منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   السيرة النبوية (https://www.profvb.com/vb/f41.html)
-   -   سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة (https://www.profvb.com/vb/t165093.html)

صانعة النهضة 2016-01-17 15:14

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
بارك الله فيك أختي أم علاء وعمر على الإضافة القيمة

بالتأكيد أغنت الموضوع

دمت للمنتدى...كرذاذ الندى


http://forum.te3p.com/images/images_...3af828d2a1.jpg

صانعة النهضة 2016-01-17 16:34

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 

عاطفة النبي صلى الله عليه وسلم



http://islamstory.com/uploads/articles/image002.jpg

لقد وُلد صلى الله عليه وسلم يتيمًا.. لما خرج إلى الدنيا كان أبوه قد رحل عنها .. وعندما كان طفلاً في السادسة أخذته أمه لزيارة أخواله وقبر أبيه بني النجار في المدينة، وفي عودتهم من السفر فاجأ أمه مرضٌ، فماتت عند الغروب في (الأبواء) بين مكة والمدينة . ويا سبحان الله! تُرى كيف كان أثر موت الأم على الطفل وفي أرض الغربة؟


ولم يكد يمضي في كنف جده عامين حتى توفي جده أيضًا .. وانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب.. تلك البدايات الحزينة جعلت من نفس محمد صلى الله عليه وسلم بحرًا من الرحمة والرقة.. {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
عاطفة عميقة:



كان يقول: "أبعد الناس من الله القلب القاسي" . وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه وأتباعه واحدًا واحدًا، حتى ولو كان في حرب كبرى؛ ففي غزوة تبوك، وكانت أكبر غزوة غزاها النبي، وأول مرة يلقى فيها الروم، وكانت في حر الصيف وفي وقت قحط حتى سميت غزوة (العُسْرة).. لم ينس بعض من تأخروا عن الجيش: فلما رأى غبارًا بعيدًا، قال للغبار: "كن أبا خيثمة"، فكان . ولما رأى قادمًا ماشيًا، قال: "كن أبا ذر"، فكان.
تقول عنه السيدة عائشة: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا" .


وحكى لنا قصة رجل دخل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا عطشانًا، فغفر الله له. ولأن الرفق بالبهائم لم يكن مطروحًا كقيمة وخُلُق تعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر" (يعني في كل كائن حي). ثم حكى قصة امرأة دخلت النار؛ لأنها حبست هرة لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.


كان إذا دخل في الصلاة وهو ينوي الإطالة، يقصر فيها إن سمع بكاء الطفل الصغير؛ لأنه يعلم أثر ذلك البكاء في نفس أمه . وبكى صلى الله عليه وسلم لدى موت طفله الصغير والأخير إبراهيم، حتى تعجب عبد الرحمن بن عوف فقال: وأنت يا رسول الله؟! فقال صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عوف، إنها رحمة" .
ولما أسر النبي زوج ابنته زينب أبا العاص بن الربيع في غزوة بدر، وكانت ابنته في مكة وليس لديها ما تفدي به زوجها من الأسر، فبعثت بالقلادة التي كانت أمها خديجة أهدتها لها عند زفافها لتفتدي بها زوجها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قلادة خديجة بكى من الرقة، واستأذن الصحابة في أن يمنُّوا على أبي العاص فيطلقوا سراحه، فوافقوا .
وبكى أيضًا لما رأى مصعب بن عمير يلبس ثوبًا مرقوعًا بفرو، وقد كان قبل إسلامه يلبس فاخر الثياب ويتمضخ أفخم العطور ، وبكى لما رأى إحدى بناته تموت ، وبكى لما مات عثمان بن مظعون .


ولقد كان النبي رحيمًا رقيقًا حتى في أشد يوم مر به صلى الله عليه وسلم وهو يوم الطائف، بعث الله له ملك الجبال، فإذا أمره أطبق عليهم الجبال التي تحيط بهم، حتى في أشد لحظة قال: "لا؛ عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله عز وجل" .


بل ويحكي ابن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي، فأخذوا طائرين صغيرين من عش، فجاءت الأم تطير وترفرف بجناحيها عند رسول الله، فقال: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا إليها ولدها" . ورآهم أحرقوا قرية نمل فنهاهم، وقال: "لا ينبغي أن يعذب بالنار" . حتى النمل يا رسول الله!!

http://islamstory.com/uploads/articles/image004.jpg


لم ينس -وهو قائد الدولة الإسلامية كلها- طفلاً صغيرًا في المدينة اسمه أبو عمير، له طائر يلعب به واسمه النغير. فإذا رآه النبي ابتسم له وقال: "يا أبا عمير، كيف حال النغير؟" . ولم ينس شابًّا فقيرًا اسمه جليبيب، فسعى ليزوجه حتى خطب وتهيأ للزفاف، فإذا بالمنادي لل**** ينادي، فذهب جليبيب مجاهدًا، وبعد انتهاء الغزوة يسأل النبي عن الشهداء، فينساه الناس من بين الشهداء، لكن النبي لا ينساه، فيقول: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ". ولما وجدوه، ظل النبي يحمله على ذراعيه حتى حفروا له ووضعوه . ولا يعرف عن جليبيب إلا هذا الموقف؛ مما يدلك على انتباه النبي ورحمته ورعايته، حتى لغير المبرزين من الناس.


ويعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" ، ويؤكد أن قاسي القلب شقي فيقول: "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" .


واعتبر النبي رجلاً لا يقبِّل أولاده رجلاً قد نزع الله الرحمة من قلبه ، وقال: "من لا يرحم لا يٌرحم" .

