منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أدب الطفل (https://www.profvb.com/vb/f433.html)
-   -   مفهوم أدب الأطفال وأهميته في عمليات التنمية الثقافية والاجتماعية (https://www.profvb.com/vb/t177697.html)

خادم المنتدى 2017-07-21 18:44

مفهوم أدب الأطفال وأهميته في عمليات التنمية الثقافية والاجتماعية
 
مفهوم أدب الأطفال وأهميته في عمليات التنمية الثقافية والاجتماعية

مفهوم أدب الطفل :



الادب بشكل عام هو مجموعة الآثار المكتوبة التي يتجلى فيها العقل الإنساني بالإنشاء مراعياً قواعد خاصة تسمى الكتابة وقد استخدمها قديماً للدلالة على معان كثيرة مختلفة مثل الدعاء إلى المائدة والخلق الكريم .

فالأدب بالنهاية إما يكون :‏
- شعراً يتناول الموضوعات المختلفة وقد يكون قصصياً أو عاطفياً أو تعليمياً .‏
- نثراً يعالج الموضوعات المختلفة كالتاريخ أو القصة أو الخطابة أو الرسائل .‏
- ويمكن تعريف أدب الأطفال بأنه النتاج الفكري الذي يتلاءم مع طائفة أو فئة أوطبقة من المجتمع وهم الأطفال الذين يتصفون بعدم القدرة على تذوق الأدب المخصص الكبار .‏
وبشكل متخصص أكثر فإن أدب الأطفال يعد تشكيلاً لغوياً ينتمي لنوع الأدب سواء أكان قصة أو شعراً أو مسرحية يقدمه كاتب تقديماً جيداً في إطار متصل بطبيعة الأدب وووظيفته اتصالاً وثيقاً ويتفق مع عالم الطفولة اتفاقاً عميقاً , ويجب أن يراعي أدب الأطفال خصائص مراحل الطفولة ويتدرج بها إلى الكمال وذلك عن طريق اشباع احتياجاتهم في إطار المثل والانطباعات السليمة وعليه فإن أدب الأطفال في مجموعة الآثار الفنية التي تصور أفكار وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الطفل وتتخذ أشكال القصة والشعر المسرحي والمقالة والأغنية وغيرها وأدب الأطفال ليس مجرد وسيلة للمتعة بل وسيلة للتنمية الدينية و الخلفية والثقافية والارتقاء بالمشاعر والاحاسيس وإذا كان الأدب نافذة نطل من خلالها على أنفسنا و عالمنا فلابد أن تكون تلك الإطلالة بالنسبة للطفل إطلالة ترتقي به وتوجهه وتعلمه وتحقق له نوعاً من التوافق النفسي والتكامل الاجتماعي ورغم أن أدب الأطفال يتميز بالبساطة والسهولة إلا أنه لا يعد تصغيراً لأدب الراشدين لأن لأدب الأطفال خصائصه التي تسبغها طبيعة الأطفال أنفسهم فالطفل ليس مجرد رجل صغير كما كان يشاع من قبل , حيث أن حاجات الأطفال وقدراتهم وخصائصهم الأخرى تختلف في اتجاهاتهم عما يميز الراشدين فهناك صفات معينة تختص بها الطفولة وحدها وهي تزول أو تنسى عندما يشب أو ائل الأطفال , لذا الزاد الثقافي أدبياً كان أو غير أدبي هو زاد متميز مادامت الطفولة مرحلة نمو متميزة وهذا الزاد لا يشكل بالضرورة تصغيراً أو تبسيطاً لزاد الراشدين الثقافي .‏
وقد يبدو أدب الأطفال سهلاً لكنه في الحقيقة على درجة عالية من الحساسية والأهمية بما ينبغي ترجمة الافكار إلى مواضيع ذات صبغة طفولية بفهمها الأطفال وذلك من أجل ايصال هدف معين لهم , فالأطفال يمتلكون مساحة ضيقة من الانتباه وغالباً ما تكون قدرتهم اللغوية ضعيفة لذا ينبغي مراعاة المستويات والحاجات والخصائص الطفولية من خلال الانتاجات الادبية المقدمة لهؤلاء الأطفال لذا يتوجب على الكاتب في أدب الأطفال استخدام الاسلوب المحبب لاسيما أن هذا الأدب من الفنون الصعبة ويجب أن يتسم بالبساطة في الكتابة واللفظ والمعنى .‏



- أهمية أدب الأطفال :‏
تعد الاسرة أول مكان يتولى تثقيف الطفل وذلك عن طريق احتكاكه وعلاقاته الاجتماعية مع من يحيطون به من الكبار حيث يأخذ منهم طريقة التفكير ويكتسب اسلوبهم في التعبير ومن هذا المكان يتلقى الدروس الأولى في الصواب والخطأ والحسن والقبيح وما لايجوز ونظراً لأهمية الاسرة الاجتماعية فكان لابد من أن تحاط بسياج منيع يحميها من التفكك وذلك الرابط هو المحبة بين الأفراد ومعرفة كل فرد فيها ودوره والقيام بذلك الدور الكبير بكل مسؤولية .‏



يعدأدب الأطفال ضرورة وطنية وقومية وشرط لازم من شروط التنمية الثقافية المنشورة في عقدها الدولي بل إن إي تنمية ثقافية تتجاهل أدب الأطفال أو تهمله ناقصة وتفتقر لجذورها وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة التكوين المعرفي والتربوي للإنسان وأدب الأطفال سبيل لا غنى عنه لتسريع عملية التنمية الثقافية والاجتماعية مما يتطلب المزيد من الجهد لتأهيل أدب الأطفال وتدعيمه في التربية والمجتمع في مختلف المؤسسات ولا تتوقف هذه الجهود عند نشر كتاب أو بث برنامج اذاعي بل تحتاج إلى تخطيط قومي شامل في صلب التخطيط القومي للثقافة العربية يراعى خصوصاً أدب الأطفال وينهض بمسؤولية على أنه ادخار في كسب الحياة العربية ولأدب الأطفال طابعه التربوي والقومي والشعري والإيديولوجي لمواجهة الغزو الثقافي والإعلامي الاستعماري ولهذا وبرغم الحديث عن الضرورة الوطنية والقومية لأدب الأطفال فقد اغفلت أهمية أدب الأطفال في الوطن العربي ومازال الكثير منهم يتعرفون عن مخاطبة الناشئة في أدب يساعد على إنماء جماهير الأطفال الواسعة تمليه اعتبارات هذه المخاطبة التربوية والفنية بل إن كثيرين يرون خيراً في ممارسة هذا الخطاب .‏



وإن كنا نلاحظ اهتماماً بأدب الأطفال في بعض الاقطار العربية ومنها سورية وفي بعض أجناسه وفي الكتابة له وعنه فإن الحاجة لهذا الأدب ضرورة تستند عليها ادارة الانسان العربي بالدرجة الأولى ناهيك عن الوظائف الكبرى التي يضطلع بها أدب الأطفال في عمليات التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية وإن ثمة تحديات تواجه الثقافة العربية على وجه العموم والتربية العربية منها على وجه الخصوص ازاء تطوير أدب الأطفال وانتشاره إلى ملايين الأطفال الذين هم أحوج ما يكونون إليه في ظروف التحول الاجتماعي الخطيرة التي تهدها المنطقة العربية ولعل من أول الصعوبات ذلك التغيير الهائل في وسائط الاتصال الحديثة إذ تبدلت كثيراً وسائط الثقافة وتنوعت تقنيات مخاطبة الأطفال , كما ازدادت تشابكاً وتعقيداً وكاد يمحى الدور التقليدي للأسرة ولاسيما الجدة والأم والمدارس والتجمعات واللقاءات الشعبية وحلت محلها وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المتطورة الهائلة في نقل الأدب للأطفال ولقد اجمع أدباء الأطفال في العالم على خطورة وضع العالم الراهن ويشكل أدب الأطفال دعامة رئيسية في تكوين شخصيات الأطفال عن طريق إسهامه في نموهم العقلي والنفسي والاجتماعي العاطفي واللغوي وتطوير مداركهم وإغناء حياتهم بالثقافة التي نسميها ثقافة الطفل وتوسيع نظرتهم إلى الحياة وارهاق احساسهم واطلاق خيالاتهم المنشئة و هو ليس أداة بحد ذاته بقدر ما هو أداة للنصوص به وبالمجتمع كله ولأدب الأطفال دور ثقافي في حيث يقود لاكتساب الأطفال والقيم واللغة والاتجاهات وعناصر الثقافة الأخرى إضافة إلى حاله دور معرفي من خلال قدرته على تنمية قدرات الطفل المعرفية المتمثلة بالتفكير والتخيل والتذكر .‏

-******************************-





الساعة الآن 13:47

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd