمعات متشبثة بقيم و مفاهيم ثابتة ضاربة في القدم , هناك جو لا يشجع على البوح الشفيف في المشاعر , و لكي لا تبقى مطموسا اؤتمن عليه القمر ! ذلك القرص الحاني , ذلك الأصفر القاني !



و هذه التقاليد الثابتة كانت لها الفضل في تكويننا المحافظ تلقائيا و أحيانا تزمتنا إلى حد بعيد ...و النتيجة إحساس الفرد بأنه وحيد , ككوكب حريد !
و إن كان هناك نسبية في الموضوع و لكن على مر التاريخ ولّوا الناس أحاسيسهم و وجدانهم شطر القمر آخذين بالاعتيبار جماليته وسحره من جهة و ذلك الستار من التحفظ الذي حال دون التعبير عن خلجاتهم في كل مناسبة , في الظفة الاخرى ..
و قد فضلّوه على ألف صديق ! و هرعوا إليه وقت الضيق !
و إستمدوا منه الوناسة اللطيفة و الاذان الصاغية و و صدر يحويهم , فأخبروه ما يعتريهم ..



ايها القمر
أيها القرص الحاني , أيها الصفر القاني :
لطالما كنت ملاذا للعاشقين و المراهقين و الحيارى و التائهين و الكثيرين , فجعلتهم ينزجرون إلى التسامر معك لبهائك و عنفوانك , و يتشدقون البوح معك دونما إحتراز ...فكنت رغم صمتك , خير منصت , فتلاشت بسلاسة تلك المسافة الضوئية بينك و بين عشاقك , لتصبح قاب قوسين أو أدنى , منهم ...
و اكيد أيها الأستاذي و أيتها الاستاذية لستما الاستثناء , فهلا أخبرتنا عن رحلاتك السحرية و السرية مع القمر ؟
عن قصصك البريئة الطاهرة
عن أحلامك المتداولة بين النجوم والقمر
و بحثك الدائب بين توائم النجوم تحت خيام الليل
أخبرنا كيف دثرت أحاسيسك بشعاع القمر ؟
و كأن وظيفته تزمّل احزان البشر !



إنه ميراثنا العاطفي القديم , الذي جعل من القمر خير نديم ..
فدارت بيننا وبينه أحاديث و شجون , كلما سُرق الوسن من الجفون ....
قل لي بماذا دندنت له ؟ و ما ذا قال لك ؟
قل لي كيف في لحظات تهدّج مشاعرك عزفت على أوتار القمر أنشودة السمر ؟
و عصرت حنينك و سكبت الحبر على الورق , لتلملم لحظاتك الشاردة ؟
قل لي متى أعطيته شارة التفتح عليك , وجعلت منه متنفسا , وحولت قبلة الكلام إليه ؟
و كيف لا ؟ إنه القمر , يحمل سرك و سري , يسمع همسك وهمسي !
لأننا كتبنا و كتبنا آهاتنا و أحلامنا و مذكراتنا تحت نوره , على أوراق قد نكون مزقناتها أو وليناها جانبا و لكن صدى حروفها ما زال يعج بداخلنا , و يتراقص بين ثنايانا ..
و لابد أن في ذكراك شيئا ما , بقايا حلم , بقايا كلام
فأكتبه هنا لنصنع معا دفء الايام ....
كوردية









آخر تعديل كوردية يوم 2017-01-20 في 19:48.
    رد مع اقتباس