منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأخبار المنوعة (https://www.profvb.com/vb/f3.html)
-   -   المعرض الدولي للسلامة وحماية الأشخاص والممتلكات (https://www.profvb.com/vb/t58104.html)

فاطمة الزهراء 2010-12-21 20:23

المعرض الدولي للسلامة وحماية الأشخاص والممتلكات
 
المعرض الدولي للسلامة وحماية الأشخاص والممتلكات ..
غياب الجودة يرفع عدد الضحايا

شكل حريق مصنع روزامور مرجعية سيئة الذكر في سجل الحماية والسلامة بالمقاولات المغربية، فمع أن القضاء أصدر أحكاماً بالسجن النافذ على المتابعين في الملف الذي خلف 55 قتيلاً يوم 11 ماي 2008 فإن إشكالية الحماية والسلامة لاتزال مطروحة بحدة سواء في مراكز العمل أو في المساكن أو في الشارع العام والمرافق العمومية.
في المعرض الدولي للسلامة وحماية الأشخاص والممتلكات، الذي احتضنه قصر المعارض بالدار البيضاء ما بين 15 و 18 دجنبر الجاري، تم الوقوف على مستوى التقدم الذي حققه المغرب في هذا الميدان، ولكن تم الوقوف كذلك على هول النقص الذي يتطلب حلولاً منها ما هو مستعجل، ومنها ما ستفرضه المشاريع التي هي في طور الإنجاز كالترامواي أو التي لها علاقة بالتحولات التي يعرفها العالم كالإرهاب والجريمة المنظمة والجرائم المرتبطة بتزايد وثيرة الهجرة من القرى إلى المدن. فتجهيز الموانئ والمطارات والفنادق والسفارات والقنصليات وغيرها بآليات عصرية متطورة للوقاية من الإرهاب وتهريب المخدرات مع ضبط مختلف التحركات داخل فضاءات محددة جعل المغرب في مصاف الدول التي حققت تقدماً ملحوظاً في هذا الميدان الذي أصبح يخضع لمعايير دولية يشكل الإخلال بها عرقلة حقيقية أمام المبادلات الدولية وأمام تنقلات الأشخاص، كما أن التقدم في مجال تسليم بطائق التعريف الوطنية وجوازات السفر البيومترية جعل المغرب في مرتبة متقدمة عالمياً، ولكن، بالمقابل فإن مجالات حيوية أخرى تفتقر إلى أبسط وسائل الوقاية، بل إن من الوسائل الوقائية الباهظة الكلفة ما يحتاج بدوره إلى الوقاية كما هو الشأن بتلك التي تعرضت مؤخراَ للتلف لمجرد أن قنوات صرف مياه الأمطار تعطلت عن إنجاز الحد الأدنى من شروط الحماية والسلامة المنوطة بها.
لقد أسفر تزايد الطلب على وسائل الحماية والوقاية عن احتدام المنافسة وعن تقليص كلفة التجهيزات الأكثر تداولاً، غير أن التوجه نحو نشر تقافة الحماية والوقاية لدرجة أن من دخل مدينة كلندن مثلاً تلتقط له، عند عبورها، صورة واحدة على الأقل كل دقيقتين، فكثرة التجهيزات وتزايد الطلب عليها يدفع في اتجاه تحويل الفضاء الخضري إلى سجون واسعة الأطراف رغم اتساع دائرة المعارضين الرافعين لشعارات حقوق الإنسان.
داخل المعرض التقينا بالخبير لامبير الذي استقر في المغرب وتتبع به عن كثب تطورات قطاع السلامة والأمان طيلة أزيد من 16 سنة تحول خلالها من ممون إلى خبير يدير مكتباً للدراسات بهدف دفع الزبناء إلى اختيار المنتوج الذي يوفر الجودة المربحة، ففي رده على أسئلتنا سجل تسارع تحول السكان من الوسط القروي إلى الوسط الحضري وما يتلو ذلك من تفاوتات كبيرة في مستويات العيش ومن انتشار للفقر ومن تزايد عدد المجرمين، فإذا كان بعض رجال الوقاية المدنية يتحدثون عن نقصان النصوص القانونية وعن قلة التجهيزات والإمكانيات، فإن طبيعة المشكل تفرض التساؤل عما إذا كان الناس قد بذلوا مجهودات في مستوى المهام المنوطة بهم. في هذا الصدد لاحظ الخبير لامبير أن الصحافة كثيراً ما تتعرض للحوادث ولكنها ناذراً ما تتعرض لوسائل الوقاية، كما لاحظ أن مسؤولية الممونين في عرض منتوجات ملائمة لا تنفي مسؤولية الزبون في تفادي الاستثمار الرخيص دون التأكد من معايير الجودة، وفي هذا السياق سجل دور الدولة في المراقبة وفي توفير معايير حماية المستهلك إذ لا تقف مسؤوليتها عند توفير القوانين وإنما في توفير آليات التطبيق وفي معاقبة المخالفين.
وبخصوص الدورة الأولى لمعرض السلامة والحماية انطلق من كون الآليات المعتمدة تخضع لطبيعة المناخ الذي يستعمل فيه فلاحظ أن تسبب التجهيزات الكهربائية في حريق عدد كبير من المنازل أمر لا يقتصر على المغرب وإنما يشمل حتى بعض الدول الأوربية التي تعتمد معايير متطورة كفرنسا، ولذلك فإن المعرض نجح في استقطاب عينات جيدة من المقاولات الفاعلة في القطاع وفتح نقاشاً جدياً حول القطاع وحول مسؤوليات كل الأطراف المعنية، بل إنه جلب منتوجاً يساعد الآباء والأولياء على وقاية وحماية أبنائهم من التحول إلى مدمنين على المخدرات، وإذا كان هناك من نقص بين فإنه يتمثل في غياب أروقة للمقاولات العاملة في مجال الأمن والسلامة في المجال البحري علماً بأن المغرب يتوفر على حوالي 3500 كيلومتر من الشواطئ ويتوفر على برنامج طموح لتأهيل أسطوله العامل في الصيد البحري كما أنه استثمر بسخاء في البنيات التحتية المينائية، فتدارك هذا النقص يمكن إن يكون ورقة مربحة بين يدي المنظمين لتحقق الدورة الثانية مردودية أهم من تلك التي حققتها الدورة الأولى.
والجدير بالذكر أن بعض الفاعلين في القطاع كانوا قد قدروا عدد القتلى في المغرب بفعل الحرائق المنزلية بحوالي 700 ضحية منها 70% في حرائق ليلية ولاحظوا بأن تجهيزات الإنذار بوجود الأدخنة يمكن أن تقي من مخاطر الموت علماً بأن قيمها غالباً ما تتراوح بين 100 و 800 درهم.

ع القادر الحيمر
الإتحاد الإشتراكي


الساعة الآن 14:35

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd