عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-06, 00:42 رقم المشاركة : 1
marita
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية marita

 

إحصائية العضو







marita غير متواجد حالياً


b5 ضريح بويا عمر : علاج روحاني أم تعذيب نفسي ؟!


ضريح بويا عمر : علاج روحاني أم تعذيب نفسي ؟!


يعتقد البعض أن الإصابة بداء الصرع أو الإضطرابات النفسية الحادة وبالتحديد مرض الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) يعود إلى حالة مس أو تلبس من الجن أو الشيطان حيث لا يعود كما كان (إقرأ عن المس الشيطاني)، وربما كان منشأ هذا الإعتقاد يعود إلى الزعم بفشل محاولات العلاج بالطب النفسي التقليدي نظراً لأن شفاء ذلك النوع من الحالات يحتاج لفترة طويلة من السنوات تفوق قدرة تحمل معارف أو أقارب المريض ولهذا يلجأون إلى عدة طرق منها :
1- الرقية الشرعية : وهي شكل من التداوي بالقرآن الكريم يجريها "شيخ" وتتضمن تلك الممارسة تلاوة آيات قرآنية مختارة ومعينة (في نص الرقية) وشرب الماء الذي قرأت عليه تلك الآيات على نحو ما يفعل الشيخ منير عرب .
2- فك السحر: قد يلجأ أهل المريض إلى بعض من يلقبهم الناس بـ "شيخ" حيث يرى بأن المريض مسحور ومن ثم يعدهم بإيجاد "العمل" لفك السحر عنه بأجر أو بدون أجر.
3- اللجوء إلى أضرحة الأولياء الصالحين: هناك من يلتمس الشفاء عند ضريح ولي من أولياء الله الصالحين حيث يزعم بعض الناس بأن لروح الولي الصالح صلة وثيقة مع الرب وبالتالي له واسطة في العلاج أو قدرة على طرد الجن الذي تلبس بالمريض من خلال تسليط جن صالح عليه، هذا وتمارس في الضريح طقوساً معينة وأشكالاً من الأدعية يقوم بها القائمون على ذلك الضريح بهدف شفاء "الممسوسين" كما يزعمون، ولعل الضريح المسمى "بويا عمر" الكائن في المغرب من أشهرها على الإطلاق حيث أصبح ذلك الضريح مكاناً للعلاج من حالات المس مقابل دفع رسوم المعالجة . فمالذي يجري حقيقة داخل ذلك الضريح ؟ ، ربما تساعد الأسطر التالية على إعطاء بعض الإجابات:
من هو "بويا عمر" ؟
يعتبر بويا عمر أشهر أولياء المغرب على الإطلاق، يقع ضريحه على بعد 30 كيلو متر من مدينة قلعة السراغنة في قرية من منطقة مراكش، ولد بويا عمر خلال العقدين الأخيرين من القرن 16 عشر الميلادي وبقي أميّاً إلى أن بلغ الأربعين من عمره حيث شدّ الرحال لتحصيل العلم إلى زاوية (تامكروت) الناصرية التي تقع على ضفاف وادي درعة بجنوب المغرب وتتلمذ على يد مؤسسها محمد بن إبراهيم الأنصاري، تفوق بويا عمر في العلوم عامة وأصول الدين خاصة في وقت وجيز ويقال أنه اكتسب في غضون شهر ما يكتسبه غيره من طلاب العلم بالزاوية الناصرية في أربعين عاماً من الكد والجد ،الشيء الذي جعل محمد بن إبراهيم الأنصاري يورثه دربالته وبعد وفاة هذا الأخير تولى من بعده محمد بن ناصر أمور الزاوية الناصرية.


زاوية لتعليم القرآن يحضرها الإنس والجن
تحصل (بويا عمر) على إجازة تخول له إقامة زاوية خاصة يعلم فيها القرآن للجن والإنس، وقبل ذلك كان قد تسلم مرآة من محمد بن ناصر لها خصائص عدّة من بينها التحكم بالجن وعلاج أمراض كثيرة وبعد عودته من (تامكروت) أنشأ زاوية يجتمع بها الإنس والجن لتعلم كتاب الله وتلاوته.

نبذة عن المكان



إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى لـ"بويا عمر" فقد ينتابك شعور إرتياب لأنك مقبل على عالم غريب بالنسبة إليك فالصبار والنباتات الشوكية والأحجار تملأ جنبات الطريق ، وأنت منشغل بكل هذا ستتراءى لك من بعيد قبة "السيد" الذي يمسك بزمام الأمور كلها هناك. قبة بيضاء تعلو وتتوسط المباني الطينية والقصديرية. البنية التحتية تبدو منعدمة والأزقة في حالة يرثى لها والسواقي شبه الجافة التي تزود الدوار بالمياه كلها علامات تدل على أن الدوار غارق في البؤس. يطل الباب الرئيسي للضريح على نهر وعند المدخل لافتة كبيرة تحذر من التصوير داخل الضريح. وفي الداخل أعداد هائلة من الزوار والمرضى من مختلف الشرائح والاعمار توافدوا على الضريح من مختلف مناطق المغرب محملين بالعطايا التي يستحثون بها بركة الولي النائم في قبره. وفي فناء الضريح وداخل غرفة ضيقة يتوسطها قبر الولي المغطى بثوب أخضر يتكدس فوق أرضية متسخة.



مالذي يجري في الداخل ؟

تناول الصحفي المغربي ميلود الشلح في جريدة أخبار اليوم ما يحدث في ضريح بويا عمر من خلال قصة رواها على لسان أحد الضحايا وتقرير مفصل حيث وصف الضريح بـ "معتقل سري في صورة ضريح أسطوري" ويبدأ التقرير بعنوان فرعي :" أطفال صغار برفقة أمهاتهم الممسوسات بالجن وأمهات انقطعن عن حياتهن الإجتماعية من أجل البقاء مع ذويهم المرضى الذين يمضون عقوباتهم السجنية التي تحكم بها عليهم المحكمة الغيبية تحت قبة ضريح الولي الصالح بويا عمر ، المرض والأمل في العلاج يوحدان هؤلاء حول الضريح والإقامة في حضرة الولي إلى أن يصدر الإذن للمريض بالإنصراف والعودة من حيث أتى." ، ويتحدث التقرير عن أكثر من 1200 نزيل مكبل بالسلاسل يقبعون في زنازين سرية.


- ويضيف ميلود الشلح :"في الداخل تجد مرضى ممسوسين بالجن من كلا الجنسين ومن كل الأعمار ، بعض "الحجاج" يجلسون في صمت مسندين ظهورهم إلى القبر يتوسلون إليه ويقبلونه فيما آخرون (أكثرهم نساء) يطوفون حول الضريح في إتجاه معاكس لعقارب الساعة وبين الفينة والاخرى يطلق أحدهم بكاء طويل النفس يليه صراخ متقطع وحاد لا يعرف سببه ، هذا البكاء والصراخ لن يثير إهتمام أحد من الحجاج إلا إذا كان يزور المكان لأول مرة، العلاج هو الخضوع لـ "حكم" الولي الصالح الذي لا يقبل الإستئناف أو النقض والحكم عبارة عن عقوبة حبس لا يعرف مدتها إلا الولي الذي له القرار الأول والأخير في تحديد مدة الإقامات في حضرته".
- طقوس العلاج
- طقوس العلاج
حسب (مصطفى واعراب) الباحث في المعتقدات والسحر في المغرب فإن المقيمين في ضيافة الولي "بويا عمر" صنفان : صنف ينتظر أن تبت المحكمة الكبرى في ملفه مع الجني الذي يتلبسه وقد تطول فترة الإنتظار أو تقصر حسب مشيئة الولي (أي الأحفاد القائمين على الضريح). والصنف الآخر هم أولئك الذين صدر في حقهم حكم يقضي ببقائهم بجوار الضريح لأشهر عديدة أو لسنوات حتى. لكنهم كلا الصنفين يبدآن العلاج بطقس التطهر أولاً الذي يقتضي منهم فور الوصول إلى أن يتناولوا في جوفهم من تراب "السيد" معجوناً بماء النهر المقدس. وعندما يمثل المريض أمام المحكمة الكبرى تتغير نبرات صوته لأنه يتكلم بلسان الجني الذي يسكنه وتبدأ وقائع المحكمة الغيبية بطلب الأحفاد من الجني "التسليم" أو إعلان الخضوع لبويا عمر والعملية في حقيقتها تقوم على صرع الجن ويختص بها أحفاد الولي المعروفون باسم "موالين الإذن" وهم المفوضة لهم دون غيرهم مقارعة الجني ومفاوضته بهدف إخراجه من جسد المريض.










التوقيع

آخر تعديل خالد السوسي يوم 2011-08-06 في 10:00.
 
    رد مع اقتباس