عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-12, 15:33 رقم المشاركة : 1
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي اليوم أصبحت كبيراً ..


اليوم أصبحت كبيراً ..



كانت الأم تراقب إبنها ذا الاثني عشر ربيعاً بشغف ، وهو يمسك بـ ( الكنترول ) بعصبية يقلب بين قنوات الأخبار ..

وذات مرة سمعته يتحدث إلى صديق له وهما عائدان إلى البيت من المدرسة ، يحدثه عما يحدث في غزة من مذابح ومجازر ، وكيف أن الصمت المطبق يسود الأجواء !

ولاحظت كذلك أن ابنها غير مهتم ببرامج الأطفال والأفلام المتحركة التي تستهوي أقرانه ..

هي نفسها لا تزال تختلس النظر إلى بعض اللقطات الكارتونية كلما سنحت لها الفرصة ذلك ، لكن .. تتساءل : ما بال هذا الصبي يريد أن يتعب رأسه الصغير بأثقال السياسة التي تنوء بالعصبة أولي القوة ؟



وذات مرة وفي ساعة متأخرة من الليل دخلت إلى غرفته لتغطي ابنها وتطمئن عليه ، لكنها تفاجأت عندما رآه على سجادة الصلاة يدعو ..

فلم تتمالك نفسها لما رأت من حال ابنها المحير ، فذهبت إليه وجلست إلى جانبه سائلة : ما بك يا ولدي .. أراك رجلاً في هيئة طفل .. ألا تستهويك الألعاب والألوان ؟ إلا تجذبك مغامرات سندباد البحري وقصص علاء الدين والمصباح السحري ؟ ألا تريد أن تسافر مع ( أليس) إلى بلادها العجيبة ؟

اخبرني يا بني .. ما بك ؟



نظر الولد إلى الأم ، ومسك يدها بحنان ، وقال :

يا أماه إننا في حالة لا تترك لنا لعباً ولا ألواناً ..

أماه إن القدس تعبث به العجل السّامري ..

والصواريخ لا تترك أحداً في حاله .. إنها تحصدهم جميعاً ..



إنفلتت دمعة من عينيه ، ثم قال وهو يحاول رسم ابتسامة متكلفة :


لا تخشي عليّ .. فاليوم لم أعد صغيراً ..

لقد أصبحت كبيراً يا أماه ..






التوقيع




    رد مع اقتباس