الموضوع: الطابور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-05, 22:22 رقم المشاركة : 1
المفلق
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







المفلق غير متواجد حالياً


افتراضي الطابور


الطابور طويل كالعادة..أفعواني بالتأكيد..كالح بلا ريب..
الطابور أنيق..سيامي المحيا..ناتئ الجنبات..في الطابور انيقة ومتحذلق..بائع نعناع أكتع..مسؤول ومسؤول جدا..مأمور ومأمور جدا..تعيس وتائه..موظف يحكي بأسى أزمة المصاعد في عمارته ذات الأربعة طوابق..أرملة بخمسة أطفال تترتر في أذن التي بجانبها عن حكابتها مع ماء غسيل جارتها..شاب متأنق بشكل مقزز يبعث برسالة إلى صديقته بابتسامة عريضة تكشف سوس اضراسه الخلفية..في الطابور امرأة بدينة ونحيفة وثالثة وخط الشيب خصلات من بقاياا شعرها..أصلع في الطابور لا تهمه احاديث النساء ..لص بكل يقين..شخص مهم وآخر بلا اهمية..فالطابور يوحد كل فئات شعبنا العظيم قال مسؤول سخيف في مكان ما في طابور ما لشعب ما..
والطابور طويل كالعادة أفعواني بالتأكيد..لكنه ليس بالضرورة كالحا..
جندي ضخم الجثة يلوح بعصاه في تهديد وحشي..يختفي فمه خلف شارب ضخم..لكن عصاه مكشوفة للجميع..عصاه هي الميزان الذي تعتدل به هامة الطابور ويكتمل رونقه وينضبط لإيقاع من يريدون ضبط إيقاعه..يمسح حبات العرق التي تغازل بعضها فوق جبينه..ويشيع الطابور بنظرة ذات مغزى..تروعه حركة متذمرة فتتوتب عصاه وتتقلص قبضته..يهتاج الطابور كله للحظات ثم يعاود انضباطه فجأة كما اختل فجأة..
والطابور طويل كالعادة.. لكنه ليس أفعوانيا دائما..
في الطابور مظلوم وظالم واظلم منه..في الطابور مرشح يكذب للمرة الخامسة على شعب يصدقه للمرة السادسة..لص يعلن براءته لإخوانه من الخيانة..فتاة تبعث رسالة إلى حبيبها من هاتف أبيها..أمها تصر بكل أمانة على أن تمحو الرسالة من الهاتف بعد أن تنتهي..موظف يرتشي لأول مرة..عربات شرطة لحماية مباراة في كرة القدم..قطاع طرق يؤدون تحية احترام لها من بعيد..فتاة تبحث عن تعبئة لهاتفها في الواحدة ليلا..كلاب تنبح في وجه الحارس النائم..دخان سيجارة..حاوية ازبال انيقة جدا..أكياس قمامة أمام الأبواب..جلابيب..سروايل الجينز..سجن للسجان..طيور لقلاق..حصان مريض بناصية الشارع..ومذيع فخور على قناة بائسة..
والطابور طويل كالعادة..
لكن ليس كما يبدو بكل تأكيد..






    رد مع اقتباس