عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-19, 19:10 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث


أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث
بقلم: الدكتور محمد مظهر عالم الندوي (*)




أدب الطفولة أو أدب مرحلة الطفولة أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الآداب الإنسانية، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة. والأطفال هم ثروة الحاضرة وعُدَّةُ المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الإنسان الذي يعمر به الأرض.

والأطفال هم ريحانة الحياة وبهجة الحياة ومتعة النفس. يقول الله
عز وجل في كتابه الكريم: «اَلْـمَالُ وَالْبَنُوْنَ زِيْنَةُ الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا، وَالْبٰقِيٰتُ الصّٰلِحٰتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَّ خَيْرٌ أَمَلاً» فالأموال والأولاد هما الثروة في جانبها المادي والبشري، وعلى هذين الأمرين تقوم الحياة، ويعمر الكون وتدور بواسطتهما عجلات التاريخ الإنساني.



يُعْتَبَرُ العصر الحديث عصرَ أدب الأطفال بكافة وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة مع إرسال أول بعثة عربية مصرية إلى أوروبا في زمن «محمد علي»، أخذت الثقافةُ العربيةُ تتلاقح مع الثقافات الأوروبية وبالذات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية فيما بعد. وبدأ أدبُ الأطفال يدخل قلوبَ العرب وعقولَهم عن طريق طلبة البعثة العربية المصرية، ونتيجة لاختلاط الأدباء والشعراء العرب بأدباء وشعراء الغرب.

وكان أول من قدّم كتابًا مُتَرْجَمًا عن اللغة الإنجليزية إلى الأطفال هو «رفاعة الطهطاوي» الذي كان مسؤولاً عن التعليم في ذلك الوقت.

وكان الطهطاوي مربيًا فاضلاً ومثقفًا ثقافةً عربيةً إسلاميةً، فهو قد تخرج في الأزهر، ثم ألحقه «محمد علي» بالبعثة العلمية مرشدًا روحيًا لها. وكان أدب الأطفال قد وصل أوجه في فرنسا وتمثل في كتابات تشارلز بيرو. عندئذ بدأ الطهطاوي بترجمة هذه الآداب المعدة للأطفال. فترجم قِصَصًا تُعد من حكايات الأطفال، وأدخل قراءة القصص منهاجًا في المدارس المصرية
(1).



ولم ينحصر دور الطهطاوي في الفترة التي كان فيها ملازمًا للبعثة في فرنسا، بل تعداها إلى ما بعد عودته إلى وطنه مصر، وأصبح مسؤولاً عن التعليم.

لقد أصبح يعي ما يفتقر إليه أطفالُ أمته وما يعانونه من جدب وفقر وحرمان في هذا الباب. لقد كان على علم بما يعانيه الأطفال العرب من جدب في الخيال، وفقر إلى التسلية الرفيعة، وقحط في الترفيه التراثي. استعان بكتب الأطفال الأجنبية وأمر بترجمتها ليقرأها التلاميذ المصريون. وكان رفاعة جادًا في أن يستعين في سياسته التعليمية بما يُوْضَعُ أو يُترجم من كتب حديثة.

ومن ذلك ما كتبه لوكيل الحكومة المصرية المقيم في لندن «سلحدار إبراهيم باشا» بأن يرسل كتبًا مطبوعة ومؤلفات للصغار والتلاميذ بحيث تميل أذهانهم إليها
(2).



إلا أن أدب الأطفال خفت ضوؤه، بل كاد أن يتلاشى بعد وفاة رفاعة الطهطاوي؛ إذ تَدَهْوَرَ التعليمُ في مصر إلى حد كبير، مما جعل هذه الجذوة من الأدب تَخْفِتُ وتكون من المنسيات تقريبًا. فلم يهتم أولو الأمر بالعلم بوجه عام. فَتَضَعْضَع أدبُ الأطفال؛ لأنه من الاهتمامات الحديثة العهد إلى حد ما. وبما أن أدب الأطفال صعب المراس ويحتاج إلى متمرسين بأمور شتى من الحياة، فقد ابتعد عنه جل الأدباء؛

لكن العمليةَ لم تنعدم تمامًا؛ فقد ظهر الكاتب «محمد عثمان جلال» في حكاياته تحت عنوان «العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ». لكنها أهملت نظرًا لركاكة أسلوبها وما تضمنته من أخطاء تضر ببنية الطفل العلمية والأدبية أكثر مما قد تفيده، وتلا «جلال الكاتب عبد الله فريح» بما قدمه في كتابه «نظم الجمان من أمثال لقمان» والذي يضم خمسين أرجوزة تقريبًا. وهذه الأراجيز عبارة عن معلومات أقرب إلى ذوق الكبار منها للصغار.



أدب الطفولة عند العرب قد بدأ فعلاً على يدي الشاعر الكبير «أحمد شوقي» الذي تثقَّف ثقافةً عربيةً إسلاميةً قبل ذهابه لفرنسا لدراسة الحقوق، ومن ثم تثقف بالثقافة الأوروبية، والفرنسية منها على الخصوص. وهذا ما عناه «طه حسين» في كلامه عن شوقي: فحينما «ذهب إلى فرنسا في آخر القرن الماضي إذا ذكر الشاعر، ذكر لمارتين و «بحيرتـ»ـه التي ترجمها إلى العربية أو ذكر لافونتين وأساطيره؛ وإذا ذكر الفلسفة، ذكر جون سيمون. ومن المحقق أن آثار لامارتين ولافونتين آيات من الأدب الفرنسي»
(3)
.

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس