عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-08, 13:27 رقم المشاركة : 2
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

افتراضي رد: تقرير مصور: المؤتمر الوطني 14 للجمعية المغربية لتربية الشبيبة amej




الكلمة الافتتاحية للأخ الرئيس
المؤتمر الوطني الرابع عشر
مسرح المنصور

تحية الجمعية المغربية لتربية الشبيبة
وبعد،
تحتفي جمعيتنا اليوم بانعقاد مؤتمرها الوطني الرابع عشر تزامنا مع قرب تخليدها لذكرى تاسيسها السادسة والخمسون، ستة وخمسون سنة أنذرت ونبهت طيلة مسيرتها بروادها وأجيالها ومتطوعيها، وتضحياتها وأفكارها لخدمة وطنها، من خلال خدمة طفولته وشبيبته في شتى المجالات وفي كافة الأقاليم، أن معركة بناء المستقبل لا يمكن أن يتحقق إلا ببناء المواطن الواعي، المسؤول، المتشبع بقيم العزة والكرامة والديمقراطية والمواطنة الصرفة.
ولا يمكن تحقيق هذا الهدف الوطني الأسمى إلا بالمراهنة على الطفولة والشباب، أسمى رأسمال منتج، والرافعة الدائمة لأي تقدم ولأي تنمية.
لقد آمنت الجمعية بهذا الدرب الذي اختارته بكل تبصر منذ أن وضع روادها الأوائل من طينة المرحوم عبد السلام بناني، والمرحوم سي محمد الحيحي، والسي محمد بنسعيد أطال الله عمره، وغيرهم وذلك بتوجيه عريس الشهداء المهدي بنبركة حجر الأساس للمساهمة في بناء المجتمع الديمقراطي الحديث وغرس مبادئه في بناء الخمائر الطرية المجسدة في الأجيال الجديدة التي عليها ترتكز أسس المجتمعات الهادفة إلى تصحيح أخطاء مسيراتها وإلى استشراف آفاق أرحب، لمبادئ مثلى قوامها العطاء التطوعي والقبول بالاختلاف، وتلاقح المشارب والتجارب، والعمل الجماعي وطرح البدائل وإعادة البناء، والصبر والأناة لبلوغ المرامي والأهداف، كما تجسد ذلك على مدار أزيد من نصف قرن في المشاريع الكبرى، في طريق الوحدة، غابات الشباب، ومكافحة دور الصفيح، أو في المناشط الثقافية والاجتماعية أو في المناشط التربوية والبيداغوجية في مختلف المخيمات والمراكز ودور الشباب الممتدة على طول خريطة الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.
مسيرة أخلصت الجمعية لها بكل أريحية وروح فداء، لم تنل منهما محاولات التضييق المتكررة خلال سنوات الجمر ولا تمكنت من تدجينها أساليب التعثير المادي، ولا أفلحت في ذلك التهديدات الأمنية والتي كانت تروم دفعها إلى الانبطاح والتنازل عن رسالتها الخالدة، وعن قيمها وأهدافها الوطنية السامية، وظلت مستعدة ومتصدية دوما للدفاع عن حقوق الطفولة والشباب بالعرق المطلوب وبالتضحيات المطلوبة ما دامت تؤمن بأن الشباب عمدتها وهدفها في آن واحد، وما دامت تؤمن بأن الوطن باق ببقاء شبيبته على درب التطور والتغيير والبناء المتجدد.
أيها الحضور الكريم،
ولأننا في الجمعية نؤمن برسالتنا الهادفة إلى خدمة الطفولة والشباب، ها هو الربيع العربي يعطينا الدليل مرة أخرى لا مواربة فيها أن رهاننا على حق، وقد خبرناه قبلا في التحولات السابقة في فجر الاستقلال وفي ستينيات القرن الماضي، وغيرها من الفترات، فلم تأت الشعارات والمطالب المرفوعة مفاجئة لنا داخل الجمعية، لأنها كانت من صلب اهتماماتنا ونقاشاتنا ومناشطنا المباشرة منها والغير مباشرة، وفي بيانات مؤتمراتنا، فكانوا ينعتون الجمعية بالتسييس والإديولوجيا وخدمة الأجندات الحزبية وهلم كليشيهات نصبوها فزاعات للتأليب الأمني ولترهيب الشباب والفتيات القادمين والقادمات للجمعية، والآن أضحى الكل يتمسح بهذا الربيع الشبابي ونعرف أنه لا يمكن أن ينتج الشباب إلا ربيعا، ولا يمكن أن يكون الربيع إلا شبابا، لذلك فإن شعار مؤتمرنا هو:
"الشباب روح التغيير"
فالعمل الجمعوي الذي ننهجه في منظمتنا سيظل خالصا لخدمة الوطن، لا نبتغي منه تجييشا أو اصطفافا، ولا رصيدا سياسيا أو انتخابيا، فمفهومنا التطوعي يحرم علينا ذلك، ودورنا الرئيسي هو غرس القيم الإنسانية وزرع المنهج الفكري المتجدد، وتجسيد فكرة المواطنة لا الرعية، ويبقى الاختيار شأنا خاصا.
إننا في الجمعية المغربية لتربية الشبيبة يحدونا الأمل في أن يجد الشباب في موطنه العزة والكرامة التي تشكل الوشائج الوثقى لعمق الانتماء لهذا الوطن، وهي مع كامل الأسف الوشائج التي أضحت تتداعى على مر الخمسين سنة الماضية نتاج السياسات الارتجالية المتبعة في ميدان الطفولة والشباب مباشرة، وفي مختلف الميادين الأخرى التي هم على احتكاك بها، والتي قوامها سوء الحكامة والتدبير المخزني واللامحاسبة وسوء الاختيارات، فكانت النتيجة هي ما نراه اليوم في المدرسة العمومية والمستشفيات وسوق الشغل وغيرها، وكلها مستنقعات تفرخ أوبئة عضال من محسوبية وانتهازية واتكالية وفردانية، وتسلق وإرهاب وكفر بالوطن تتصدى بتداعياتها للقيم والمثل المضادة التي ناضلنا من أجل تثبيتها في عقول ناشئتنا شبابا وطفولة، وكأن النظام يستمرئ تقويض ما نبنيه دون أن ينتبه إلى مخاطر مساعيه إلا عند رجة 16 ماي وحي الفرح ومقهى أركانة دون الحديث عن قوارب الموت.
هذا ومن خلال ما لامسناه من مقاربة جديدة للشأن الشبابي أحسسنا في جزء منها بالعودة إلى الأصول سواء من خلال بلوغ 50 ألف طفل مع توسيع قاعدة الاستفادة سنة بعد أخرى في مجال التخييم وكذا الجامعات الشعبية وزمن الكتاب وغيرها رغم المعيقات التي كانت تحيط بالتجربة، إلا أنها المرة الأولى التي كما قلت أحسسنا بأن الدولة أصبحت تواكب متطلبات العمل الجمعوي بدل التصدي له.
ولكن للأسف وكما عودتنا سياسة الارتجال فبمجرد تغيير كراسي المسؤولية بالقطاع الوصي أقبرت المشاريع من جديد وعدنا إلى المربع الصفر، وكأن الدولة تنتظر 16 ماي أخرى لاعتماد المنهجية التشاركية السابقة،
أيها السيدات، أيها السادة،
لقد أصبح العمل الجمعوي في السنوات الأخيرة ورشا شاسعا مفتوحا لكل المبادرات ومنفتحا على كل القطاعات حتى أصبح يجسد أداة مجتمعية عصية على التنميط بتعدد الاختصاصات، وهو انفتاح لن يتوقف في ظل العولمة الثقافية والفكرية والتجريبية التي تجعل الأفكار والتعابير والحريات عابرة للقارات وعصية على الطمس أو المصادرة، وكنا نحن في الجمعية من السباقين إلى طرح ضرورة هيكلة هذا المجال وتقنينه ليس بغية التضييق على أي كان ولكن من أجل التحرك في إطار خطة عمل استراتيجية متجددة بحسب التحديات والضرورات المجتمعية، فطالبنا ولا نزال بإعادة بعث المجلس الأعلى للشباب وفق رؤية شمولية مندمجة وطبقا للقوانين الكونية، لأن الشباب في هذه اللحظة الراهنة يتطلب الإنصات إليه وإلى طموحاته ليس بالصورة الهلامية المتبعة الآن، وإنما بتدبير محكم، يحقق آمال وطننا وشعبنا، وكنا نثير ذلك في كل اجتماع وفي كل مناظرة وفي كل مؤتمراتنا ولقاءاتنا، حتى تلتقي الإرادات الصادقة كيفما كان نوعها بما أنها كلها تهتم بالشأن الشبابي، وبما أن بلدنا يحتاج للاستفادة من طاقاته البشرية التي لا سبيل لتجاوز مراتبنا المتخلفة عالميا إلا بهذه الطاقات، إنها الأمل، إنها المستقبل، فكفانا من الهدر والتبديد وكفانا من سن السياسات الانفعالية التي أبانت دوما قصورها في فهم الشأن الشبابي دون الإنصات إليه من خلال هيآته التنظيمية وإشراكها في التدبير، والميدالية الذهبية أو الفضية الأهم في تاريخ المغرب لن تكون إلا حينما يكون هناك إقلاع حقيقي عماده الشباب، إذ ستكون تلك الميدالية دائمة لا وقتية فحسب.
لقد تحرك الشباب عموما، وشباب 20 فبراير على وجه الخصوص بمختلف أطيافه وعبر عن أن الاستثناء المغربي يمكن أن يكون متميزا إن تم التجاوب مع المطالب المشروعة للجموع الراغبة في تكريس صفة المواطنة قولا وفعلا، وهي الصفة التي بدأت شرانقها تتفتح مع توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة ومع الخطة الوطنية لإدماج المرأة، وأدى هذا إلى بداية تغيير الدستور الذي وإن لم يبلغ المدى الديمقراطي الذي نرتضيه فقد وضع السكة على الأقل على درب التغيير وفتح المجال أمام تداول انتخابي عبر بنسبة أفضل عن التجارب السابقة، غير أننا نؤمن بأن طريق التغيير طويل وشاق، وأن البناء الديمقراطي الحقيقي يستوجب بالأساس تكريس ثقافة ديمقراطية حقيقية داخل المجتمع عموما وداخل شبيبته وطفولته بصفة خاصة إذ هم صمام أمانه، وهم القادرون على مراقبة التطبيق السليم للأسس الديمقراطية، لأن ما هو أسوأ من الاستبداد هو التوهم بحياة ديمقراطية غير موجودة أصلا.
إن الأمال معقودة عل شبيبتنا وعلى الهيآت الجمعوية وباقي الهيآت الحية من أجل صيانة المكتسبات وتعزيزها استثمارا لرصيدنا البشري، واستكمال المسار الديمقراطي الحقيقي وفق المعايير الكونية المعروفة.
وكعادتنا داخل الجمعية المغربية لتربية الشبيبة سنكون سباقين إلى المشاركة في كل ما يتطابق مع مبادئنا وأهدافنا التي هي من إنتاج الشباب، وتعود إليه أيا كانت الميادين التي تدخل في صلب اهتماماتنا، ومن أي موقع جاءت سواء من الحكومة من خلال الوزارة الشريك أو من باقي القطاعات ذات الصلة أو من مختلف تنظيمات العمل الجمعوي لأننا نعتقد أن الهدف واحد وإن تغيرت الوسائل، وعمادنا في ذلك أركاننا الأربع:
"مسؤولة/تطوعية/ملتزمة/​هادفة"
آملين أن تتوج دينامية الحراك الشبابي المغربي باستعادة دوره في التدبير والمشاركة من خلال هيآته ومن خلال المجلس الأعلى للشباب الذي لا نزال نعتقده الإطار الأفضل لضمان هذه المشاركة.
أيها السيدات والسادة،
أتوجه إليكم بالشكر على حضوركم حفلنا الافتتاحي هذا، وأخص بالذكر ممثلي القطاعات والتنظيمات الجمعوية وممثلي وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها وعن تكبدها عناء السفر وتحمل المشاق لمشاركتنا هذه الجلسة المباركة، وإلى مؤتمري ومؤتمرات الجمعية وكافة أعضائها، ونعاهدكم على أن الجمعية ستبقى على نهج الانتماء لهذا الوطن العزيز أولا وأخيرا، النهج الذي خطه الحيحي، السملالي، زهور بنبركة، زهراء اطراغا رحمهم الله وباقي الرواد منهم من غادرنا ومنهم لازال يتطلع إلى تحقيق كل المبادئ الأساسية والأهداف الرئيسية التي تأسست على إثرها الجمعية المغربية لتربية الشبيبة أميج

والسلام عليكم.
الرباط في 04 ماي
2012





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس