على إيقاع أزمة حقيقية للقراءة في المغرب إخوتي ...أخواتي ...آل الأستاذ إذا كان لسان المجتمع هو الشخص المثقف الذي يحمل هموم المجتمع لأنه أدرى من غيره بمشاكل مجتمعه وقضايا بلاده ،فإن المثقف اليوم يدق ناقوس الخطر بعدما وصلت أزمة القراءة والثقافة في المغرب أوجهها..إ ذ تعيش القراءة في المغرب وضعاً متدهوراً لا يبعث على الارتياح، الشيئ الذي يدفعنا إلى التنبيه بخطورته وتداعياته الراهنة والمستقبلية على الأفراد والمجتمع على حد سواء. ولعل انعدام القراءة( وليس تدني مستواها فحسب) في بلدنا هو سبب هذا الانحلال والتفسخ الذي امتد إلى تخوم النفس، الشيء الذي أدى إلى تفشي ظاهرة الفرد السلبي الذي يسهل تعريضه للعنف والجريمة والإنحلال القيمي والخلقي ونشر الفساد ...والتماهي معها. وجدير بالذكر أن إحصاءات رسمية تتحدث عن كون نسبة القراءة بالمغرب لا تتجاوز 1.5 في المئة، وأن عدد المكتبات يقترب من مكتبة واحدة لكل 134 ألف نسمة، وبالنسبة للصحف فهي 13 صحيفة لكل 1000 مواطن. إخوتي ... صحيح أن تفشي الأمية بنسبة تتجاوز 40 في المئة في تسهم بشكل واضح في تكريس أزمة القراءة بالمغرب، ولكن الأزمة تكبر حين يتربى التلاميذ والطلبة على الإكتفاء فقط بما لديهم من مقررات دراسية مكثفة، ولا يتعدونها لقراءة ما تجود به قرائح المثقفين والمفكرين والأدباء من كتب ومؤلفات... وبالتالي فالخطر المحدق بالقراءة والثقافة لا يضرب الأمي والتلميذ والطالب فقط بل يصل إلى المثقف نفسه ...وهنا مكمن الخطر.