منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع المميزة (https://www.profvb.com/vb/f346.html)
-   -   موسى و الخضر متعلم و معلم (https://www.profvb.com/vb/t127290.html)

بالتوفيق 2013-08-11 11:38

موسى و الخضر متعلم و معلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أدرج هنا بحثا

عن علاقة ربطت معلما بمتعلم

أوردها القرآن الكريم

في قصة بليغة مربية مفيدة

و فهرس هذا البحث على الشكل التالي:





- آيات بينات تحكي القصة ...........مشاركة 2
- السعي في طلب العلم ...........مشاركة 3
- التواضع في طلب العلم ...........مشاركة 4
- الصبر على العلم ...........مشاركة 5
- التعاقد بين المعلم الخضر و المتعلم موسى ...........مشاركة 6
- تعامل المعلم الخضر مع المتعلم موسى........... مشاركة 7
- خلاصة ...........مشاركة 8
- حديث نبوي يورد القصة ...........مشاركة 9 و 10 و 11
- المراجع........... مشاركة 12
- تأملات تربوية في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام بقلم
إكرام الزيد........... مشاركة 16 صفحة 4
- إشارة القصة عند الإمام فخر الدين الرازي........... مشاركة 17 صفحة 4
- إشارة القصة عند القشيري...........مشاركة 18 صفحة4

بالتوفيق 2013-08-11 11:39

رد: موسى و الخضر متعلم و معلم
 
قال الله تعالى:


وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ
قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ
قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ
وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

صدق الله العظيم



بالتوفيق 2013-08-11 11:42

رد: موسى و الخضر متعلم و معلم
 
أورد القرآن الكريم في سورة الكهف قصة نبيّ الله موسى مع الخضر عليه السلام و هي واردة أيضا في حديث نبوي أخرجه الشيخان سأدرجه في نهاية البحث، و تحمل هذه القصة من المعاني و الدلالات الشيء الكثير، نجمل منها ما يلي:


السعي في طلب العلم:

أوحى الله إلى موسى أنّ عبداً من عباده بمجمع البحرين هو أعلم منه فعزم على الرحيل لملاقاته و الظفر بعلمه مع علوّ مكانة موسى و سموّها فهو كليم الله و هو من أولي العزم من الرّسل يقول عنه الله عز و جل:" قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ "
و رغم ذلك لم يتوان في طلب العلم و تحمّل المشاقّ في سبيله يعبّر عن هذا قوله لفتاه المرافق له في رحلته: آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ و قبله قوله:لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا و إلى هذا أشار شيخ الأزهر الأستاذ المرحوم محمود شلتوت في كتابه إلى القرآن الكريم حيث قال:' إن موسى مع علوّ شانه في المعارف الإلهية لم يمنعه علوّه عن تحمّل المشاق في سبيل العلم دون نظر إلى مكانة من يريد التعلّم منه'
فالإنسان يجب أن لا ينفكّ عن طلب العلم و السعي إليه مهما بلغت رتبته فيه و بالتالي فهو دائماً متعلّم تربطه بصاحب العلم المطلوب ( المعلم ) علاقة احتياج معرفي.
إلى جانب هذا فالمتعلّم هو الذي يسعى هنا إلى المعلّم من أجل العلم و ليس العكس، و هذا تعبير عن تكريم العلم و صاحبه و تشريفهما، فالله تعالى أوحى إلى موسى بالسّعي إلى العبد الصّالح الخضر من أجل العلم و كان بالإمكان أن يأمر الخضر بالذهاب إلى موسى من أجل إرشاده و تعليمه، و كلّ هذا كما قلنا إشارة إلى تشريف العلم و تكريم حامله.

بالتوفيق 2013-08-11 11:52

رد: موسى و الخضر متعلم و معلم
 
التواضع في طلب العلم:

قال تعالى: قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
أشار غير واحد من المفسّرين إلى أنّ هذه الآية دلالة على تواضع نبي الله موسى مع الخضر و هذا ظاهر من ظاهر الآية حيث استأذنه موسى في أن يجعل نفسه تابعاً له ليعلّمه، قال البيضاوي في تفسيره : ' قد راعى في ذلك غاية التواضع و الأدب فاستجهل نفسه و استأذن أن يكون تابعاً له و سأل منه أن يرشده و ينعم عليه بتعليم بعض ما أنعم الله عليه'. و فسّر الآية صاحب صفوة التفاسير قائلا: ' هل تأذن لي في مرافقتك لأقتبس من علمك ما يرشدني في حياتي....و هذه مخاطبة فيها ملاطفة و تواضع من نبيّ الله الكريم و كذلك ينبغي أن يكون الإنسان مع من يريد أن يتعلّم منه '.
و لا يقف تواضع موسى عند هذا الحدّ، فبعد أن أعلمه العبد الصالح أنه لن يستطيع صبرا في مرافقته: قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا أجابه موسى قائلا: قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا و هو جواب فيه دليل على تمام الخضوع و الإذعان و الاستسلام.
و التواضع مبدأ عام و رابطة أساسية من الرّوابط التي تجمع المعلّم بالمتعلم و الطالب من المطلوب منه و هو داخل في جملة من الآداب العامة بله إذا تعلّق الأمر باحتياج معرفي كما أشرنا سابقاً، و لا يقف عند حدّ المتعلم فهو من صفات العلماء المعلمين و موسى مثال على ذلك في هذه القصة، و العبد الصّالح أيضا كما سنفصل فيما بعد.

بالتوفيق 2013-08-11 11:54

رد: موسى و الخضر متعلم و معلم
 
الصبر على العلم:

و هو هنا صبر من الطّرفين، فموسى صبر على العبد الصالح و لم يفارقه لأول مرة حين رأى منه ما ينكره، و العبد الصالح صبر على موسى في معارضة هذا الأخير له عدّة مرّات رغم التعاقد الذي تمّ بينهما في بداية لقاءهما، بل لقد كان به حليما فقال له: 'قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا قال صاحب صفوة التفاسير : 'وقّره في الأول فلم يواجهه بكاف الخطاب فلمّا خالف في الثاني واجهه بقوله " لك " لعدم العذر هنا إلى جانب هذا فبعد ذلك فسّر له سرّ أفعاله و تصرّفاته: " قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا و لم يتركه حيران، بل رأف به و قصّ عليه خفايا و أسرار ما قام به من أعمال.
يقول البيضاوي في تفسيره: ' و من فوائد هذه القصة أن لا يعجب المرء بعلمه و لا يبادر إلى إنكار ما لا يستحسنه فلعلّ فيه سرّا لا يعرفه ' و هنا تنفتح أمامنا ملاحظة مهمّة ذكرها مؤلّف الاساس في التفسير و هي أنّ الأفعال التي فعلها الخضر غير جائزة شرعا و رغم أنّ موسى علم بإعلام الله أنّ الخضر أعلم منه في جوانب، و أنّه ذهب ليتعلّم، و أنّه تعاقد معه على عدم المخالفة، و مع ذلك أنكر عليه ما فعله. يقول: ' و لا شكّ أنّ القصة مربّية و معلّمة، تربّينا على أدب الصّحبة و لنا في الخضر قدوة و لنا في موسى أسوة ' و يستطرد قائلا لا يسع المسلم إذا رأى ما ظاهره منكر إلا أن ينكره كائنا من كان فاعله و لكنه في حالة كون الفاعل صالحا فإن الانكار ينبغي أن يكون مرافقا للأدب باحتمال أن يكون للمسألة وجه، هذا في المسائل التي يمكن أن يكون لها أكثر من وجه '
و ننبه هنا إلى أنه إذا كانت هذه الملاحظة متعلّقة بالعلوم الشّرعية فهي صالحة من باب أولى و أحرى للعلوم الأخرى و هي مفيدة في تحديد خاصية و رابطة أخرى من الخصائص و الرّوابط التي يجب أن تجمع المعلّم بالمتعلّم.
و يزيد مؤلف الأساس في التفسير الملاحظة إيضاحا قائلا: ' هناك ناس من الشيوخ يطالبون تلاميذهم بالأدب الذي طالب به الخضر موسى و مريدهم إذا رأوهم على منكر لم يعاملوهم كما عامل موسى الخضر...فأي ضلال مشترك ما بين هذا النّوع من الشّيوخ، و هذا النّوع من التلاميذ ' و هو ما تسبّب حسب المؤلّف في أنّ العلاقة بين هؤلاء المريدين و شيوخهم أصبحت علاقة تبعية عبودية تنمحي معها شخصية المتعلم تماماً.


الساعة الآن 03:25

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd