سمعت عن الحرية كثيرا.وددت أن أراها وتراني.أسمعها وتسمعني.أحكي لها عن حالي.أناجيها وتناجيني. أبوح لها بوحي.كنت أجلس السويعات والهنيهات والأيام,أترقب ظهورها.وفي يوم جميل,أنعم علي الله برؤيتها . كانت تجري بجانبي.أردت اللحاق بها,لكنها غابت عني بسرعة البرق.لكني حمدت الله أني تمكنت من رؤيتها . وفي أحد الأيام ,لاح لي طيفها الجميل وسط الزحام.هرولت مسرعا لألقاها,لأشكي لها حالي,لكن طيفها ضاع مني.ومرة أخرى وجدتني كفارس بدون فرس,وبدون صهوة فرس.عاتبت نفسي,وتألمت ,وزاد تعلقي بالحرية.وبقيت هكذا أترقب الحرية,وكنت كلما أراها ,تنفلت مني كما الماء عندما ينفلت من بين الأصابع.وقلت في نفسي :هكذا هي الحرية ,زئبقية الملمس,شفافة الملبس.وبقيت هائما أبحث عنها .أراها تمرعن يميني كما البرق الخاطف ,وعن يساري,من فوقي ,ومن تحتي.لكن أبدا لم أعش هذه الحرية,وربما لن أعيشها يوما.أنا حبيس نفسي,وحبيس النفس,لن ينعم بها أبدا,اللهم إذا فك قيوده,وانطلق ,وانعتق,وتحرر.لأنه بكل بساطة ,الحرية تحب الانطلاق.  |