منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   مناسبات و تذكيرات دينية (https://www.profvb.com/vb/f302.html)
-   -   مفاهيم حول الإسراء والمعراج (https://www.profvb.com/vb/t100010.html)

رشيد زايزون 2012-06-25 16:00

مفاهيم حول الإسراء والمعراج
 
ينابيع تربوية

المحور الأول :

1- معجزة الإسراء والمعراج والتي منح الله تعالى نبيه عطاءاً روحياً تثبيتاً لفؤاده ستظل تمد المؤمن باليقين بقدرة الله التي لا يحدها حد وبالأمل في تحقيق موعود الله بالتمكين للحق وأهله متى ما التزم المؤمنون بمنهج الله قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ). [النور : 55] .

2- إن المسلمين اليوم بأشد الحاجة إلى عروج روحي وقلبي إلى الله من خلال قوة الصلة بالله وحسن عبادته وترفع عن الشهوات والدنايا قال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) [النازعات : 40 ، 41] ., وعروج أخلاقي وقيمي بتمثل سلوكي لأخلاق وقيم الإسلام قال سبحانه : (إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) [الفاتحة : 6 ، 7] وعروج صناعي وتكنولوجي في جميع جوانب الحياة وذلك بتفعيل مراكز البحوث وإقامة الصناعات الإستراتيجية والإسهام في إحداث تغيير في العالم الإنساني لأنهم يمتلكون القدرة والمقدّرات ورصيد التجربة والمنهج الأقوم. قال عز وجل : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) [الإسراء : 9] وعن العروج الصناعي والتكنولوجي في قصة داود وسليمان قال تعالى: (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [سبأ : 10 ، 11] . وقال تعالى : (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) [الأنبياء : 82] . وقال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )[الحديد : 25] .

3- إن أشرف وصف للمسلم أن يوصف بأنه عبدالله وقد وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [الإسراء : 1] . قال عز وجل (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) [الجن : 19]. ولا يمكن أن يتحقق هذا الشرف لأي مسلم إلا بتحققه بأوصافه وهي التي جاءت في قوله تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) [الفرقان : 63 - 67] فلا ينبغي أن يعظم إنسان أكثر مما يستحق أو يدعي لنفسه أو لغيره مقاماً ليس له بل إن ذلك طريق إلى صناعة الأرباب البشرية والمستبدين والطغاة الذين عانت الأمة المسلمة منهم وجلبوا لها الخراب والتخلف والبؤس ... قال عليه الصلاة والسلام : { لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه) صحيح البخاري .

4- أقرب ما يكون المسلم من ربه وهو ساجد وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام أقرب إلى الله في رحلة الإسراء والمعراج والتي فرضت فيها الصلاة فذلك إشارة إلى أن معراج المسلم إلى الله هو أن يكون في حالة السجود والخضوع لله سبحانه قال عليه الصلاة والسلام : { أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ».رواه مسلم . مطلوب ذكر أحاديث عن فضل السجود والصلاة . والحياة كلها محراب للسجود في كل مجالات الخير والعمل الصالح , من إرساء العدل وإزالة الظلم ومقاومة الفساد ....الخ .

المحور الثاني :

1- لقد كان الإسراء والمعراج نصراً وتمكيناً للرسول عليه الصلاة وللمؤمنين معه وإن طريق النصر والتمكين اليوم للمسلمين في العالم هو التحرر من الغفلة والإنحراف سواءً من القادة والشعوب وتقوية اللحمة وإنهاء الصراعات الداخلية وتحرير الولاء والبراء سلوكاً ومنهجاً وثقافة وعقيدة لله ورسوله والمؤمنين ( الإسلام ) وصدق الرجوع إلى الله بتعظيم شعائره وتحكيم شرائعه في كل مجالات الحياة (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [الحج : 32] قال سبحانه : ( قال الله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال : 46] . وقال سبحانه : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الحجرات : 10] .وقال عز وجل : (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) [الممتحنة : 1] وقال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [المائدة : 55] . وقال الله عز وجل : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[النور : 31] . وقال عليه الصلاة والسلام : { الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.} رواه البخاري .

2- لقد أظهرت الأحداث في الماضي والحاضر أن الكفر ملة واحدة وأن طبيعة الأعداء لن تتغير تجاه المسلمين وإن تغيرت أساليبهم ووسائلهم وظهر وا على غير حقيقتهم فهم يتحينون الفرصة قال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) [البقرة : 120] . فيجب أن يكون المسلمون على حذر من ذلك ويعتمدوا على الله ثم على أنفسهم قال الله عز وجل : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ )[التوبة : 8] . وقال سبحانه : (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [المائدة : 23] . والحكمة ضالة المؤمن وهو كيس فطن يستفيد دائماً من الأحداث ويوظفها في خدمة دينه وأمته .

3- إن من أهم الدروس التربوية لحادثة الإسراء والمعراج التي التزم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم غاية الأدب والتعظيم له حتى عاد إلى مكانه الذي أسري منه هي أن على المسلم أن يحسن تحديد وجهته في حياته الدنيا والجهة التي يتلقى منها شريعته ومنهاج حياته ويظل يعمل لغايته العظمى وهي رضا الله تعالى وحده حتى يأتيه اليقين قال تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [الحجر : 99] . وقال تعالى : (نَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) [فصلت : 30] .

المحور الثالث :

1- إن القدس والمسجد الأقصى في فلسطين هما قضيتنا الأولى و مركز الإحساس في جسم الأمة المسلمة وقد ربط الله في الإسراء بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى قال الله تعالى : (سبحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ًمِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [الإسراء : 1] وذلك إشارة إلى أن الاعتداء على الأقصى هو اعتداء على المسجد الحرام وأن الجهاد هو الطريق الوحيد لتحريره من الاحتلال قال عليه الصلاة والسلام : (لاََ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى) .رواه البخاري .

2- تفرض حادثة الإسراء والمعراج على المسلمين جميعاً وخاصة الحكام أن يشدوا رحالهم إلى المسجد الأقصى ولكن رحال عقولهم وعواطفهم وأحاسيسهم وإمكاناتهم وأيضا بإصلاح النفوس وبناء الأمة وتغيير الأوضاع إلى الأفضل والأحسن والانتقال من مربع الأقوال إلى الأفعال فى كل مجالات الحياة قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) [الرعد : 11] . وقال عليه الصلاة والسلام :( «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» رواه الطبراني في المعجم الصحيح .

3- فلسطين ( المسجد الأقصى )همزة الوصل بين الأرض والسماء لأنها مهبط الوحي والملائكة ومحراب الأنبياء ومكان عروجهم حيث رُفع عيسى وعُرِج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) [آل عمران : 39] .

مطلوب ذكر نبذة مختصرة من حياة بعض الأنبياء الذين عاشوا في بيت المقدس . عيسى, زكريا يحيى , وكذلك بعض الصحابة والتابعين والصالحين والعلماء .

المحور الرابع :

1 – تمثل حادثة الإسراء والمعراج في كل مكان وزمان محك اختبار وتمحيص وتمييز للصادق في إيمانه من المنافق وذلك لأن لها قوانين وأحكام لم يستطع العقل البشري تحديد ها وإبداء القول الفصل فيها فكان التسليم والإيمان والتصديق بوقوعها كما أخبر الله في القرآن الكريم هو المقياس على صدق الإيمان والشك في ذلك نفاق وكفر قال الله تعالى : (ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) [الأحزاب : 36] .

2-إن صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماماً ذلك لأن جميع الأنبياء على وفاق ووئام أُرسلوا لتبليغ الناس الدين الحق وأن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأن شريعته هي التي يجب العمل بها في حياة البشرية إلى يوم القيامة فهي أحدث الشرائع قال الله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) [الجاثية : 18].

3-إن المؤمن كريم على الله تعالى ومن المؤهلات التي تجعل المسلم محلاً لإكرام الله هي أن يكون مضحياً وكريماً بروحه وماله وما يملك لله تعالى وقد كان الإسراء والمعراج تكريماً للنبي عليه الصلاة وجاء بعد موت خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب وما لاقاه من أهل الطائف وهو مستمر في الدعوة إلى الله قال سبحانه : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) (10) [النجم : 1 - 11] .

باقة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومن عجائب ما رأى في إسرائه ومعراجه .

أ‌- من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في بيت المقدس .

1-عن أبي ذر رضي الله عنه قال :{ ذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ : مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى ، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ : خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.}( أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وصححه الألباني .

2-قال عليه الصلاة والسلام : {لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالإِنَاءِ بَيْنَ الأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ:بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ }أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني .

3-عَنْ مَيْمُونَةَ ، مَوْلاَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ , قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، {أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ , قَالَ : أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ , ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ , قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ.}صححه الألباني .

ب-من عجائب ما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج .

1-الدنيا : رآها بصورة عجوز :{ وذلك علامة على قرب نهايتها وأنها تفتن المتعلقين بها وهي ليست على شيء }.

2-رأى ماشطة بنت فرعون : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا وَجَدْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بنتِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تَمْشُطُ بنتَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَقَالَتْ بنتُ فِرْعَوْنَ: أَبِي فَقَالَتْ: لا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ، قَالَتْ: وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرَ أَبِي؟ ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَأُعْلِمُهُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَعْلَمَتْهُ فَدَعَا بِهَا، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، أَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَخَذَ أَوْلادُهَا يُلْقُونَ فِيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَتَدْفِنَّا جَمِيعًا، قَالَ: وَذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا، فَلَمْ يَزَلْ أَوْلادُهَا يُلْقُونَ فِي الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ابْنٍ لَهَا رَضِيعٍ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجَلِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهِ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَوْنَ، )المعجم الكبير للطبراني ..

3
-المجاهدون في سبيل الله : رآهم بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين .
4-خطباء الفتنة : رآهم بصورة أناس تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار ( وهم الذين يخطبون بين الناس بالفتنة والكذب والفسق .

5-الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة : رآه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع .

6-الذين لا يؤدون الزكاة : رآهم بصورة أناس يسرحون كالأنعام على عوراتهم .

7-تاركوا الصلاة : رأى قوماً ترضخ رؤسهم ثم تعود كما كانت فقال جبريل هؤلاء الذين تثاقلت رؤسهم عن أداء الصلاة .

8-شاربو الخمر : رآهم بصورة أناس يشربون من الصديد ( القيح ) .

9-الزناة : رآهم عليه الصلاة والسلام يأكلون اللحم الخبيث ويتركون اللحم الطيب .

والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .

ياقوتة 2012-06-25 20:37

رد: مفاهيم حول الإسراء والمعراج
 
موضوع جد قيم أخي الكريم رشيد زايزون

اختيار بصدق جد موفق و ممتاز

بارك الله فيك على التذكرة الطيبة و على الموعظة

جعله الله في ميزان حسناتك و رزقك الجنة

تقديري الكبير

رشيد زايزون 2012-06-26 09:30

رد: مفاهيم حول الإسراء والمعراج
 
شكرا لتفاعلك أستاذتي الفاضلة ياقوتة


الساعة الآن 07:38

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd