منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع المميزة (https://www.profvb.com/vb/f346.html)
-   -   مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟ (https://www.profvb.com/vb/t115364.html)

صانعة النهضة 2013-02-26 13:14

مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟
 
مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟




تعتبر التربية من أقوى العوامل للرقي البشري ،وأشدها أثرا عليه،ومهما ارتقت الوسائل السياسية والاقتصادية الاجتماعية من أجل الإصلاح إلا أن مسلسل هذا الإصلاح لن يكتمل إذا لم يرق الإنسان بنفسه فكريا وثقافيا وتربويا...فالإنسان هو مصدر التقدم وسبيل تنفيذ كل إصلاح مرجو،لذلك لا بد من إعادة بنائه فكريا ووجدانيا وروحيا وبشكل عام :تربيته بمعناها الشامل الصحيح.

هذه الحقيقة التي أخذت تتضح يوما بعد يوم بعدما ظهر فشل كل العوامل المادية في ضمان السلم والاستقرار والرخاء والرقي،فلا حضارة بدون تربية.

من هنا،بدأت الدول تهتم بتعميم التربية وتعزيزها وتوسع نطاق التعليم وتعميمه وتجويده. فماذا عنا نحن المغاربة؟

في غمرة الوعي التربوي الذي تشهده بلادنا والمخاض العسير الذي تعرفه في المجال - على غرار باقي الدول العربية في هبتها الربيعية...- يجدر بمن يتخذ القرار التربوي ومن يتكفل بتغيير المنظومة التربوية في هذا البلد العزيز أن يكون حذرا كل الحذر حتى لا يخطئ الهدف فتضيع جهود التغيير سدى،أو تأخذ منحنى آخر لتصبح القرارات مجرد ترقيع للوضع المزري بدل التغيير الجاد الهادف.

يجدر بمن في يده صنع القرار التربوي في بلدنا أن يرجع لتحديد المفاهيم الصحيحة للتربية ،وتحديد المبادئ الأساسية التي تقوم عليها دون إجحاف للتراكمات والمجهودات الإنسانية في هذا الحقل والاستفادة منها .

*فالتربية عملية دائمة لا تقتصر على الزمن المدرسي والحياة المدرسية عموما ولكن تمتد إلى حياة المتعلم لتشكل منه رجل المستقبل وبالتالي تشترك فيها كل فعاليات المجتمع المختلفة :البيت/المدرسة/الإعلام/الشارع/الأقران/الدولة...

*التربية عملية فاعلة لا انفعالية،فهي لا تفرض على المتعلم -تلميذا كان أو طالبا-بل تتتحقق نتيجة تفاعل بينه وبين المربي – المدرس- ،فبهذا التواصل وأسلوبه التفاعلي تنمو شخصية المتعلم ويتعود على التفكير المستقل ،وأخذ قراراته بنفسه والإعتماد على الذات،ويصبح فاعلا ،إيجابيا،...

*غايات التربية صادرة من نبعين أساسيين:

الأول : القيم الأصيلة والثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل مع تغير الأزمنة والظروف الإقتصادية ،كالقيم الإسلامية القائمة على نبل ورقي الصفات الإنسانية والروحية التي ترقى بالمجتمع وأفراده وتميزهم...

الثاني: حاجات المجتمع إلى التقدم والتطور وفق الظروف المتاحة وما يطمح إليه من تحسين وتجويد هذه الظروف في كل المجالات:الثقافية/ الاقتصادية/ الاجتماعية/السياسية...

فالتربية الصحيحة هي التي ترتوي من النبعين معا بشكل متوازن دون التغاضي عن حاجات المجتمع المتطورة والمتغيرة،ودون التقيد بهذه التغيرات تقيدا ينسف الثوابت والقيم ويضربها عرض الحائط.

*التربية تهدف إلى التأثير والتأثر،باعتبارها حصيلة عوامل متعددة تشترك فيها مؤسسات المجتمع المختلفة ،مما يسهم في ظهور تفاعل منتج بين الفرد والمجتمع،المجتمع يؤثر عن طريق التربية السائدة في الفرد،والفرد بدوره يؤثر في المجتمع بتجاربه واجتهاداته وتطلعاته ...

