وعلاقة الطفل باللغة علاقة إنتاجية استمرارية ، واللغة في علاقتها بعالم الأطفال لها أكثر من مصدر ، وهي واحدة من وحدات التعبير التي يتعامل معها الطفل (صغيراً وكبيراً) ، كما أنها البوتقة التي تنصهر فيها خبرات الطفل وتجاربه . لكن عندما تصبح اللغة فناً ، وتعبيراً فنياً ، فإنها حينئذ ينبغي أن تتفق ومرحلة الطفل النفسية ، والاجتماعية ، والعقلية ، والوجدانية ، ومن وسائل التعبير المعروفة : الغناء ، الرقص ، الموسيقى ، الرسم ، الكلام ، ويمكننا التفرقة بين اللغة والكلام ، فاللغة مجموعة من الأصوات ، أو الإشارات ، أو الحركات ، أو التلميحات ، التي بها تدل دلالة يفهم منها أي شيء ، أما الكلام فهو تشكيلات لغوية ، وحدتها الكلمة ، ومن مجموعها يتشكل معنى ، واللغة الفنية هي مجموعة الكلمات التي تثير انفعال السامع ، وتجذبه من نواحيه العاطفية أو الإنسانية . والطفل الذي نثير خياله بالكلام ، أو نؤثر في عاطفته ، وتوجهاته ، هو طفل ينمو ويتطور نموه نحو الاكتمال ، وهو لهذا يحتاج إلى نوع من الكلام المؤثر ، وذلك حسب مرحلته النفسية ، وقواه الإدراكية ، ونموه الجسماني . والأطفال لكي يكونوا مصدراً للسعادة والرخاء للوطن ، ومصدر واعد للمجتمع ، ينبغي تربيتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة ، وذلك فيما يتصل بمأكلهم ومشربهم ، وتكوين ذوائقهم ، والتعرف على خصوصياتهم ، وخصوصيات مراحل نموهم ، ونتعامل معهم بدقة حسب هذه المراحل ونحن نقدم لهم الأعمال الأدبية . من ذلك مثلاً أن الطفل من المهد إلى ستة سنوات تعتمد الأعمال الأدبية المقدمة له على مشاهد الفرجة ، والأشياء الغريبة ، وسماع الخرافات ، وقصص الحيوانات والطيور ، والرقص الجماعي ، والموسيقى المصاحبة للرقص والغناء ، والأناشيد ، وأن يكون الصوت هو الوسيلة التي يقدم بها أدب الطفل لأبناء هذه المرحلة ، ويمكن للوسيط الإذاعي والتليفزيوني والأسطوانات أن تلعب دوراً مهماً في إحداث تأثير ، فتتحقق استجابة الطفل ، ويتلقى هذا بوعي كامل ، وفي هذه المرحلة ينبغي الاهتمام بأدب الأطفال ليقدم في أطر مختلفة ، بحيث يمكن الجمع بين الصورة والصوت والرسم . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 41-42) خصائص لغة الأدبية ذات التعبيرات التربوية