منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الفكر و التاريخ و الحضارة (https://www.profvb.com/vb/f194.html)
-   -   الزخرفة في الحضارة الإسلامية (https://www.profvb.com/vb/t132606.html)

ياقوتة 2013-11-15 18:48

الزخرفة في الحضارة الإسلامية
 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الزخرفة في الحضارة الإسلامية

لم تكن هناك فروق مميِّزة بين الرسم والتصوير والنقش، حتى وإن قسمنا النقوش إلى صنفين: نحت وحفر، فإن أيًّا من الطريقتين لا بُدَّ وأن تسبقها خطوة الرسم؛ لعمل التصميم الأصلي وتحديد الخطوط الأوليَّة، واستخدمت المعاجين الملونة، في التلوين، لملئ الفراغات في الرسم، وكثيرًا ما كان الفنان المصري القديم يستخدم مواد تثبيت للون، من أجل أن يطيل عمر الألوان.

ولأنَّ الفنَّ كان مرتبطًا بالعمارة الدينية فلقد اهتمَّ الفنان بتصوير الأرباب وتعظيمهم؛ من خلال تقديم الأنواع المختلفة من القرابين، وتسجيل الصلوات والأناشيد، كما صوَّر - في نفس الوقت - الأَوْجُه المختلفة من الحياة اليومية؛ والتي قد يستمتع بها المُتَوَفَّى في مقبرته ويحملها معه إلى الدار الآخرة، ولم تكن تلك المشاهد تمثَّل وقائع محدَّدة، أو مراحل خاصَّة ذات دلالة أو أهمية، وإنما كانت مشاهد تمثِّل أنشطة مختلفة؛ كالزراعة، والصيد، والرعي، واللعب، والشجار.

أولاً: الزخرفة الإسلامية:

متى نشأت الزخرفة الإسلامية؟

إن نشأة الزخرفة الإسلامية تعود لبداية عهد الخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما، اللذين كانا منشغلين بالفتوحات الإسلامية، التي تبعها بعد ذلك الخلاف بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاوية رضي الله عنه؛ لهذه الأسباب كان التفكير متجهًا نحو بناء دور العبادة بمثل التي بُنيت في بلاد فارس.

ويُعْتَبَرُ عبد الملك بن مروان أوَّل مَن اهتمَّ بالزخرفة الإسلامية؛ وذلك عندما اعتنى بقبة الصخرة في القدس وأعطاها جُلَّ اهتمامه، لتكون رمزًا معماريًّا يحتوي على أرقى الزخارف الإسلامية، التي كما قلنا تبتعد عن تصوير كل ما به رُوح، حتى ورقة الشجرة كانت تُجَزَّأ إلى نصفين؛ لتَظْهَر بشكل جامد لا حياة فيه، فأسند الإشراف على بناء قبة الصخرة عام (72 هـ) إلى رجاء بن حياة الكندي ويزيد بن سلام، اللذين بذلا كل ما لديهما من فنٍّ لإخراج القبة بهذا الشكل الذي لا يضاهيه فنٌّ حتى يومنا هذا؛ من حيث الروعة والدقَّة في المعمار.

من أين استمدَّت الزخرفة الإسلامية جذورها؟

إن الزخرفة الفارسية هي أساس الزخرفة الإسلامية؛ وذلك من خلال تأثير العناصر الفارسية التي دخلت الإسلام، وكانت الزخرفة الفارسية تعتمد في غالبها على الابتعاد عن أي صورة لأي كائن حيٍّ، فاتخذت النباتات وأوراق الشجر عناصر أساسيَّة متداخلة مع بعضها؛ لإعطاء لوحة زخرفية في نهاية الأمر، وقد استُخْدِم هذا الفنُّ في تزيين المساجد وقصور الأمراء وبعض الدواوين.

ولكن هل هناك شيء يميِّز الزخرفة الإسلامية عن غيرها؟


نعم، لقد كان للزخرفة الإسلامية مميِّزات وخصائص ميَّزتها عن باقي الزخارف مثل:

1- العناية بالتجديد والابتكار، والاعتماد على التطوير المباشر دون النقل.

2- البُعْد عن التقليد والتصنع في العديد من الأعمال الزخرفية المختلفة في العمارة والمجالات الأخرى.

3- الأصالة في أغلبية الأعمال، وهي تُعْتَبَرُ من الأعمال الفطريَّة لدى الرسام والفنان المسلم.

4- المبالغة في استعمال الألوان الفطريَّة دون الدمج بينهما إلا في بعض الحالات القليلة.

5- التأثُّر الواضح بالعقيدة الإسلامية السمحة؛ حيث نلاحظ - ولله الحمد - عدم وجود الرسوم الزخرفية التي تشمل ذوات الأرواح وعموم الكائنات الحيَّة، وخاصَّة في الرسوم التي بداخل المساجد.

6- البُعْد عن التجسيم؛ حيث لا تستهدف الزخرفة الإسلامية البُعْد الثالث كما هو الحال في بعض الزخارف في الفنون الأخرى، ولكنها تركِّز على بُعْدٍ آخر، وهو البُعْدُ أو العمق الوجداني، والذي نشاهده بصفة دائمة تقريبًا في زخرفة الأبواب الإسلامية المنتشرة في الكثير من المساجد والقصور القديمة، وأيضًا الحديثة.


وهل هناك معالم تُظْهِرُ ما كانت عليه الزخرفة الإسلامية؟

نعم، هناك بعض الأعمال التي ما تزال شاهدة على روعة الزخرفة الإسلامية مثل:

1- قصر إشبيلية.

2- مئذنة الحلوية (تلمسان).

3- مئذنة المنصورة.

4- باب المنصور (مكناس)

5- قصر الحير الشرقي والغربي في سوريا.

6- جامع الزيتونة.

7-مدرسة القرويين.

8- محراب الجامع الكبير (قرطبة).

9- المئذنة الحدباء.

10- جامع المتوكل.

بعض النماذج من طرز الزخرفة الإسلامية:

- تتميَّز الفنون الإسلامية بأن هناك وَحدة عامَّة تجمعها؛ بحيث يمكن أن تتميَّز أي قطعة أُنْتِجَتْ في ظلِّ الحضارة الإسلامية في أي قُطْرٍ من أقطار العالم الإسلامي؛ ولعلَّ هذا السرَّ من أسرار تفوُّق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفائقة على صبغ المنتجات الفنية في جميع الأقطار بصبغة واحدة، على أن هذه الوَحْدة لم تمنع من وجود طرز إسلامية تتميَّز بها الأقطار الإسلامية المختلفة في عصور تطوُّرها الفنِّيِّ.

- ويمكننا أن نقول بوجه عامٍّ: إن الطراز الأموي ساد العالم الإسلامي أوَّلاً متأثِّرًا بالفنون المحلية، ثم ساد الطراز العباسي منذ قيام الدولة العباسية عام 750م، وعندما ضعفت الخلافة العباسية، سادت طرز أخرى إقليمية؛ فكان هناك الطراز الإسباني المغربي في شمال إفريقيا والأندلس، وطراز مصري سوري في مصر وسوريا، وطراز عثماني في تركيا والبلاد التي كانت تتبعها، ثم طراز هندي في الهند، ومن واجبنا أن نكون على معرفة بهذه الطرز الفنية، وكيف تميَّزت بميزات خاصَّة في إطار الوَحْدَة الفنية الإسلامية الكبرى.

1- الطراز الأمَوِيّ

نشأ الفنُّ الإسلامي في عصر بني أمية، وكان الطراز الأموي المعروف باسمهم أوَّل الطرز أو المدارس في الفن الإسلامي، فلما جاءت الفتوحات العربية، وامتدت الدولة الإسلامية واتسع نطاقها، واختلط العرب بأمم ذات حضارة زاهية - أثَّرُوا في هذه الأمم كما تأثَّروا بهم.

وقد اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي، وكانت السيادة الفنية في عصرهم للبيزنطيين والسوريين، وغيرهم من رجال الفنِّ والصناعة الذين أخذ عنهم العرب الفاتحون، وقام على أكتاف الجميع الطراز الأموي في الفنِّ الإسلامي؛ وبذلك فهو طراز انتقل من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي، على أن هذا الطراز كان متأثِّرًا إلى حدٍّ ما بالأساليب الفنية الساسانية التي كانت مزدهرة في الشرق الأدنى عند ظهور الإسلام.

2- الطراز العباسي

ويُنْسَبُ هذا الطراز إلى الدولة العباسيَّة التي قامت في العراق؛ وبذلك انتقلت السيادة في العالم الإسلامي منذ ذلك الحين إلى العراق، فكان من الطبيعي أن يَتَّخِذ الفنُّ الإسلامي اتجاهًا جديدًا.
ويُعْتَبَرُ هذا الطراز أوَّل مرحلة واضحة في تاريخ الفنِّ الإسلامي، الذي أخذ الكثير من أصوله عن الفنِّ الساساني، وتُشِير الحفائر التي أُجْرِيتْ بمدينة سامرَّاء عاصمة الخلافة في الفترة من (222-276هـ/ 836-889م)- إلى منجزات هذا الطراز الذي بلغ أوج عظمته في القرن الثالث الهجري (9م)، وظهر أثره في الإنتاج الفني في مختلف الأقطار الإسلامية في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة (9-10م).

ويمتاز الطراز العباسي - كما تمتاز الأساليب الفنية المأخوذة عنه، ومنها الطراز الطولوني في مصر - بنوع من الخزف له بريق معدني، كانت تُصْنَعُ منه آنية يتَّخِذُها الأغنياء عوضًا عن أواني الذهب والفضة، والتي كان استعمالها مكروهًا في الإسلام؛ لما تدلُّ عليه من البذخ والترف المخالِفَيْنِ لرُوح الدين الإسلامي. ويمتاز الطراز العباسي أيضًا بكثرة استخدام الجصِّ في تهيئة الزخارف، حتى أصبح من الموادِّ ذات الصدارة في هذا الطراز الإسلامي، بالإضافة إلى التحف التي تُنْسَبُ إلى هذا الطراز التي كانت متأثِّرة إلى حدٍّ ما بالأساليب الفنية الساسانية، ويظهر هذا التأثير في التحف المعدنيَّة والمنسوجات التي كانت تُصْنَعُ في العراق وإيران في القرنين الثاني والثالث الهجريين.

تحياتي



خادم المنتدى 2014-09-04 22:46

رد: الزخرفة في الحضارة الإسلامية
 
-*************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك...
-*************************-


الساعة الآن 01:15

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd