منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - دراسة في الحركة الصهيونية المسيحية ـ الجزء الخامس

تعد التنظيمات الأصولية المسيحية أحد أهم تجليات التدين على النمط الأمريكي، حيث تمتزج السياسة بالدين دون أن يثير ذلك حفيظة أي أحد. فهذه التنظيمات تعلن مواقفها السياسية بكل وضوح، وتستغل فضاءات الكنائس لتعبئة المواطنين ولا يؤدي ذلك إلى أي مشكل قانوني أو دستوري.

وقد برزت جماعات الضغط الأصولية في السبعينات من القرن العشرين، وكان على رأسها معهد فولر الديني، ورعوية المغامرة الكبرى، ولجان العمل السياسي PACs، التي تهتم بمختلف القضايا، كمناهضة الدعارة، والمناداة بالحق في حمل السلاح، ومعارضة الإجهاض والدفاع عن الأسرة...

ومن أهم الجماعات الأصولية اليوم "الصوت المسيحي" و"المائدة المستديرة الدينية" و"الأغلبية الأخلاقية".

تتحالف التنظيمات الأصولية مع اليمين السياسي في القضايا السياسية والاجتماعية بما أن اليمين محافظ، وتلتقي آراؤه مع آراء تلك التنظيمات بخصوص قضايا الأسرة والإجهاض وغيرهما. وقد تبلور هذا التحالف في تيار عريض له ثقله في الحقل السياسي الأمريكي، يعرف ب"اليمين المسيحي الجديد". وهذا التيار ليس مجرد جماعة ضغط، بل هو اقوى من ذلك، إذ يضم العديد من جماعات الضغط وأعضاء الجماعات الأصولية والإنجيلية، ويضم أيضا بعض الكاثوليك ورموزا دينية أخرى لا تتفق مع الحركة الأصولية.

وتشتغل هذه الجماعات بكل ما يهم الأمريكيين ضمن رؤيتها هي، فتواجه الدعارة والشذوذ، وتدافع عن قيم الأسرة، وتدعم المرشحين الذين يبدون استعدادا للدفاع عن أهداف التيار المحافظ. وكمثال على ذلك، قامت منظمة "الصوت المسيحي" في السابق بدعم المرشح الرئاسي رونالد ريغن، وبعثت برسائل دعم إلى جميع رجال الدين في ولاية نيوهامشر، واشترت إعلانات بالجرائد في جميع أنحاء الولاية.

وتمتلك التنظيمات الأصولية العديد من القنوات التلفزيونية تبث خطابها من خلالها، عبر رجال دين صاروا نجوما إعلاميين من جراء المتابعة الكبيرة لبرامجهم، ومن بين هؤلاء القس الراحل جيري فلويل وريكس هامبرد وجورج أوتيس وجيمي سواغرت وبات روبرتسون وجيم روبيسون وجيم باكر.

وبما أن هذه التنظيمات تدخل العمل السياسي ضمن برامجها، كان طبيعيا أن تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدة أحد مراكز الاهتمام لديها، وخصوصا السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط وفلسطين وإسرائيل.

(يتبع)