*اعتبار العنصر الأساسي في في التربية هو المربي- المعلم- وليس الكتاب المدرسي ولا المنهج ولا النظم ولا القوانين...فلب التربية هو تواصل عقل المعلم بعقل المتعلم،وتواصل روحه بروحه،وما لم تكن الشخصية المؤثرة صالحة ،لا خير يرجى من أي عنصر أو عامل آخر. لذلك فالمنظومة التربوية يجب أن تهتم بعنصرها البشري المتمثل أساسا في المربي ، بضمان حقوقه وتكوينه وتهييئه لمهمته الجليلة والخطيرة .

*التربية لا تزهر ولا تثمر إلا في جو تتوفر فيه الحرية: حرية الفكر والتعبير والمبادرة ...

الحرية التي تنشد اتباع المثل والقيم العليا والتي تدرك الواجب بقدر بقدر ما تدرك الحق،وتبادر إلى القيام بالمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة.


وأخيرا ...التربية ليست تلقين المتعلمين مقررا يدونه في دفتره ويجتاز فيه الامتحان ،وليست مهنة يعتاش منها المدرس ويجمع ثروته...

إنما التربية هي تدريب للفكر،وتنمية للعقل،وترسيخ للمبادئ والقيم العليا يتغذى منها النشء فيتأثر ويؤثر...وبهذه المعاني والشروط التربوية يرقى الفرد والمجتمع.


بقلم:صانعة النهضة

صانعة النهضة 2013-02-27 07:56

رد: مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟
 
هذا المخاض العسير الذي تعيشه المنظومة التربوية في بلدنا اليوم،نأمل بالفعل أن يلد لنا مشروعا تربويا وتعليميا نابعا من روح التربية الشاملة النابعة من مصدرها الإلهي الذي يعلم خائنة الأعين وما في الصدور والنفوس البشرية ،هذه التربية هي الجديرة بنقل المتعلم المغربي من حالة العنف والجنوح نحو الرذائل ضاربا كل القيم عرض الحائط...إلى الإستقاء من نبع الفضيلة والمنهج التربوي السليم القائم على احترام الإنسانية والإرتقاء بها فكرا وسلوكا.
فهل يعي أصحاب القرار هذه الأمور؟؟

صانعة النهضة 2013-02-27 08:36

رد: مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟
 
مما راق لي ونقلته لكم لأنه يلائم صلب الموضوع:


