الموضوع: رأي في القناع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-18, 23:31 رقم المشاركة : 2
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: رأي في القناع


أود - لو سمح لي المبدع الناقد المتألق - الطاهري أن أذكر القارئ الكريم بنقاش جميل وراق دار بيني وبينك ، بارتباط مع خاطرتي ، التي استندتَ عليها ، من ضمن ما استندتْ عليه ، مقاربتك للقناع باعتباره أداة لللتصوير الفني : وعنوان خاطرتي هو : " تمظهرات قناع " :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tahiri
فنان مبدع ، مرهف الحس .
قدرة بديعة على التقاط الظلال والألوان .
تصريحات دقيقة ، وإيحاءات شاعرية ، دون إدراكها دروب ومسالك ومنعرجات ، تزيد النص غنى وخصبا ...تمنحه عمقا ، يكابد القارئ ، من أجل النفاذ إلى أغواره ، تفسيرا وتأويلا واستنباطا ...، مثل ،بل أضعاف ما كابده صاحبه !
هذا الجمال كله ، وهذه الطاقة البديعة في أبهى حللها ، تلتقط ، في هذه الأيام الروحانية ـ أيام عيد الفطر السعيد الذي يترقب فيه الصائم أن يقبل صيامه وقيامه ، وأن تكون زكاته طهرة لما يقع فيه الإنسان من لغو أورفث ، وهو صائم ـ أقول : هذه الطاقة البديعة تلتقط هذه الصور الماكرة ، وهذه المظاهر الخداعة ، وهذا النفاق الملتبس أو الصريح ... ! في حين أن الكون ، ياخليل أبي الطيب ، يعج بمظاهر وأسباب وأهل الخير والجمال والحب والبذل وغيرها من القيم الإسلامية الخالدة مابقي على وجه الأرض مسلم . وهي قد تتعايش ، كما هو معلوم ، في النفس الواحدة .
واها لنفسي من جمع النقيض بها ×× نقيضه جمع تحريك وتسكين
جنبا إلى جنب آلام أقطفها ×× قطف الجياع ، جني اللذات يزهوني
وأركب الهول في ريعان مأمنة ×× حب الحياة بحب الموت يغريني
هكذا رأى الشاعر محمد مهدي الجواهري الحياة . وهي بالتأكيد كذلك ، بشيء من قليل من الزيادة ،أو النقصان .
وهكذا الانسان خير وشر ... صفو وكدرة ...هداية وحيرة .
ندعو لأنفسنا بالهداية والصلاح والرشاد والحب ...ونعين غيرنا على بلوغ ما نحبه لأنفسنا .
أوزار الأقنعة يتحملها أهلها ، والسرائر لها من يتكفل بتقدير النيات ، والجزاء عقابا أو ثوابا .
من حقنا كقراء متتبعين ومعجبين بإبداعات خليل أبي الطيب ،أن ننتظر من هذا اليراع المبدع ، أن يواكب هذه الأجواء الروحانية الفريدة ، يساعدنا بطاقاته الإبداعية الهائلة على الاستمرار في تمثل أجواء شهر القرآن والمغفرة والعتق من النار ، حتى نصوم الست من شوال وننال أجرها إن شاء الله ، فيكون له أجر التوجيه بتوفيق من الله .
يقيني تام ، أن أخانا ، خليل أبي الطيب ، أكثر إدراكا وإحاطة وفهما لهذه الخطرات التي سطرتها دون تبويب ولا ترتيب . وإنما أردت أن أهمس في أذنيه أن رفقا بإحساسك المرهف .
وقانا الله وإياك شر الوقوع في أمثال هذه الحالات ، ويوم مبارك سعيد بإذن الله .



***********************************
وجاء تعليقي على رد الناقد المبدع الطاهري كما يلي :
1- .......
" هذه الطاقة البديعة تلتقط هذه الصور الماكرة ، وهذه المظاهر الخداعة ، وهذا النفاق الملتبس أو الصريح ... ! في حين أن الكون ، ياخليل أبي الطيب ، يعج بمظاهر وأسباب وأهل الخير والجمال والحب والبذل وغيرها من القيم الإسلامية الخالدة مابقي على وجه الأرض مسلم . وهي قد تتعايش ، كما هو معلوم ، في النفس الواحدة ."
أستاذي الفاضل ، أن تتعايش ، في النفس الإنسانية الواحدة ، صفات المكر والخداع والتدليس والنفاق ، إلى جانب قيم البذل والحب والجمال ...لا أعتقده مستساغا ولا منطقيا ، وإلا غلبت الطاقة السلبية الماكرة الطاقة الإيجابية الخامدة . ثم إن خوارم المروءة تغلب ، ظاهريا على الأقل ، ما تختزنه النفس البشرية من قيم الخير ما لم تطف على السطح سلوكا إنسانيا يوميا ، ومعاملة تُظهر معدنه وطينته وتترجم عقيدته ؛" ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك ".وقد صدق من قال :
إن فعل رجل في ألف رجل **** خير من قول ألف رجل في رجل
إذ بحسن المعاملة -المستنِدة إلى حسن الخلق-تستطيع أن تكسب - على الأقل - احترام الناس وإن لم تستطع تغيير سلوكهم ؛ فقد كان كفار قريش يودعون أماناتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من عدم إيمانهم به .
لقد “جئتكم من عند خير الناس” :
هكذا قال عوف بن الحارث المشرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الحديث" أن عوف بن الحارث كان ممن قاتل المسلمين مع قومه حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال:من يمنعك مني؟ قال صلى الله عليه وسلم : الله ، فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال له: من يمنعك مني؟
قال: كن خير آخِذ.
قال: تشهد ألا إله إلا الله ؟ قال: لا ، ولكن أعاهدك على ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك ، فخلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله
فجاء إلى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس ."
وهو درس بليغ وحضاري في حسن الخلق ، وليس في النفاق وتقمص الأدوار ، وتغيير الأقنعة ، مهما كانت طموحاتنا .
2 - " من حقنا كقراء متتبعين ومعجبين بإبداعات خليل أبي الطيب ،أن ننتظر من هذا اليراع المبدع ، أن يواكب هذه الأجواء الروحانية الفريدة ، يساعدنا بطاقاته الإبداعية الهائلة على الاستمرار في تمثل أجواء شهر القرآن والمغفرة والعتق من النار ، حتى نصوم الست من شوال وننال أجرها إن شاء الله ، فيكون له أجر التوجيه بتوفيق من الله ."

شكر الله لك كرمك ومواكبتك لخربشاتي المتواضعة .. لكن دعني أتساءل :

أليس شهر رمضان الفضيل وأجواء ما بعده خير فرصة لمن يقول ولا يفعل ، ولمن ينافق في السر والعلن ، ولمن يكمن خلف الحمَلية ساترا ذئبيته ، ولمن يخفي في صدره قلوبا وهو يدعي حب الناس بقلب واحد ، ولمن يخون الله ويظلم الناس في السر ويتظاهر بالورع في العلن ...؟!
فما خاطرتي -أخي الكريم الطاهري - إلا استفزازا لي ولك ، ولكل من في قلبه ذرة من إيمان ، يرجو أن تقوده -بإذن الله - إلى حسن الخاتمة .. وبِذا لا أجد نفسي إلا ممن يخافون أن يُباءوا بغضب من الله على ما فرطوا فيه من فرصة أتيحت لهم وما أحسنوا استغلالها .. فهل سيدركني رمضان المقبل ؟ يارب لا تحرمني من ذلك ..لست خارج سياق رمضان إذن ، بل أجواؤه الروحانية هي التي سحرتني فكتبت ما كتبت تحسرا على سلوك أمة كان خلق نبيها الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم القرآن ، وهو الذي قال الله تعالى عنه : " وإنك لعلى خلق عظيم " ، فهلا اتخذناه قدوة تنفيذا للتوجيه الرباني : "لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة " ، وهو الذي كان خلقه القرءان كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها.
تقبل الله منا ومنك أخي الطاهري ، وعيد مبارك سعيد . وجعلنا الله جميعا ممن سيدركهم رمضان المقبل وقد تخلصنا من ذئبيتنا وثعلبيتنا وحربائيتنا ...
محبتي وتقديري واحترامي .
***********
في نهاية مقاربته لتجليات القناع ، باعتباره أداة للتصوير الفني ، في نصوص إبداعية ، بعينها ، رأى الناقد أنها وظفت القناع ، مفهوما وصورة وتصورا ، وربما موقفا حقيقيا أو متخيلا ، أو رؤية للذات المبدعة إلى العالم ، أشار الأستاذ الطاهري إلى ما يلي :
" ما كان ينبغي تناوله ، في اعتقادي ، هو مدى نجاح أو فشل التجربة ، على المستوى الفني ، في تحقيق هذه الغاية . ويصبح من حق "الكاتب " على المتلقي المبدع تقديم تصور يساهم في التقويم ، أو على الأقل في التقييم .
بإشارة أدق أقول : طموحنا في هذا المنتدى العمل على فحص ما يعرض علينا من مساهمات فحصا متكاملا يطال معمار النص وروحه معا .
حلمنا الكبير هو أن يتحول هذا المنتدى إلى عالم واسع تتلاقح فيه الأفكار ، وتتنوع فيه التصورات ، وتختلف فيه الرؤى ...
هذا الحلم الكبير يرفض الاصطدام المجاني القاتل للإبداع ، ولكنه أيضا يرفض استنساخ الأفكار ، وأحادية التفكير ، والتماهي مع الغير ، وضم الصوت إلى غيره للإشادة والإعجاب .
وأخير وليس آخرا ، أعود إلى ما بدأت به : رأيي خطأ يحتمل الصواب ."
رأيك أستاذي الفاضل رأي وجيه ، لا يمكن أن يكون العمل به إلا ضخا لدماء جديدة في شرايين الإبداع والنقد بمنتدانا الحبيب .
تقديري واحترامي .









التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-09-18 في 23:50.
    رد مع اقتباس