وكان صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر مرة، فجاء الحسن والحسين يلبسان ثوبين أحمرين، وكانا يتعثران في ثوبيهما، فلم يتمالك صلى الله عليه وسلم إلا أن نزل من على المنبر، فأخذهما ووضعهما على حجره، وقال: "رأيت هذين الصبيين، فلم أصبر" .

صانعة النهضة 2016-01-17 16:39

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
زهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، خيَّره الله تعالى بين أن يكون ملكًا نبيًّا أو يكون عبدًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نبيًّا.
فكان صلى الله عليه وسلم ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏، وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعًا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارًا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: دخلت على النبي وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى عمر أثر الشريط في جنبه، فبكى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا عمر؟" قال: وما لي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة". قال: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: "هو كذلك".


وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين؛ فعن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تقول: "والله يا ابن أختي، كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة، فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء"[1].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان النبي يبيت الليالي المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم الشعير"[2].


[1]رواه البخاري ومسلم.




[2]رواه الترمذي، وحسنه الألباني.






yassine 13 2016-01-18 09:56

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم .
موضوع هادف .. جزيت خيرا على التذكير بيداغوجية المدرسة المحمدية التي ينبغي للنفوس البشرية أن تنهل من معينها الصافي
لينصلح حالها وتصلح أحوالها
ووكذلك طريقة معلمنا الاول وقدوتنا في التعاطي مع النوازل و الاحداث و المواقف الحرجة بالرفق واللين والعفو والتسامح والعدل والحق والابتسامة والاشارة وغيرها .
شكر الله سعيك .

yassine 13 2016-01-18 10:06

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
لما كان يومُ بدر / مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه وقد اصْطَفُّوا وتهيَّؤوا قبل القتال / وفي يده قِدْحٌ – عودٌ من خشب – / يُعَدِّلُ به صفوفَهم / فمرَّ بِسَوَّادِ بنِ غَزِيَّة / حليف بني عَدِي بنِ النجَّار / وهو مُسْتَنْثِلٌ من الصَّف – أي : بارزٌ متقدِّم - /فغمزه بالعود في بطنه وقال : استوِ يا سَوَّاد .
إنه أمرٌ نبويٌ لأجل مصلحة الجيش وتنظيمه .
وإذا بالجندي يقول لقائده : يارسول الله / لقد أوجعتني / وقد بعثك الله بالحق والعدل / فَأَقِدْني //
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم / يسمع تلك المظلمة / وهو يومئذٍ .. القائد الأعلى / والحاكم / والقاضي / وإمام المسلمين جميعاً بلا استثناء / صاحبُ أعظم منصب ديني ودنيوي / وهو قبل ذلك : سيدُ ولد آدم ، وخيرُ من مشى على الأرض .
وقف لتلك المظلمة ... ولم يكن خصمه فيها وجيها من الوجهاء / ولا ثريا من الأثرياء .
لم يكن خصمه سيدا في قومه / أو مُتَنفِّذا ممن يُحسب له ألف حساب .
لقد كان المتظلِّمُ : سَوَّاد بن غزية / رجلٌ مغمورٌ .. من آحاد المسلمين وأفرادهم وعامتهم ، لا يُعرَف بثراء ولا جاه ولا سلطان ، بل لا تُعرَف أخباره ، ولا تكاد تجد له في كتب السيرة والتاريخ إلا هذا الموقف !!!
ثم هو يطالب رسول الله أن يقتصَّ منه / ويغمزه بالعصا أمام الناس جميعا /
يريد أن يقتصَّ من النبي أمامَ أتباعِهِ ! ومِنَ القائدِ أمامَ جيشِه !!


ووقف الناس .. ينظرون إلى فعل رسولهم صلى الله عليه وسلم .
هل برَّر موقفه ذلك بخطأِ سوَّاد / واستحقاقِهِ العقوبةَ لإخلالِه بالصَّف ؟
هل حاول أن يرضيه بشيء من المال ليسكت / ويتنازل عن الدعوى ؟
هل أخَّر القضية إلى انتهاء المعركة ، ليكون القصاص على انفراد ؟


لقد ألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل تلك الاعتبارات ، فما كاد سوَّادُ يُنهي كلماته ، حتى مدَّ صلى الله عليه وسلم يده دون تردد ، ليكشف عن بطنه الشريف ، ويقول لصاحب المظلمة : استقد .
فأقبل عليه سوَّاد ، فاعتنقه وألصق وجهه ببطنه / وقبله وقال يارسول الله / لقد حضر ما ترى يعني القتال / فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك .. أن يمسَّ جِلدي جلْدَك ) .

هكذا - يا عباد الله - يكون العدل مع الناس جميعا دون استثناء / في كبير الأمور وصغيرها ، وجليلها وحقيرها / مهما كانت الأحوال / وأيًّا كان المَقام .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا يرضى أن تكون لأحدٍ عنده مظلمة / ولو كانت غمزةً بالعصا /


فأين من
يضرب مسلما ظلما .. بأشد الضرب / ولا تهتزُّ شعرة فيه ؟!
أين من
يأكل أموال الناس / ويمنعهم من حقوقهم / ثم لا يشعر بشيء من تأنيب الضمير ؟!
أين من يظلم
الضعفاء لمنصبه أو جاهه أو علاقاته / حتى تكون حياتُهم جحيما / ثم ينامُ قريرَ العين كأنْ لم يفعل شيئا ؟!
أين هؤلاء .. من أخلاق نبيهم الذي ينتسبون إليه ، ويشهدون أنه رسول الله / الذي تجب طاعتُه فيما أمر / واجتنابُ ما نهى عنه وزجر .


*


الساعة الآن 12:24

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd