منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

كثير من الإخوة كاتبوني عبر الرسائل الشخصية يسألونني عن المصادر التي اعتمدتها في وضع الجدولة...
وهو سؤال وجيه وفي الوقت نفسه يحمل العديد من المعاني...
لقد عودتنا البيروقراطية الإدارية و السلم الإداري البغيض وثقافة التعليمات المتخشبة..سلك سلوكات رتيبة تميل إلى التنفيذ الآلي وفق النموذج...وحين يغيب هذا النموذج أو تتضبب ملامحه،يصيبنا التيه والتخبط...
أعتقد أننا معشر من ابتلينا بلعنة الإدارة التربوية كنا نحلم دوما عبر هذا المنتدى وفي جلساتنا العامة والخاصة واللقاءات التكوينية ..كنا نحلم أن تبادر وزارتنا العجوز إلى تنزيل منظومة معلوماتية حديثة ،فعالة ومتطورة تساعدنا وتساعد القطاع على تدبير جيد للزمن المدرسي وللموارد ...وصبرنا طويلا،واجتهدنا كل حسب طاقته في خلق برانم معلوماتية لتدبير مختلف التدخلات التي نباشرها يوميا بمكاتبنا،وحاولنا سد الفراغ ولا زلنا...
وجاء "مسار" واستبشر العديدون وتجهم وعبس وتولى الكثيرون...وبدأت السلحفاة رحلتها تئن ونئن معها،وارتفع اللغط واشتد الصخب،وهاج من هاج وماج من ماج...وانقشع السحاب،وهدأت النفوس بعد شد وجذب..
وكنا ننتظر أن يستكمل الأوصياء على البرنامج ما بدأوه وبشروا به وخططوا له..وأن يسارعوا إلى استكمال مختلف الخطوات التي تم الانباء بها سلفا..
فدليل العمليات برسم 2013-2014 المتعلق بإرساء مكون التقويم والامتحانات بسلك الثانوي التأهيلي مثلا يحدد بداية مارس كموعد لاستخراج بطاقة المعلومات الشخصية المتضمنة لبيانات التلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا (الاسم والنسب ،معدل المراقبة المستمرة،معدل الامتحان الجهوي....) قصد توزيعها على التلاميذ للتأكد من المعلومات...وهو مالم يحصل ونحن على مشارف نهاية الشهر؟؟؟

فإذا انتقلنا إلى صميم موضوعنا وهو كيفية التعامل مع مسك النقط...فلا جديد على بوابة عمنا "مسار"...
إن أكبر تحدي حققه "مسار "هو إعادة الاعتبار للمراقبة المستمرة وجعلها شأنا مجتمعيا ينبغي أن يحضى بالمتابعة والانشغال باعتبارها مجالا لتحقيق تكافؤ الفرص والعدالة والشفافية،وأيضا لمزاحمة كل المتخاذلين والمنافحين عن الريع بشتى تلاوينه وأحجامه...
لقد أبان الجميع عن الجدية والحماسة،وعاد الكثيرون يتذكرون ويراجعون عدد الفروض وعدد الأنشطة في كل مادة وشعبة وسلك..
فكيف لنا أن نترك الشعلة تخبو ؟ كيف لنا أن ندع اللامبالاة تهيمن من جديد...
المذكرة الوزارية 175 بتاريخ 19 نونبر 2010 تورد في صفحتها الرابعة ما يلي:
"دعوة المجلس التربوي إلى إعداد جدولة زمنية دورية للفروض المحروسة انطلاقا من مقرر تنظيم السنة الدراسية والمواعيد المحدد لها في المذكرات الفرعية الخاصة بكل مادة،وذلك على نحو يضمن السير العادي للدراسة ويجنب المتعلمين والمتعلمات كل مظاهلر الإرهاق المترتبة عن تزامن الفروض مع الحرص على اطلاعهم على تلك الجدولة الزمنية في الوقت المناسب"
فما جئنا به ليس بدعة بل هو إجراء روتيني يفترض أن تقوم به كل مؤسسة تحترم نفسها وتحرص على عدم هدر زمن التعليم والتعلم بها، ولعل كل الإخوة الذين تبنوا الجدولة وعملوا بها لا حظوا كيف تسير عملية المسك بسلاسة ستجنبنا ما أصابنا من عنث خلال الأسدوس الأول..
وللتذكير فالعديد من مؤسسات التعليم الخصوصي تبنت الجدولة وفرضتها على العاملين بها حتى أن أحدهم دافع بحماسة كبيرة عن الوثيقة مشددا أنها مذكرة نيابة لازمة التنفيذ..