عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-02-27, 19:33 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن منظومة الإستبداد العالمي :الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801) : لماذا ...ما الدوافع؟؟؟؟


قبيل الغزو الفرنسي :

إنَّ احتلال مصر كانت رغبة قوية و ملحَّة لدى فرنسا ،بل بقيت أملا لساستها وقادتها ينتظرون الفرصة السانحة لتحقيقها متى أتِيحت لهم،وفي سبيل ذلك كانوا يبعثون رجالهم إلى مصر على هيئة تجار أو سياح أو طلاب ودارسين ، ويسجلون دقائق حياتها في تقارير يرسلونها إلى قادتهم.

ولما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة العثمانية أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي مرة أخرى، وكانت تقارير رجالهم تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولا بد من انتهازها.

وكشفت تقارير سانت بريست سفير فرنسا في الآستانة منذ سنة (1768م) والبارون دي توت والمسيو - مور- قنصل فرنسا في الإسكندرية ضعف الدولة العثمانية، وأنها في سبيلها إلى الانحلال، ودعت تلك التقارير إلى ضرورة الإسراع باحتلال مصر، غير أن الحكومة الفرنسية ترددت ولم تأخذ بنصائحهم، احتفاظا بسياستها القائم ظاهرها على الود والصداقة للدولة العثمانية.


إلاَّ أن الحملة الفرنسية لم تكن مجرد حملة صليبية حربية ، بل كانت هجمة استعمارية موجهة إلى كبد الحضارة الاسلامية ، و لذلك فلم تكن بالطبع بمعزلٍ عن أيدٍ يهودية خفية ، كانت قد خلقت من قبل الثورة الفرنسية و من قبل ذلك كثيرٍ من معطيات الثورة الصهيونية المسماة تاريخيا بعصر النهضة .


إذ أن الأيدي اليهودية التي كانت كثيرا ما تحوك المؤامرات ضد القصر الملكي الفرنسي و التي استطاعت عبر التاريخ استغلال الأحداث وتوظيفها لمصلحتهم التوظيف الأمثل . استطاعت توظيف نابليون ـ امبراطور فرنسا الثائر وصاحب الانتصارات المتعددة ، و المولود عام 1769م في جزيرة كورسيكا التي كانت فرنسا قد استولت عليها قبل ولادته بخمسة عشر شهراً ـ وفق مخططات صهيونية مرسومة بدقة متناهية .


فمن الثابت تاريخيا أن اليهود حاولوا استغلال حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م وتوظيفها لتحقيق عدد من المكاسب التي تخدم المصالح اليهودية وتفت في عضد امتنا الإسلامية . وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس.


كانت تجول في عقلية نابليون, الخارج لتوه من حرب ضروس مع ايطاليا منتصرا متوجا , يملأه الصلف والغرور كثير من الآمال و الأحلام تجاه غزو مصر . إلا أن الواقع يومها كان يقول إن العين الفرنسية بصيرة واليد قصيرة فغزو مصر هدف كبير , ومكلف وسيكلف نابليون الكثير والكثير ، فقد كانت الحكومة الفرنسية تمر بضائقة مالية خانقة بسبب الحروب العديدة المتتالية التي خاضتها فرنسا في الفترة السابقة . وبالتالي برزت أمام أحلام نابليون بإنفاذ حملته على مصر جبال من الصعاب , وتلال من العقبات .


رصدت الرأس اليهودية هذا الواقع . ورصدت – أيضا - الرغبة الفرنسية الجامحة في إنفاذ الحملة العسكرية علي مصر بشتى الطرق . وفي الوقت نفسه رصدت كم الصعاب التي تواجه نابليون وحكومته . ولكنها سرعان ما تدخلت , وسرعان ما بدأ مسلسل استغلال الحدث , وبدأت الرأس اليهودية في التقرب من نابليون . وسرعان ما زللت له كل الصعاب التي واجهته , وحلت له العديد من المشاكل. وسرعان ما تحولت جبال الصعاب إلى سهول معبدة ومفروشة بالورود . فلقد قام المليونير اليهودي روتشيلد بتمويل حملة نابليون على مصر . وصدرت الأوامر لصناع السفن اليهود في ميناء جنوه في إيطاليا ببناء قطع الأسطول الذي سيحتاجه نابليون في مهمته . (بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر) .


كان الهدف من كل هذا هو إقناع نابليون بونابرت بمساعدة اليهود في تكوين وطن قومي لهم في فلسطين . و" سارع روتشيلد . . . . إلى إقناع نابليون لتوطين اليهود في فلسطين إن هو نجح في توطيد أركان سيطرته على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط . ولقد استحسن نابليون هذه الفكرة ) .
ويذكر الدكتور أمين عبد محمود: "أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت ويؤكد على هذا البعد أيلي ليفي أبو عسل بقوله :

" كانت فكرة إعادة اليهود إلى فلسطين في طليعة المرامي والمشاريع الاجتماعية السامية التي كانت تجول في مخيلة نابليون الوقادة ويطمع في تحقيقها حيال المسألة الشرقية عندما شرع في تجهيز حملته لغزو مصر والشام . "

ويذكر المؤرخون أنه "وقبل تحرك الحملة من فرنسا إلى مصر ، تلقى بول باراباس ، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت ، الرأسمالي اليهودي الايرلندي، رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق .وضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى عدد من الشخصيات اليهودية التي ، دعته إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق مع فرنسا ، في إقليم الوجه البحري من مصر ، مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر".

ولكن شاء ت إرادة الله أن تزري رياح أحلام روتشيلد وبني قومه ،إذ جاءت الرياح المصرية بما لم تشتهه السفن الفرنسية- أو قل السفن اليهودية .فلقد تم تدمير الأسطول الفرنسي كله على الشواطئ المصرية . ولم يستسلم الشعب المصري لحظة واحدة , ولم تهنأ القوات الفرنسية في مصر بوجودها لحظة .

وقام المصريون بقتل العديد من القوات الفرنسية , وذكرت إحصائية فرنسية حديثة أن قوات نابليون التي جاءت إلى مصر وفلسطين بلغت خسائرها 13 ألف قتيل سقطوا في المعارك . وهناك إحصائية أخرى تقدر خسائر الجيش الفرنسي بلغت 28 ألف جندي أي أكثر من نصف قواته , وأن عدد القتلى الفرنسيين أمام أسوار عكا وحدها بلغت 5000 قتيل .


هذا على الرغم من أن القوات الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم البشعة في حق الشعب المصري والفلسطيني فيما بعد ، .فقدتعاملوا مع المصريين بقسوة وهمجية و اعتدوا على القرى فنهبوا المنازل – حتى المواشي التي كانت تقابلهم في الطرقات .

فقد ذكر الجبرتي : أن الفرنسيين " أشعلوا النيران في الغيطان . أرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة . أخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم . واستولوا عليها . وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل . دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته . وداسوا المصاحف بأقدامهم . و ذبحوا أكثر من 2500 من المصريين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي أرسله إلى فرنسا .وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين المصريين وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا . حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي . إلا أن هذا لم يضعف من شأن المقاومة المصرية والمقاومين .

ولما دمر الأسطول الفرنسي - وبدلا من أن يجر نابليون أذيال الخيبة مع بقايا جنوده ويتوجه إلى فرنسا - , سار ببقايا جيشه عبر صحراء سيناء إلى فلسطين مضمرا في نفسه أن ينشئ الدولة اليهودية بها , استجابة لطلب المحافل الباريسية الصليبية الصهيونية (8)هذا من ناحية . ومن ناحية أخري فإن (فرنسا) لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى (الهند) و(الصين)، وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت – من أجل مصالحها - ,ولا يوجد أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض كما ذكر بالحرف الواحد المفكر اليهودي "موسى هس"

ـ وفي الرابع من أبريل سنة 1799 م خطب نابليون خطبة الشهيرة في صهيوني يافا , وحيفا , والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها : -
يا ورثة فلسطين الشرعيين .
الأمة العظيمة تناديكم .
لتستردوا ما سلب منكم بالغزو .
أسرعوا .
لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة .
وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد . "

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس