عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-20, 17:39 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي أول قمة ثقافية عربية تنتظر الاتفاق على: أين؟ ومتى؟


أول قمة ثقافية عربية تنتظر الاتفاق على: أين؟ ومتى؟



تونس- حذام خريّف: يعتبر القرار، الذي خرجت به القمة العربية التي احتضنتها مدينة "سرت" الليبية مؤخرا، والداعي إلى العمل على عقد "قمة ثقافية عربية"، خطوة ذات استراتيجية هامة يمكن أن تتنزل ضمن الأمن القومي في ظل ما يتعرّض له العالم العربي اليوم في زمن العولمة وثورة الاتصالات من غزو ثقافي ونظرة غربية "دونية" للثقافة العربية، إضافة إلى تنامي فكرة الصراع بين الحضارات وتطوّر النظرة العنصرية بين الثقافات.

وفي ظل العجز الذي أصاب الثقافة العربية أمام هذه التحديات، بات الأمر ملحا على القادة العرب أن يتخذوا قرارات حاسمة تحمي الهوية العربية، وتمضي بها قدما بما يخدم مصلحة العامة وتقدّم عجلة التنمية بها.

ومن تونس جاء الإعلان عن الاستعدادات الأولية لهذه القمة التاريخية الأولى من نوعها على مستوى القمم العربية؛ وعقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ندوة صحفية، بتونس العاصمة، ترأّسها المدير العام للألكسو، د. محمد العزيز بن عاشور، بحضور د. سليمان عبد المنعم، الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي، والمستشار الخاص للأمين العام للجامعة العربية، والسفير ممدوح الموصلي مدير الإدارة الثقافية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومحمد الدالي، من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لكن لم يقع التصريح في أي بلد ستعقد هذه القمة ولا في أي توقيت.

وفي بداية تقديمه لورقة عمل الندوة أثنى المدير العام للألكسو على مبادرة الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، كما أثنى على أهمية الخطوة التي اتخذها قادة الدول العربية، في قمة سرت، بضرورة الاهتمام بالثقافة كعنصر أساسي لاستراتيجيات التنمية المستديمة في الأقطار العربية ولتكون قوة دفع للمجهود السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمجتمعاتها.

وقد جاءت فكرة القمة الثقافية العربية بمبادرة من الأمير خالد الفيصل وقد أولت الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هذه الفكرة كل العناية نظرا للتهديدات المحدقة اليوم بالثقافة العربية والتحديات التي تواجهها والعقبات الكثيرة التي تقف دون تطوّرها، مما يحتّم وضع السبل الكفيلة بصيانة الثقافة العربية وصيانة تراثها ونشر آدابها والمضي قدما من أجل أن تكون الثقافة صناعة قائمة بذاتها، ووسيلة لتوعية العقل العربي والمساهمة في دفع عجلة تنمية المجتمعات وتطورها على المستوى الداخلي، إعطاء الصورة الصحيحة عن الحضارة العربية وعلى المستوى الخارجي.

وأوضح د. محمد العزيز بن عاشور، المدير العام لـ"الالكسو"، في كلمته، أن التحضير للقمة يجب أن يكون على مستوى التطلّعات لدفع عجلة الثقافة العربية نحو مستقبل مشرق، لذلك سيجري العمل على جملة من المحطات والمشاريع والتحضيرات التمهيدية من أجل إعطاء هذا المشروع الهام ما يستحق من الوقت والعناية، وقد تمّ في مرحلة أولى من المشروع إنشاء فريق عمل يشرف على هذه التحضيرات: متكوّن من جامعة الدول العربية، باعتبارها المسؤولة عن العمل العربي المشترك والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، باعتبارها الآلية المعنية بالثقافة على المستوى العربي، ومؤسسة الفكر العربي، باعتبارها الجهة الداعية والداعمة لهذه الفكرة.

وتحدّث ممثلوا مشروع "القمة الثقافية العربية" عن جملة من الأفكار والتصورات الأولية المطروحة كمشاريع سيتم العمل على تحقيقها بما يمكن أن يخدم مشروع أول "قمة ثقافية عربية" رفيعة المستوى؛ ومن بين هذه الأفكار المطروحة:
• بعث فضائية ثقافية: تنفتح على التنوع الثقافي للمنطقة العربية وتكون همزة وصل بين أبنائها وتساعد على الحد من الغزو الإعلامي الخارجي لعقولهم.
• تسليط الضوء على أهمية التراث والنهوض به باعتباره جزءا لا يتجزأ من المنظومة الثقافية العربية ورافدا من روافد تاريخ المجتمعات، وعلى رأس ملفات القمة الثقافية العربية المطروحة في هذا الباب تأتي الأخطار المحدقة بالقدس المحتلة وبكلّ الآثار العربية في الأراضي الفلسطينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، التي تتعرّض لاغتصاب إسرائيلي استراتيجي منظّم يسعى إلى طمس الهوية العربية.
• النهوض باللغة العربية ودعمها.
• تطوير وترشيد حركة الترجمة من اللغة العربية إلى لغات أخرى بغاية تعريف الآخر بالمنتوج الثقافي والفكري العربي.
• تشجيع تأليف المعاجم.
• الاهتمام بالثقافة الرقمية: من خلال العمل على تطوير المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية والذي لا يتعدى 1٪ اليوم.
• الاهتمام بالحالة الاجتماعية للمثقفين.
• النهوض بالعمل الثقافي وبعث مشاريع في الصدد.

وقد شدّد بن عاشور، خلال حديثه عن هذه الأطروحات، على أهمية التكاتف والتعاون مبينا مختلف المؤسسات التي تمثل الثقافة في العالم العربي سواء على مستوى المجموعات أو الأفراد، كذلك الحكومية منها والخاصة، مؤكدا أن نجاح هذه الفكرة لا يتمّ إلا من خلال تشريك كافة الأعضاء من مثقفين وأدباء وفنانين وإعلاميين وكل والهيئات المعنية بالشأن الثقافي العربي في بعده الشامل من أجل الخروج بنتائج عملية والعمل على تحقيق نهضة ثقافية منشودة.

وكما أشار بن عاشور، خلال حديثه عن هذه الأطروحات، فإن أهمية المشاريع المطروحة لن تكون على مستوى العددي للأفكار المطروحة بل على المستوى النوعي وعلى مستوى فاعليتها وإمكانية تنفيذها وتمويلها، حتى لا يكون الأمر مجرّد حبر على ورق.

وعن السؤال الذي يدور بخلد الجميع حول مكان انعقاد القمة وتاريخها أوضح مدير الألكسو أن هذا الأمر لم يتحدّد بعد حيث مازال المشروع في طور الإعداد ويتمّ في الوقت الحالي التركيز على التمشي الذي سينتجه فريق العمل قبل تحديد التاريخ النهائي لهذا اللقاء الثقافي العربي رفيع المستوى؛ وفي هذا الإطار ستجري اللجنة المكلفة بالإعداد للقمة استشارات ولقاءات مع وزارات الثقافة في العالم العربي ومع منظمات المجتمع المدني والهيئات الخاصة والأفراد ورجال الإعلام والمثقفين، تشمل كل مجالات الثقافة العربية بهدف الإعداد الجيد والسليم لأجل ضمان نجاح هذه القمة العربية على أمل أن تكون مختلفة عن بقية القمم.







    رد مع اقتباس