عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-11, 20:09 رقم المشاركة : 1
ابو ندى
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابو ندى غير متواجد حالياً


a3 وجهة نظر: التعليم يحتضر في مستنقع الغش…!!؟


وجهة نظر: التعليم يحتضر في مستنقع الغش…!!؟
==========================

روبورتاجات، برامج، مقالات و نقاشات حادة شاهدتها السلطة الرابعة؛ تزامننا مع إمتحانات البكالوريا… كان للوزارة الوصية نصيب لها، ليصرح الوزير بكل حدة مهددا من تواطأ، ساهم أو شارك في ظاهرة الغش بأقصى العقوبات… بين هنا وهناك كان للسلطة الخامسة دور في القضية، ليعلن مرتزقة هذه الظاهرة إستعدادهم و تحديهم للوزارة عن طريق صفحات الفايسبوك منتظرين لحضت اﻹنطلاقة؛ مؤكدين بذالك فعلا أن التعليم بجانب اﻹرتجالية و اﻹنفراد بالقرارات يحتضر في مستنقع الغش…!!!؟.
حرب من أجل مجهول… مجهول تختلف رؤيته من طرف ﻷخر، الصحفي المحترم يعتبر الموضوع إنفراد، له بعد أخلاقي و فكري لتصدي لظاهرة…بينما الوزارة لجأت لتهديد لستر المكشوف، و سد فجوات كارثية بكل المقاييس أصابت منظومة التعليم … أما أخرون سميتهم بالمرتزقة لا يؤمنون إلا بالمادة يكرسون الضاهرة سنة تلو اﻷخرى… مما يعكس أن منظومة التعليم تعيش ثورة شبيهة بالخريف العربي… ثورة أثبتت لنا أن التدبير السياسي لهذا القطاع كارثي بكل المقاييس؛ ﻷتسأل، أين كان اﻹعلام طوال الموسم الدراسي ليشخص اﻷزمة؟ أين تكمن حدة الوزارة في وجه المفسدين خاصة رجال التعليم أصحاب الساعات اﻹضافية لبيع نقاط إضافية؟ و أين…وووو…
مهما شخصنا ظاهرة الغش، سرعان ما سنكتشف أنه بمثابة حبة رمل في صحراء قاحلة، لندرك أنه نتيجة ﻷسباب متراكمة، أسباب سبق و أن تطرقت لها في مقالات سابقة… بين اﻹرتجالية و اﻹنفراد دون أن ننسى غياب رؤية واضحة لنهوض بمنظومة التعليم، برامج إستعجالية بالجملة سرعان ما إنكشفت حقيقتها و مشاكل أخرى…
سيدي الوزير، ألم تستغرب لهذه الطفرة التي أصابة المنضومة، بين الولايتين التي سيرتهما… أليس اﻹتجار بنقاط المراقبة غشا… و كيف يمكن لك أن تفسر لنا إعلانات لمدارس خصوصية تعلن أن نسبة النجاح بالباكالوريا 100%، وكيف ووو… أسئلة عدة تحيرني لم أجد لها جواب…
عدة دولة إنطلقت من لا شيئ لتصبح كل شيئ، واقع دكرنا باليبان بعد تكبدها خسائر فادحة إبان الحربين العالميتين لتصبح من أعظم الدول اﻹقتصادية، ماليزيا إنغلقت على نفسها أزيد من عشر سنوات لتبني جيلا فرض مكانته على العالم من قلب أسيا… تركيا، كندا وغيرها من الدول قامت بطفرة نوعية في مدة وجيزة بفضل العلم؛ دول أثبتت لنا التفسير الحقيق لقوله عز و جل:{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }…
واقع حيرني… تألمنا و عانينا منه، إذا كنا ضحية المرحلة الراهنة لهذه اﻷزمة التي أصابة المنضومة، لانريد أن يعيشها الجيل القادم… و جب علينا بناء حضارة تعكس التوسع الحقيقي بين الضفة اﻷوروبية و الجدور اﻹفريقية لتوفير مكان خصب تتلاقح فيه الثقافات و القيم… خصوبة لن نستطيع تحقيقها بالمعطيات الراهنة إن لم ننهض بهذه المنضومة؛ واقع ذكرني بما قاله عالم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة، هدم حضارة يتطلب منك تدمير اﻷسرة من خلال إقصاء اﻷم، تحطيم المدرسة من خلال إهمال المعلم و إسقاط القدوات من خلال إقصائهم…فهل نجح الغرب في مهمته من خلال ما نعيشه؟
إن ما نحتاج له في المرحلة الراهنة، إستراتيجية تتماشى مع القانون و الموارد الطبيعية… إستراتيجية تدعو جل الفاعلين بالقطاع للانخراط في حوار وطني تشخيصي لﻷزمة من جهة، و من جهة أخرى يدعو إلى إسقلالية القطاع عن المزايدات السياسية؛ لرسم خارطة مستقبل حقيقية ترد اﻹعتبار لمنظومة التعليم بكل مكوناتها… إستراتيجية أهدافها واضحة… إستراتيجية يخططها القدوات و تؤطرها المدرسة لتفعلها اﻷسرة و بهذا نكون إستجبنا لدعوة الدكتور المهدي المنجرة الذي خطط لعدة دول عضمى من أبرزها اليابان و أمريكا… إستراتيجية تمكننا من صياغة مقررات تعكس التاريخ العريق و التنوع الفكري الثقافي و اللغوي التي يزخر بها هذا الوطن.
خير الكلام ما قل و ما دل…
شخصت التعليم في ذالك الشاب الذي أصبح عجوز من شدة اﻷلم و المرض، ملقى في مستشفى مهجور، يستغيث المارة و الزوار بقطرة دواء، ما إن يرشفها حتى يدرك أنها ستزيد من ألامه عكس المنتظر…. ذالك الشاب أنجب أجيال إبان السبعينات، الثمانينات و مستهل التسعينات، لكن أنانية التدبير و التسيير ثم استيراد مناهج أكل عليها الظهر و شرب وضعته طريحا بمستشفى مهجور، برامج إستعجالية و بيداغوجية إرتجالية عمقت الجراح و زادت الطين بلة…
أغيتوا التعليم إنه يحتضر في أنانيتكم… صرخت ذالك العجوز سنؤدي ثمنها عاجلا أم أجلا…
بقلم : عبد الرحيم كجيج





    رد مع اقتباس