الأمر يبدأ من المدرسة، التعليم في بلادنا تعليم تلقيني يتعامل مع عقل الطفل علي أنه مخزن، تصب فيه المعلومات طوال العام ليفتح المخزن يوم الامتحان لتفريغ ما به من معلومات، هذا لا يبني إنساناً.
أتدرون كيف تتم تربية الأطفال في اليابان؟ منذ عمر ٩ سنوات إلي ١٢عاماً، في هذا العمر الصغير الذي نعتبره في بلادنا عمر أطفال، يأخذون حصة كل أسبوع في بعض المدارس في اليابان، أتعلمون ما اسم هذه الحصة؟
حصة «ما هو هدفك في الحياة؟» نحن عندنا أفراد يبلغون من العمر ٣٥ عاماً ولا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال. عرفتم الآن لماذا ينجحون ولا ننجح؟
يدخل الطفل المدرسة، فيسألونه: ما هو هدفك في الحياة؟ فلا يعرف الإجابة عن السؤال، وفي الحصة التالية يتكرر الأمر، فيبدأ الطفل يشعر أنه مضطر لأن يجيب، فيبدأ في قول أي شيء لكي يخرج نفسه من الموقف. فيقول شيئاً، فيقولون له ماذا تحب وما هي مهاراتك؟ فيحركونه بطريقة صحيحة.
* فإذا كان يريد مثلاً أن يكون أحسن رسام، يحاولون أن يروا طريقة رسمه.
* أو مهندساً، فيحاولون تشغيله علي الكمبيوتر لمعرفة مهاراته.
فيبدأ طوال العام في تغذية هذا الهدف حتي يجيء الصيف، فترسل إدارة المدرسة إلي أبويه مذكرة أن ابنهما قال إن هدفه في الحياة كذا، ويجب أن تنموا في الصيف هذا الهدف. ويرجع إلي المدرسة في العام التالي ومعه شهادة من أبويه أنه تم تدريبه علي كذا وكذا، فهم يقومون ببناء الإنسان. والله بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء العمارات و المصانع والسدود.
أن تبني إنساناً عنده رسالة وعنده هدف، فالطفل عندهم يعمل بجدية حتي إذا بلغ ١٢ عاماً يكون هدفه واضحاً: أنا سأكون أحسن مهندس كمبيوتر في البلد، أو أحسن روائي يكتب قصصاً في البلد، ويبدأ الموضوع يكبر مع الطفل عاماً إثر عام ويبدأ الحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلي حقائق، ويجد الطفل نفسه وعنده هدف في الحياة.
يا آباء ويا أمهات، إذا كانت مدارسنا لا تفعل ذلك، فأرجو أن تفعلوا ذلك مع أولادكم، وهيا بنا نصنع هدفاً في الحياة. هل إلي الآن وأنت تبلغ من العمر ٤٠ أو ٤٥ عاماً، هدفك ليس مكتوباً و غير واضح ومشوش أمام عينيك، إذن أرجوك أن تدرك الجيل القادم، وابحث عن مهارات ابنك من الآن، وماذا يجيد واغرس فيه: «يا بني يجب أن يكون عندك هدف»، وتبدأ في تصعيد هذا الموضوع معه.


صانعة النهضة 2013-05-16 18:38

رد: مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟
 
بعد هذا المخاض العسير ...مخاض المنظومة التربية أي جنين سيخرج لحيز الوجود ؟

أي إصلاح تربوي تعليمي نبحث عنه ؟ أي اصلاح نرتضيه للمواطن المغربي ؟
وهل العنصر البشري (رجل التعليم) جاهز ليتحمل مسؤولية التغيير ؟ هل أخذ تكويناته اللازمة للإنخراط في ورش الإصلاح؟
أتمنى أن يعي رجل التعليم ما ينتظره ...



بالتوفيق 2013-05-20 20:46

رد: مخاض المنظومة التربوية المغربية:إلى أين؟
 
تحليل جيد و عميق و بناء و يلامس جروحا عميقة في جسم التعليم
حفظكم الله و رعاكم
بالنسب لانخراط الاستاذ في ورش الإصلاح و مدى جاهزيته لذلك
أسائلك سيدتي الفاضلة
أين هو ورش الاصلاح هذا
إننا نفتقده
عايشنا منذ سنوات طويلة محاولات و عناوين و هيآت و مخططات و كتب بيضاء و مناهج تتغير و تتبدل و طرق تدريس تعتمد و تبدل و مواثيق تكتب و لا تنفذ
لكنا لم نلامس ورش حقيقي مدروس بناء واقعي عملي مباشر شامل عميق للاصلاح
أهم إصلاح عايناه هو الاصلاح الداخلي الذي ينتهجه المخلصون في عملاهم باجتهاد فردي و ذلك يتغيير طرق اشتغالهم و تكييفها لمقاومة الانجراف و الاندحار المتواصل سنة بعد أخرى في جل جوانب التعليم و هو ورش يشتغل فيه هؤلاء فرادى بصبر و تفان و قد لا يعرف بعضهم الآخر و قد يكون الواحد منهم في مكان نائ قصي لا يأبه له أحد
أعان الله المخلصين و المجتهدين و المجدين و المجددين و وفقهم للاستمرار في أداء رسالتهم النبيلة و على الصبر على الأذى المتلاحق على هيكل و صرح التعليم
و السلام


الساعة الآن 09:13

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd