عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-22, 12:49 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي التلفزة و الطفل


التلفزة و الطفل

إن المتأمل لواقع التربية بمجتمعنا يلاحظ أن جميع المؤسسات التربوية قد تراجعت عن دورها التربوي , و هي أشبه بالأجهزة المعطلة , و لم تعد تشتغل بكيفية يسمع صوتها بوضوح و يرى مردودها بجلاء , لأن بعضا منها لم يستوعب تحديات المرحلة فيخطط لها ( مثال الأسرة ) و البعض الآخر قد يكون على و عي بها لكنه استساغ القبول بالدعوات التي تغري بالانخراط في العولمة و التخلي عن المشاريع الوطنية المنطلقة من الخصوصيات الثقافية المحلية.
إن المدرسة بوضعها الحالي و في جميع الأطوار و الأسلاك لا يمكن أن تحدت تطورا و تغييرا في البيئة الاجتماعية ما دامت هي غير مستجيبة للتطور و التغيير , التطور نحو الأمثل , و اعتماد فلسفة تربوية مستمدة من ثقافة المجتمع الذي تنتمي إليه , و بناء برامج و مناهج تتوافق مع أصول تلك الثقافة ... و عليها أن تنفتح على المحيط و على الذات..
إن واقع إعلامنا اليوم بألوانه و أشكاله ليدعو إلى إعادة النظر في صياغة رسائله الإعلامية و كذا أدائه بشكل يراعي قيم الفئات المستهدفة و آدابها العامة , يحرص على الانسجام مع الأهداف التربوية للمؤسسات التربوية الأخرى( المدرسة و الأسرة..) حتى لا يتعارض أداؤه مع منظومة القيم الاجتماعية التي يفترض أن تحكم الأسرة و جميع المؤسسات التربوية بالمجتمع.
إن الصغار أشد و أسرع تأثيرا من الكبار أمام وسائل الإعلام و خاصة التلفاز ... فتراهم جالسين أمامه بدون حراك تاركين دروسهم و حتى لعبهم .. بحيث لم يعد ممكنا منع الأطفال من مشاهدة التلفاز , و مع هذا الكم ( و ليس الكيف) الهائل من البرامج و الأفلام و المسلسلات ....
و بالمغرب من الأولى إلى التاسعة بدأت المنافسة الإعلامية تلوح في الأفق ناسية أو متناسية أذواق المشاهدين و القيم المجتمعية زد على هذا الدعاية المفرطة لبرامج أقل ما يقال عنها مضيعة للوقت و المال ... كبرنامج بغيت ندوز ف 2m و برناج للالعروسة و غيرها كثير من البرامج المجانية التي ألهت المتعلم عن دروسه و الأم و الأب عن أولويتهما التربوية .
التلفزة لها انعكاسات سلبية على الطفل و تتجلى في أضرار تربوية كالسهر و عدم النوم مبكرا.. أضرار جسمية و عقلية كالخمول و الكسل و التأثير على النظر و الأعصاب ... أضرار نفسية كإثارة الفزع و الخوف( أفلام الرعب ) .
فمن ملك الإعلام ملك كل شيء كما قال الدكتور " ماجد بن جعفر الغامدي" الإعلام يسيطر ليس على الشارع فقط بل حتى على البيت و غرف النوم و الأحلام و المنامات .
إن الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة , و لا سيما مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا , الطفل ( التلميذ) رهان كبير على المستقبل و الحاضر , الطفل هو الغد القادم و ما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية و التلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر.
فيجب أن تكون الغاية من الإعلام :
• تنمية الحس الجمالي لدى الطفل
• تنمية الخيال بأنواعه.
• تنمية الشعور الوطني.
• تنمية الثروة اللفظية.
فقد ذكر العلماء و المهتمين بالشأن التربوي الحاجات الأساسية للطفل – الحاجة إلى الغداء , الحاجة إلى الأمن, الحاجة إلى المغامرة و الحاجة إلى المعرفة-- انتقاء البرامج و الحرص على توجيه الأطفال و مراقبتهم أضحت ضرورة ملحة من لدن الأسرة و المدرسة .


ادريس مروان
مدير مدرسة القدس
نيابة امولاي رشيد سيدي عثمان
الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين
جهة الدار البيضاء الكبرى المغرب






    رد مع اقتباس