منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   السيرة النبوية (https://www.profvb.com/vb/f41.html)
-   -   سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة (https://www.profvb.com/vb/t165093.html)

صانعة النهضة 2016-01-16 19:13

سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
وإنك لعلى خلق عظيم






http://islamstory.com/uploads/image/...02%2864%29.jpg



كان http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يعرف حق ربه http://islamstory.com/sites/all/them...ages/u1_20.jpg عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فيدعو ويسبح، ويخشع لله http://islamstory.com/sites/all/them...ages/u1_20.jpg حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
الحمد لله الذي بعث لنا رسولاً ليتمم لنا مكارم الأخلاق والصفات، وجعل له القرآن خلقًا،

وامتن عليه بأفضل السمات، ثم أثنى عليه قائلاً: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
والصلاة والسلام على من زكاه رب العالمين، ومدحه في كتاب يتلى إلى يوم الدين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: (أن هشام بن حكيم سأل عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg، فقالت: خلقه القرآن).


فالناظر في سيرة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يجدها مثلاً حيًّا لحسن الخلق، حيث لخص رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg الهدف من بعثته في قوله: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"[1]. فكان http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يدعو إلى الله بأخلاقه، كما يدعو إليه بأقواله.


وكتب السيرة مليئة بمواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على حسن خلق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg، ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة؛ لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].



أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg مع ربه :

فقد كان http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يعرف حق ربه http://islamstory.com/sites/all/them...ages/u1_20.jpg عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه -صلوات ربي وسلامه عليه- ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله http://islamstory.com/sites/all/them...ages/u1_20.jpg حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن نبي الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا"[2].
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله:

قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"[3]. وكان من كريم أخلاقه http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم، وكان من شأنه http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg أن يرقّق اسم عائشة -رضي الله عنها- كأن يقول لها: (يا عائش)، ويقول لها: (يا حميراء)، ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق)، وما ذلك إلا توددًا وتقربًا وتلطفًا إليها واحترامًا وتقديرًا لأهلها.
وكان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg من إناءٍ واحد، فيقول لها: "دعي لي. وتقول له: دع لي"[4].
وعن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة)[5].
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)[6].
وعن عائشة -رضي الله عنها- أيضًا قالت: (خرجت مع رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: تقدموا. فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك. فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا. فتقدموا، ثم قال لي: تعالي أسابقك. فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك)[7].
وكان يعدل بين نسائه http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة؛ فعن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها (أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg بين فلقتي الصحفة وهو يقول: "كلوا، غارت أُمكم" مرتين، ثم أخذ رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة، وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة)[8].


المصادر


[1]رواه البخاري في الأدب المفرد، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (2345).[2]متفق عليه.[3]رواه الترمذي في سننه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (3895).[4]رواه مسلم.[5]رواه البخاري.[6]رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم (419).[7]رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (2878).[8]رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم (3966).

صانعة النهضة 2016-01-16 19:25

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
يروي جابر بن عبد الله، يقول: قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏مُحَارِبَ ‏خَصَفَةَ ‏بِنَخْلٍ، ‏فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏ ‏غِرَّةً؛ ‏فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ:‏ ‏غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ‏ ‏حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم ‏بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".


فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم ‏فَقَالَ: "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟"
قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ.
قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟"
قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ"



أم علاء وعمر 2016-01-16 20:26

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 


و مما جاء في وصفه (صلى الله عليه وعلى آله و سلم)

انه كان حسن الإصغاء إلى محدثه

لا يلوي عن أحد وجهه

و لا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه
بل يلتفت إليه بكل جسمه

و كان قليل الكلام

كثير الإنصات

ميالا للجد من القول

و يضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه

فإذا غضب لم يظهر من أثر غضبه
إلا نفرة عرق بين حاجبيه.


اللهم صل و سلم على سيدنا و حبيبنا محمد
و على آله و صحبه


صانعة النهضة 2016-01-17 14:40

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg مع أصحابه:

عن أنس http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: (كان النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له)[9].


وكان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يكره أن يقوم له أحد؛ فعن عبد الله بن الزبير http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: "من أحب أن يمثل له الرجال قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار"[10].
وكان من هديه http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg أن يمزح مع أصحابه؛ فعن الحسن البصري http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: "أتت عجوز للنبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز. فولت وهي تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 35-37]"[11].




أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg مع الأطفال:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg أنه قال: (كان http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg يمر بالصبيان فيسلم عليهم).
وكان http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg (يحمل أمامة بنت زينب -ابنة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg- وهو يصلي بالناس إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها)[12].
وجاء الحسن والحسين -رضي الله عنهما- وهو يخطب فجعلا يمشيان ويعثران، فنزل النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه، ثم قال: "صدق الله ورسوله {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28]؛ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"[13].


المصادر:


[9]رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.[10]رواه أبو داوود في سننه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (5229).[11]رواه الترمذي في الشمائل، وحسنه الألباني.[12]متفق عليه.[13]رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم (1412).

صانعة النهضة 2016-01-17 14:43

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 

أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg مع الخدم:


عن أنس http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: (خدمت النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا)[14].
وعن عائشة -رضي الله تعالى- عنها قالت: (ما ضرب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg خادمًا له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله)[15].

أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg مع أعدائه:


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله http://islamstory.com/sites/all/them...ages/u1_20.jpg قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم". قال: "فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين". فقال له رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا".


وعن أبي هريرة http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg أنه قال: عندما قيل له: ادع على المشركين، قال http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة"[16].

أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg في التعامل مع المخطئين:


عن أنس بن مالك http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: مَه مَه. قال: قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg: "لا تزرموه، دعوه". فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg دعاه فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن". قال: فأمر رجلاً من القوم، فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه[17].


وعن أبي أُمامة http://islamstory.com/sites/all/them...mages/t_20.jpg قال: إن فتىً شابًا أتى النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه. فقال له: "ادنه". فدنا منه قريبًا، قال: "أتحبّه لأمّك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: "أفتحبه لابنتك؟" قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لبناتهم". قال: "أفتحبه لأختك؟" قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لأخواتهم". قال: "أفتحبه لعمتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لعماتهم". قال: "أفتحبه لخالتك؟" قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس جميعًا يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه". فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[18].


هذا غيضٌ من فيض، ونقطة من بحر، وقليل من كثير من أخلاق البشير ****** السراج المنير، فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا! وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا! ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح، ونضع أخلاق النبي http://islamstory.com/sites/all/them...mages/r_20.jpg نصب أعيننا؛ لتظهر آثارها علينا ليلاً ونهارًا، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية، والنصرة والولاية والتأييد، والهداية والفلاح والنجاة، وطيب العيش في الدنيا والآخرة.


المصادر:




[14]متفق عليه.[15]رواه مسلم.[16]رواه مسلم.[17]رواه مسلم.[18] رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند.





صانعة النهضة 2016-01-17 15:14

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
بارك الله فيك أختي أم علاء وعمر على الإضافة القيمة

بالتأكيد أغنت الموضوع

دمت للمنتدى...كرذاذ الندى


http://forum.te3p.com/images/images_...3af828d2a1.jpg

صانعة النهضة 2016-01-17 16:34

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 

عاطفة النبي صلى الله عليه وسلم



http://islamstory.com/uploads/articles/image002.jpg

لقد وُلد صلى الله عليه وسلم يتيمًا.. لما خرج إلى الدنيا كان أبوه قد رحل عنها .. وعندما كان طفلاً في السادسة أخذته أمه لزيارة أخواله وقبر أبيه بني النجار في المدينة، وفي عودتهم من السفر فاجأ أمه مرضٌ، فماتت عند الغروب في (الأبواء) بين مكة والمدينة . ويا سبحان الله! تُرى كيف كان أثر موت الأم على الطفل وفي أرض الغربة؟


ولم يكد يمضي في كنف جده عامين حتى توفي جده أيضًا .. وانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب.. تلك البدايات الحزينة جعلت من نفس محمد صلى الله عليه وسلم بحرًا من الرحمة والرقة.. {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
عاطفة عميقة:



كان يقول: "أبعد الناس من الله القلب القاسي" . وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه وأتباعه واحدًا واحدًا، حتى ولو كان في حرب كبرى؛ ففي غزوة تبوك، وكانت أكبر غزوة غزاها النبي، وأول مرة يلقى فيها الروم، وكانت في حر الصيف وفي وقت قحط حتى سميت غزوة (العُسْرة).. لم ينس بعض من تأخروا عن الجيش: فلما رأى غبارًا بعيدًا، قال للغبار: "كن أبا خيثمة"، فكان . ولما رأى قادمًا ماشيًا، قال: "كن أبا ذر"، فكان.
تقول عنه السيدة عائشة: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا" .


وحكى لنا قصة رجل دخل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا عطشانًا، فغفر الله له. ولأن الرفق بالبهائم لم يكن مطروحًا كقيمة وخُلُق تعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر" (يعني في كل كائن حي). ثم حكى قصة امرأة دخلت النار؛ لأنها حبست هرة لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.


كان إذا دخل في الصلاة وهو ينوي الإطالة، يقصر فيها إن سمع بكاء الطفل الصغير؛ لأنه يعلم أثر ذلك البكاء في نفس أمه . وبكى صلى الله عليه وسلم لدى موت طفله الصغير والأخير إبراهيم، حتى تعجب عبد الرحمن بن عوف فقال: وأنت يا رسول الله؟! فقال صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عوف، إنها رحمة" .
ولما أسر النبي زوج ابنته زينب أبا العاص بن الربيع في غزوة بدر، وكانت ابنته في مكة وليس لديها ما تفدي به زوجها من الأسر، فبعثت بالقلادة التي كانت أمها خديجة أهدتها لها عند زفافها لتفتدي بها زوجها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قلادة خديجة بكى من الرقة، واستأذن الصحابة في أن يمنُّوا على أبي العاص فيطلقوا سراحه، فوافقوا .
وبكى أيضًا لما رأى مصعب بن عمير يلبس ثوبًا مرقوعًا بفرو، وقد كان قبل إسلامه يلبس فاخر الثياب ويتمضخ أفخم العطور ، وبكى لما رأى إحدى بناته تموت ، وبكى لما مات عثمان بن مظعون .


ولقد كان النبي رحيمًا رقيقًا حتى في أشد يوم مر به صلى الله عليه وسلم وهو يوم الطائف، بعث الله له ملك الجبال، فإذا أمره أطبق عليهم الجبال التي تحيط بهم، حتى في أشد لحظة قال: "لا؛ عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله عز وجل" .


بل ويحكي ابن مسعود رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي، فأخذوا طائرين صغيرين من عش، فجاءت الأم تطير وترفرف بجناحيها عند رسول الله، فقال: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا إليها ولدها" . ورآهم أحرقوا قرية نمل فنهاهم، وقال: "لا ينبغي أن يعذب بالنار" . حتى النمل يا رسول الله!!

http://islamstory.com/uploads/articles/image004.jpg


لم ينس -وهو قائد الدولة الإسلامية كلها- طفلاً صغيرًا في المدينة اسمه أبو عمير، له طائر يلعب به واسمه النغير. فإذا رآه النبي ابتسم له وقال: "يا أبا عمير، كيف حال النغير؟" . ولم ينس شابًّا فقيرًا اسمه جليبيب، فسعى ليزوجه حتى خطب وتهيأ للزفاف، فإذا بالمنادي لل**** ينادي، فذهب جليبيب مجاهدًا، وبعد انتهاء الغزوة يسأل النبي عن الشهداء، فينساه الناس من بين الشهداء، لكن النبي لا ينساه، فيقول: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ". ولما وجدوه، ظل النبي يحمله على ذراعيه حتى حفروا له ووضعوه . ولا يعرف عن جليبيب إلا هذا الموقف؛ مما يدلك على انتباه النبي ورحمته ورعايته، حتى لغير المبرزين من الناس.


ويعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" ، ويؤكد أن قاسي القلب شقي فيقول: "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" .


واعتبر النبي رجلاً لا يقبِّل أولاده رجلاً قد نزع الله الرحمة من قلبه ، وقال: "من لا يرحم لا يٌرحم" .

وكان صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر مرة، فجاء الحسن والحسين يلبسان ثوبين أحمرين، وكانا يتعثران في ثوبيهما، فلم يتمالك صلى الله عليه وسلم إلا أن نزل من على المنبر، فأخذهما ووضعهما على حجره، وقال: "رأيت هذين الصبيين، فلم أصبر" .

صانعة النهضة 2016-01-17 16:39

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
زهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، خيَّره الله تعالى بين أن يكون ملكًا نبيًّا أو يكون عبدًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نبيًّا.
فكان صلى الله عليه وسلم ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏، وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعًا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارًا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: دخلت على النبي وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى عمر أثر الشريط في جنبه، فبكى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا عمر؟" قال: وما لي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة". قال: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: "هو كذلك".


وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين؛ فعن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تقول: "والله يا ابن أختي، كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة، فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء"[1].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان النبي يبيت الليالي المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم الشعير"[2].


[1]رواه البخاري ومسلم.




[2]رواه الترمذي، وحسنه الألباني.






yassine 13 2016-01-18 09:56

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم .
موضوع هادف .. جزيت خيرا على التذكير بيداغوجية المدرسة المحمدية التي ينبغي للنفوس البشرية أن تنهل من معينها الصافي
لينصلح حالها وتصلح أحوالها
ووكذلك طريقة معلمنا الاول وقدوتنا في التعاطي مع النوازل و الاحداث و المواقف الحرجة بالرفق واللين والعفو والتسامح والعدل والحق والابتسامة والاشارة وغيرها .
شكر الله سعيك .

yassine 13 2016-01-18 10:06

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
لما كان يومُ بدر / مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه وقد اصْطَفُّوا وتهيَّؤوا قبل القتال / وفي يده قِدْحٌ – عودٌ من خشب – / يُعَدِّلُ به صفوفَهم / فمرَّ بِسَوَّادِ بنِ غَزِيَّة / حليف بني عَدِي بنِ النجَّار / وهو مُسْتَنْثِلٌ من الصَّف – أي : بارزٌ متقدِّم - /فغمزه بالعود في بطنه وقال : استوِ يا سَوَّاد .
إنه أمرٌ نبويٌ لأجل مصلحة الجيش وتنظيمه .
وإذا بالجندي يقول لقائده : يارسول الله / لقد أوجعتني / وقد بعثك الله بالحق والعدل / فَأَقِدْني //
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم / يسمع تلك المظلمة / وهو يومئذٍ .. القائد الأعلى / والحاكم / والقاضي / وإمام المسلمين جميعاً بلا استثناء / صاحبُ أعظم منصب ديني ودنيوي / وهو قبل ذلك : سيدُ ولد آدم ، وخيرُ من مشى على الأرض .
وقف لتلك المظلمة ... ولم يكن خصمه فيها وجيها من الوجهاء / ولا ثريا من الأثرياء .
لم يكن خصمه سيدا في قومه / أو مُتَنفِّذا ممن يُحسب له ألف حساب .
لقد كان المتظلِّمُ : سَوَّاد بن غزية / رجلٌ مغمورٌ .. من آحاد المسلمين وأفرادهم وعامتهم ، لا يُعرَف بثراء ولا جاه ولا سلطان ، بل لا تُعرَف أخباره ، ولا تكاد تجد له في كتب السيرة والتاريخ إلا هذا الموقف !!!
ثم هو يطالب رسول الله أن يقتصَّ منه / ويغمزه بالعصا أمام الناس جميعا /
يريد أن يقتصَّ من النبي أمامَ أتباعِهِ ! ومِنَ القائدِ أمامَ جيشِه !!


ووقف الناس .. ينظرون إلى فعل رسولهم صلى الله عليه وسلم .
هل برَّر موقفه ذلك بخطأِ سوَّاد / واستحقاقِهِ العقوبةَ لإخلالِه بالصَّف ؟
هل حاول أن يرضيه بشيء من المال ليسكت / ويتنازل عن الدعوى ؟
هل أخَّر القضية إلى انتهاء المعركة ، ليكون القصاص على انفراد ؟


لقد ألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل تلك الاعتبارات ، فما كاد سوَّادُ يُنهي كلماته ، حتى مدَّ صلى الله عليه وسلم يده دون تردد ، ليكشف عن بطنه الشريف ، ويقول لصاحب المظلمة : استقد .
فأقبل عليه سوَّاد ، فاعتنقه وألصق وجهه ببطنه / وقبله وقال يارسول الله / لقد حضر ما ترى يعني القتال / فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك .. أن يمسَّ جِلدي جلْدَك ) .

هكذا - يا عباد الله - يكون العدل مع الناس جميعا دون استثناء / في كبير الأمور وصغيرها ، وجليلها وحقيرها / مهما كانت الأحوال / وأيًّا كان المَقام .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا يرضى أن تكون لأحدٍ عنده مظلمة / ولو كانت غمزةً بالعصا /


فأين من
يضرب مسلما ظلما .. بأشد الضرب / ولا تهتزُّ شعرة فيه ؟!
أين من
يأكل أموال الناس / ويمنعهم من حقوقهم / ثم لا يشعر بشيء من تأنيب الضمير ؟!
أين من يظلم
الضعفاء لمنصبه أو جاهه أو علاقاته / حتى تكون حياتُهم جحيما / ثم ينامُ قريرَ العين كأنْ لم يفعل شيئا ؟!
أين هؤلاء .. من أخلاق نبيهم الذي ينتسبون إليه ، ويشهدون أنه رسول الله / الذي تجب طاعتُه فيما أمر / واجتنابُ ما نهى عنه وزجر .


*

صانعة النهضة 2016-01-19 12:25

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
إضافات قيمة يا أختي الكريمة أم ياسين
بارك الله فيك وجعل مشاركاتك وعملك في موازين حسناتك
أسعدت بمرورك الطيب أيتها الطيبة


صانعة النهضة 2016-01-23 11:13

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}


إلى كل محب لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام
روائع أخلاق الرسول صلـى الله عليه وسلم ( 1 )
مجموعة من المواقف التي تعبر عن كمال أخلاقه صلـى الله عليه وسلم،
الذي وصفه ربه بالرءوف الرحيم، وذلك لبيان جوانب القدوة
التي يجب أن نتمسك بها في حياة رسول الله.

* الأمانة *


خلق الأمانة خلق رفيع من أخلاق النبي الكريم، اشتهر به النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية حتى كان يلقب بالصادق الأمين، ولعظمة هذا الخلق قال الله تعالى:
"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"
وهذه بعض المواقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تبرهن على أهمية خلق الأمانة :

1- رد الأمانات إلى أهلها عند الهجرة:

عن عائشة -رضي الله عنها- في هجرة النبي صلـى الله عليه وسلم قالت: وأمر -تعني رسول الله صلـى الله عليه وسلم - عليًّا رضي الله عنه أن يتخلف عنه بمكة؛ حتى يؤدِّيَ عن رسول الله صلـى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس. وكان رسول الله صلـى الله عليه وسلم وليس بمكة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده؛ لما يُعلم من صدقه وأمانته... فخرج رسول الله صلـى الله عليه وسلم ، وأقام علي بن أبي طالب رضـي الله عنه ثلاث ليالٍ وأيامها؛ حتى أدَّى عن رسول الله صلـى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لَحِق رسولَ الله صلـى الله عليه وسلم.(البيهقي: السنن الكبرى 6/289 (12477)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/569.)

2- رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة:

عن ابن جريج قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، قال: نزلت في عُثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قَبض منه النبي صلـى الله عليه وسلم مفتاحَ الكعبة، ودخلَ به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح.(الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 8/491، 492، وابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/340.)

3- لا يأكل تمرة ربما سقطت من الصدقة:

عن أبي هريرة رضـي الله عنه، عن محمد رسول الله صلـى الله عليه وسلم أنه قال: "وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ- فَأُلْقِيهَا".( البخاري: كتاب اللقطة، باب إذا وجد تمرة في الطريق (2300)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلـى الله عليه وسلم (1070).

صانعة النهضة 2016-02-01 19:44

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
في مسند أحمد وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ))
(أحمد)
وفي رواية أخرى: ((إنما بعثت معلماً، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))
هذا حديث خطير، وهذه اللام لام التعليل، أي أن علة بعثته صلى الله عليه وسلم، غرس القيم الخُلقية في المجتمع البشري، معنى ذلك أنّ العلم في الإسلام وسيلة وليس غاية، فإذا انحرف الإنسان ظن أن العلم وحده هو كل شيء، فيحقق، يمحص، يدرُس، يحفظ، يؤلِّف إلى أن يغدو أحد أقطاب زمانه، لكن ليس لديه أيّ استقامة في سلوكه، أو ليس لديه أيّ عمل صالح، وليس عنده قلب متألق بحبِّ الله عزَّ وجل، فلم يعرف جوهر الدين، وأنّ جوهر الدين الخلقُ العظيم، لأنه ثمن جنة الله عزَّ وجل إلى أبد الآبدين.

وروى الإمام مالك في الموطأ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ))
الإمام أحمد في مسنده: ((إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ))
لكنَّ رواية الإمام مالك في الموطأ: ((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))



قال الإمام الجنيد: " إنما كان خلقه عظيماً لأنه لم يكن له همةٌ سوى الله تعالى "،

تحليل دقيق، إذا كانت للإنسان مطامح دنيوية، مآرب دنيوية، يتخلق بأخلاق تتناسب مع هذه المطامح، ويقول لك: دبَّرت نفسي، ألف قلبة ولا غلبة، إذا كانت مطامح الإنسان دنيوية، يتخلق بأخلاق تناسب هذه المطامح، أما إذا كان الإنسان ليس له همةٌ إلا الله سبحانه، فهذا هو الهمُّ العظيم، وهذا التوجُّه الكبير له خلقٌ يناسبه، أمّا الشخص المادي فلا تهمه سمعته، بل يهمه أن يحصِّل أكبر مبلغ ممكن بأقل جهد ممكن.



صانعة النهضة 2016-03-21 18:44

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 
من أروع ما تسمع أذناك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعبد الحميد كشك



صانعة النهضة 2016-05-10 09:05

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 

صانعة النهضة 2016-05-15 11:08

رد: سلسلة "وإنك لعلى خلق عظيم ":دعوة للمشاركة
 


الساعة الآن 02:30

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd