عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-30, 21:58 رقم المشاركة : 2
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: جنازة المرنيسي .. قاومت "الحريم" وكشفت "ما وراء الحجاب"



كسيكس: هكذا عرفتُ فاطمة المرنيسي الباحثة والإنسانة

— 30 نوفمبر, 2015 إدريس كسيكس*
أُعلنَ اليوم عن رحيل الباحثة المغربية المقتدرة الأستاذة فاطمة المرنيسي، بعد رحلة طويلة في محراب العلم والمعرفة؛ عرفتها الساحة الفكرية والثقافية العربية والمغربية باحثة بارزة في مجال علم الاجتماع وفي قضايا المرأة وحقوقها، وخاصة في مقاربة البنيات الذهنية التي أفرزت ثقافة مشوهة تنظر للمرأة نظرة غير سليمة ومشوهة، كما كانت تهتم في السنوات الأخيرة بقيم التصوف والإبداع الفني بشكل عام.
تعرفت عليها أولا عبر إبداعاتها الفكرية التي ضمنتها كتبها المعروفة، قبل أن أتعرف عليها عن قرب في الثلاث سنوات الأخيرة بعد تواصلي معها لاستضافتها في برنامج “المشاء” الثقافي، وكم اكتشفت فيها جانب خفة الظل وإخلاصها لعلاقاتها مع ثلة من صديقاتها وأصدقائها المقربين، وشغفها العلمي بحثا عن آفاق جديدة لم تهتم بها من قبل خاصة في مجالات التصوف والتراث الفقهي والفنون. وإذا نسيت لن أنس بالطبع اهتمامها بالفقراء والمستضعفين والمهمشين في حَواري المدن وفي النجوع والمناطق النائية التي تعاني من الهشاشة وإهمال الدولة ونخب المركز، وكيف كانت تتطلع إلى دعمهم وإسنادهم واجتراح أنشطة ومعارض وإبداعات لتحريرهم من واقع الفاقة والعجز والفقر والإهمال.
أعجبني في اهتمامها الفكري كيف أنها استطاعت التحرر إلى حد بعيد من النسق الثقافي الفرنكوفوني الذي يقيد جزءا مُهما من نخبنا المثقفة في عموم المغرب العربي الكبير، وهو تحرر لعبت فيه دراستها وأبحاثها في أمريكا الشمالية دورا كبيرا كما يبدو.
سألتها عن تقاعدها وعن مشاريعها الفكرية فأخبرتني أن طموحها لا ينتهي، وأنها بصدد عدد من المشاريع لها مبتدأ وليس لها نهاية، فأيقنت أن روحها تتوثب دائما للمزيد من العطاء، حيث كانت تؤكد دوما على أن المعول هو على الشباب وأنها تتعلم منهم الشيء الكثير.

إدريس كسيكس

كانت دائمة الإلحاح عليّ لحضور منتديات للنقاش الفكري تنظمها مع دائرة من المثقفين والمبدعين، حيث كانت لا تفتأ تؤكد أنها تستفيد منها أشياء كثيرة. وهذا هو ديدن الإنسان العالِم بحق؛ تواضع في البدء لطلب العلم، وتواضع في المنتهى حين يصبح واحدا من النخبة المفكرة.
رحم الله الأستاذة فاطمة وأجزل لها الثواب في الأعالي، وألهم أصدقاءها وطلبتها وذويها ومحبيها في ربوع الوطن العربي وعبر العالم الصبر والسلوان.
تجدون فيما يلي حلقة برنامج المشاء الثقافي التي استضفنا فيها الراحلة فاطمة المرنيسي..









    رد مع اقتباس