المغاربة والريال و البارصا |
تقوم الدنيا ولا تقعد ، وتهتز الكراسي في المقاهي بمختلف أحياء المدينة ، ويزاحم الشيبة الشباب على الصفوف الأمامية .يسود الصمت ثم ترتفع الأصوات صاخبة مزمجرة راضية أو ساخطة فترتعد فصائل المارة بتسجيل هدف أو خسارته ...يسعد أرباب المقاهي والنادلين لسخاء الزبناء وتخلو الشوارع إلا من بعض النسوة ...
تساءلت مراراً ما سر هذا الحب العظيم لفريقين أوروبيين ومتابعة أطوار النهائيات والكؤوس والدوريات ، وماجدوى هذا الانفعال الكبير والذي يؤدي أحياناً إلى العراك والاقتتال ؟؟؟
يعرف أبناؤنا الكثير عن السير الذاتية للاعبي الفريقين ، ولا يغفلون نوع سياراتهم ولا أين يقضون عطلهم وأوقات فراغهم ، ولا يفتأون يقلدون حركاتهم وسكناتهم وتسريحة شعورهم ...يبالغون في الإشادة بهذا اللاعب أو ذاك ، ويجدون في تتبع مساره الرياضي ...
سألت أبنائي مراراً : ترى ما سبب تعلقكم بهذين الفريقين مع أنهما فريقان غربيان لن يضرنا فوز أحدهما أو خسارته !!! لكني لم أقتنع يوماً بالجواب فقررت توجيه سؤال آخر إلى نفسي : كيف يمكننا تحويل اهتمام شبابنا بالفريقين الاسبانيين إلى وجهة أخرى تستقطب اهتمامهم الكبير وجهدهم المبذول هباءً منثوراً ؟؟؟
صراحة عجزت عن الإجابة لأن شبابنا سلب اهتمامه الريال والبارصا بعد أن يئس من إيجاد ما يستقطب اهتمامه ومتابعته.
شبابنا يفتقر لرمزية البطل في جميع المجالات السياسية ، الدينية ، الرياضية ، الثقافية ...ليكون قدوته ومثاله المحتدى فراح يبحث خارجاً عن "بطل" يحلم من خلاله بالتفوق والتميز وحصد الألقاب والجوائز ...
| آخر تعديل سعيدة سعد يوم 2012-01-16 في 21:17. |