يوميات حضارة مقهورة نظرت إليها نظرة استعلاء تختزل كل مشاعر استعباد العهد الاستعماري البغيض ، ثم افتعلت حالة احتكاك جسدي معها ، استعدادا لحقنها بمزيد من مشاعر الإهانة ، فظلت ترمقها بنظرة ازدراء تقتحم ثوبها الشرقي . بدت فاطمة في غاية الاضطراب ، وفي لطف كبير خاطبتها : " عفوا سيدتي . أرجو المعذرة إن تسببت لك في أي انزعاج " . بمزيد من الازدراء ذكرتها أنها في عاصمة الأنوار ، وبأن هيئتها تخل بأخلاق الجمهورية وبمبادئها السامية... ! ناقش البرلمان ، بسرعة قياسية ، أمر هذا اللباس ، وقرر حظره في الأماكن العامة ! في انتظار رأي مجلس الشيوخ . خرجت فاطمة لقضاء بعض مآربها في ظهيرة يوم من أيام رمضان المبارك ...في ساحة جامع الفنا ، وجدت نفسها أمام سفيرة عاصمة الأنوار . كانت شبه عارية ، بين أناملها سيجارة الكولواز ... قبلة حارة لرفيقها ...حركات شاذة مستفزة لمن يحيط بها من أبناء المستعمرة "القديمة" . تداخلت الصورتان واللحظتان ...أصيبت فاطمة بدوار شديد . انصرفت وهي تتمتم " الحال غير الحال ، والقوم غير القوم ...!اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..." |
رد: يوميات حضارة مقهورة صيغ النص / الأقصوصة بمرارة من يراقب مشاهد الإهانة والاستفزاز المذل اللذين تتعرض لهما المرأة المسلمة عامة، والمغربية من ضمنها ، في " عاصمة الأنوار " بسبب لباسها المحتشم أو المحافظ أو الإسلامي ( فاطمة بكل الأبعاد الرمزية للاسم نموذجا ) ... وفي المقابل تتجول النساء الغربيات ( زوجة السفير نموذجا وهي تمثل جهة رسمية ، ناطقة بلسان بلدها في اللباس ) وغير الغربيات في الساحات والشوارع والأزقة والأحياء الشعبية لمدننا شبه عاريات بكل حرية ، وبدون أن يتعرضن لأي استفزاز ، بل يحظين بالتقدير والإعجاب والترحاب وهلم جرا ... هناك انعقد البرلمان بشكل عاجل للبث في أمر " خطير " يهدد بالإخلال بمبادئ الجمهورية وأخلاقها السامية "ألا وهو لباس فاطمة ومثيلاتها ، فأين هؤلاء من مبادئ التسامح والحرية الفردية والعقدية ، و من مناهضة كل أشكال العنف والتمييز ضد المرأة ... ؟؟!!!! تنصرف وهي تتمتم : " الحال غير الحال ، والقوم غير القوم ...!اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..."ذاك وغيره هو الذي جعل فاطمة حسبنا الله ونعم الوكيل .. موجعة أقصوصتك أخي طهيري رغم أمها ممتعة من الناحية الأسلوبية . مودتي وتقديري |
رد: يوميات حضارة مقهورة الشرق شرق ، والغرب غرب ،يا خليل أبي الطيب . هذا الغرب مازالت تطن في أذنيه أصداء حوافر خيل الناصر صلاح الدين ، فتذكره بفشل مشروعه القديم ، فلا يقر له قرار . ألا ترى بأنه يختلق ،على الدوام ، مبررات قد لايصدقها هو ، لتمرير كل مواقفه من الاسلام والمسلمين ؟! أما شعارات الحرية والتسامح فحلال عليهم وحرام علينا . أعجبتني إشارتك إلى الجانب الرمزي في الشخصيات واللباس . رمضان مبارك وإفطار مقبول يختم يوما آخر من أيام العتق من النار . جعلنا الله وإياك من عتقاء هذا الشهر من النار . آمــــــــــــــــــــــــــــين . |
الساعة الآن 20:10 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd