عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-17, 18:03 رقم المشاركة : 1
pro
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية pro

 

إحصائية العضو







pro غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

افتراضي جنكيز راع وحيد، عنده كلب رعي رفيق


جنكيز راع وحيد، عنده كلب رعي رفيق.
جنكيز يقيم عند قبيلة رحل، أجارته لأنه عنها غريب، فنسبه مجهول، لا شريكة حياة تقاسمه خيمته و لا ذرية تشد عضده إن هرم و شاخ.
جنكيز شخص عجيب، نادر الكلام إلى كتوم، ممنوع من حضور مجلس القبيلة، فعنها غريب و لو أجاروه.
إن حضر حفلات القبيلة، أصابه حرج عظيم و غادر المكان قبل الأوان.
حياة جنكيز روتين في روتين فكل صباح، يخرج غنمه إلى المرعى رفقة كلبه الراعي كبش و كل مساء يقفل و كبش عائدين إلى الديار، فيلزم جنكيز خيمته و يدخل كبش الغنم إلى الزريبة العشواء، فيها تبيت الغنم تحت حراسة كبش الذي يلزم ظليلته بعينين حارستين لا تنامان، و لو أنهما مغمضتان.
يقضي جنكيز غالب وقته داخل الخيمة أو أمام مدخلها يتأمل السماء، يدخن بيبته التي حشاها بتبغ رديء.
في صمت رهيب، يفكر جنكيز و ملامح وجهه تدل على همومه و تكشف بعضا من أسراره، انشراح و انقباض، ابتسامة و عبوس، و أحيانا في جنح الظلام، من جوف الخيمة، قد يصلك صوت قهقهات أو بكاء مكبوت، ترى ما أسباب تقلبات مزاج جنكيز؟؟!!
تقدم العمر بجنكيز، و خارت قواه، فضعف بصره و ثقل سمعه و تثاقلت خطواته، و بات كبش خبيرا في رعي الغنم، فصار يقودها إلى المرعى و يعيدها إلى الزريبة دون أن يرافقه جنكيز.
من الغنم يعيش جنكيز و كبش، فمن صوفها نسج ثيابه و لحافه و فراشه و من جلدها صنع نعاله و خيمته و من حليبها اشتق زبدة و جبنا و رائبا و من لحمها طعم و أطعم و إن احتاج لمال باع خروفا أو تيسا... و من ثمنه اشترى زيتا و شمعا و تبغا و خضرا و فاكهة ...
مرض جنكيز ومات فدفنته القبيلة بمعزل عن مقابرها، و لم تنظم له مجلس عزاء، فلا قريب و لا صديق له.
لأنه مقطوع من شجرة، لا زوجة و لا ذرية و لا قريبا معلوما له، قرر مجلس القبيلة بالإجماع توريث الغنم للكلب و كلفوا أجيرا لإطعام الكلب حتى لا يتوحش.
بعد شهر فقط، مات كبش، أحزنا على جنكيز أم حان أجله؟
مات الكلب مخلفا تركة من الغنم، فطرح السؤال من جديد:
من يرث الغنم؟ لمن تنتقل تركة الكلب الفاني؟
بقلم بنعبود نورالدين: 17.7.2019






    رد مع اقتباس