عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-17, 10:00 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عمارة المنازل في الحضارة الإسلامية



لقد بنى الإنسان المسلم بيته لسكناه الشخصية ولأسرته، فكان البيت يسمح بالزيادات عليه أفقيا أو رأسيا، وذلك بحسب زيادة الاحتياجات الناشئة عن زواج أحد الأبناء أو زيادة عدد الأحفاد. وحسب المساحات المتاحة في البيئات السهلة أو الجبلية.


امتياز المنازل الإسلامية بالكفاءة التصميمية العالية للمعمار.


وكانت مواد بناء البيت من البيئة، فهو من الطين المحروق في دلتا الأنهار وعلى شاطئيه، وسقفه من سعف النخيل أو من القباب ذات العقود العبقرية البسيطة القوية، تحفظ لداخل البيت رطوبته الجوفية وتعكس لخارج البيت حرارة الشمس الساقطة عليه.

وعلى شواطئ البحار من صخور المرجان ورواسب الشاطئ السلتية، والأسقف من سعف النخيل أو الخشب. وفي البيئات الجبلية كانت البيوت من الأحجار، ولضيق المساحة المتاحة كانت متعددة الأدوار بتعدد الاحتياجات الواجب توافرها في البيت المسلم للضيوف والأبناء، ولأداء سائر الشعائر وللراحة والاستجمام في ضوء القمر وتحت ظل السماء.

أما البيئات المتوسطة بين السهل والجبل، فكان البيت متسعا وممتدا أفقيا، والحوائط من الأحجار ومادة البناء من الطين والأسقف من جذوع النخل.

وواجهات المنازل الإسلامية أغلبها بديع المنظر، إلا أننا سنتوقف كثيرا أمام منازل صنعاء ذات الواجهات البديعة، التي يظن المرء أنها من إنتاج فنان محترف ومبدع.

وواجهات منازل صنعاء متشابه على عكس واجهات المنازل في باقي مدن العالم الإسلامي، وسبب هذا التشابه أنها واجهات ذات وظيفة معمارية وفنية تعبر عن الاحتياج الفعلي الذي أعدت من أجله؛

فمثلا نوع فتحة الشباك ومسطحها تعبر في جميع الأحوال عن الاحتياج الحقيقي لها وإن اختلفت الصورة، وهي في النهاية تعطي تشكيلا جماليا رائعا بما تزخر به من زخارف متنوعة. وتنفرد واجهات منازل صنعاء بالنوافذ الوهمية التي تبدو من الخارج على هيئة نوافذ حقيقية، وخاصة في الطوابق المخصصة للنساء، وقد لجأ المعمار إلى عمل هذه النوافذ الوهمية كنوع من التناسب والتماثل البديع بين الواجهات ذات النوافذ وتلك التي لا تفتح فيها نوافذ؛ ولذلك نجد واجهات منازل صنعاء تضم خليطا عجيبا من أشكال النوافذ الصغيرة والكبيرة المستطيلة والدائرية، نفذت بطريقة عفوية وتلقائية محببة أعطت منظرا جميلا يخلو من التكرار الممل والنشاز المخل في أشكال النوافذ، وغالبا ما يعلو هذه النوافذ رفارف خشبية تبرز فوق فتحات النوافذ تعرف محليا باسم الكنة، تستند على عوارض خشبية مثبتة في الجدران، والغرض من هذه الرفارف هو حماية النوافذ الخشبية المزخرفة من تعرضها لمياه الأمطار حتى لا تفسدها، وكذلك إضفاء مزيد من الجمال على الواجهات بما تحمله من زخارف هندسية ونباتية وحيوانية [10]
.


كما انتشرت الزخارف الكتابية في المنازل الإسلامية، ومن ذلك الكتابات التي كانت تعلو دار اليتيم، فقد ذكر أحد الرواة أنه مشي في شوارع مصر أي الفسطاط فرأى دارا مكتوبا على بابها الأبيات التالية:

منزلـــــنا رحْبٌ لمن زاره *** نـــــحن سواء فيه والطارق
فمن أتانا فيه فليحتكــ ــم *** فإنه في حكمه صـــــــــادق
يملك منا كل ما يشتهـي *** إلا الذي حرمه الخالــــــق
لا نحذر الفاقة من ربنا *** فإنه المانـــــــع والرازق
[11]



وفي رشيد زينت بعض مداخل المنازل بالكتابات التي قد تشير إلى منشأ المنزل وتاريخ إنشائه؛ كما في منزل الأمصيلي، أو شهادة التوحيد مشكلة بالطوب الآجر الرقيق كما في منزل مكي.

أو قد تحلى القاعات الرئيسية ببردة البوصيري، كما في منزل مكي برشيد ومنزل الرزاز في القاهرة.




يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس