تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الفصل الدراسي تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الفصل الدراسي ما هي مبادئ التعليم المتمايز ؟ تتعدد تعريفات التعليم المتمايز Differentiated Instruction أو التعليم القائم على مبادئ الفروق الفردية ، وأرى أن أقربها إلى البساطة والواقعية ذلك التعريف الذي أتت به Carol Ann Tomlinson والذي ينص على أن التعليم المتمايز هو “استجابة المعلم لاحتياجات التعلم المتنوعة للطلاب داخل الصف ” (1) وقد قامت بتعميق هذا التعريف في لقاء تليفزيوني لها حيث أضافت أن ” التعليم المتمايز يقوم على ضرورة مراعاة الطبيعة الخاصة لكل طالب على حدة مع مراعاة عناصر القوة التي يمتلكها والتي يمكن البناء عليها وكذلك احتياجاته التعليمية التي يمكن تلبيتها، وذلك بهدف تحقيق الحد الأقصى من النجاح في إنجاز عملية التعلم “(2) . وفي رأيي أن التعليم المتمايز هو ذلك النمط التعليمي الذي يقوم على مراعاة اهتمامات وميولات وقدرات وأنماط تعلم الطلاب وكذلك الخلفيات النفسية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية الخاصة بهم. وبشكل عام يمكن القول أن التعليم المتمايز ليس مجموعة من طرق التدريس، إنما هو طريقة تفكير حول عمليتي التعليم والتعلم. و لعل السؤال الذي يتبادر دائما إلى ذهن المعلمين: لماذا يجب عليَّ تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الفصل المدرسي؟ وأرى أن هذا التساؤل يمكن الرد عليها بالنقاط التالية (3):
وأضيف إلى العناصر السابقة عنصرا هاما يتعلق بالمحاسبية واتباع الميثاق الوظيفي لبعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية ودولة قطر، حيث يكون تطبيق المعلم لمنهجية التعليم المتمايز داخل الصف متماشيا مع المعايير المهنية لهذه الدول، والتي قام المعلم بالتوقيع على وجوبية احترامها عند انضمامه لفريق العمل بها، وهو العنصر الذي لا يتنافى مع العناصر الخمسة الأولى. ورغم أن ما سبق يبدو وكأنه نص أكاديمي يحتاج إلى شروحات وتفسيرات، إلا إننا سنحاول في هذا المقال أن نسرد، وببساطة، خطوات تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الصف الدراسي. قبل بدء عملية التعلم، نرى أنه من الضرورة قيام المعلم، بمعاونة الأخصائيين، بقياس ثلاثة مناحي للطلاب يقوم التعليم المتمايز عليها: من خلال إجراء اختبار أنماط تعلم للطلاب(learning styles) واختبار ذكاءات متعددة (Multiple intelligences) (ويمكن الاستعانة بالعديد من نماذج هذه الاختبارات لدى المراكز التربوية المعتمدة ومواقع الإنترنت الأصيلة) يتم عمل اختبار قبلي (pre-test) قبل كل وحدة دراسية أو الاكتفاء بعمل اختبار قصير قبلي (pre-quiz) قبل كل درس جديد لاستكشاف ما يملكه الطلاب من معلومات خاصة بموضوع الوحدة أو الدرس، أو تصنيف الطلاب إلى مجموعات حسب مستواهم المعرفي، وذلك بغرض بناء خطط دروس واقعية لا تصيب كلا من فئتي الطلاب المتفوقين بالملل و الطلاب المتعثرين بالإحباط. ويمكن تطبيق ذلك أيضا باستخدام بعض الاستراتيجيات الخاصة بالتهيئة مثل (K-W-L) أو (Before and After) أو (Index Card) أو ملاحظات المعلم ووسائل التقييم البنائي المختلفة. يمكن تطبيق اختبار قياس ميول واهتمامات الطلاب على مستويين:
يمكن تطبيق التعليم المتمايز من خلال ثلاثة محاور : 1- المحتوى أو المنهج (Content (what is learned والذي يمكن التعامل معه من خلال رؤيتين :
2- طرق التدريس (Process (how the content is mastered by the student وهنا يأتي دور المعلم المتمرس الذي يقوم باختيار طرق تعلم متناسبة مع أنماط تعلم طلابه وميولهم واهتماماتهم ومدى ما يعرفونه من معلومات عن موضوع الدرس ولي في هذا عدة أمثلة تطبيقية :
وإنهاء لهذه النقطة أستطيع القول أن المعلم/المدرب يستطيع اختيار استراتيجية التعلم المتناسبة مع الإمكانات البشرية والمادية لمجتمع التعلم بما يحقق المخرج التعليمي التعلمي المتوقع، على أن يراعي المعلم ضرورة الإطلاع المستمر على المستجدات المختلفة وكذلك أن يكون دائم التحاور مع طلابه لمعرفة اهتماماتهم، ودائم القياس لوجهة نظر المجتمع التعليمي ( الطالب – ولي الأمر – المشرف – المدير … إلخ) حول طرق تدريسه والمصادر التعليمية التي يستعين بها. وأطرح هنا بعض الاستراتيجيات التي قمت بتجريبها مع قسم العلوم بمدارس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأتت بثمار طيبة مع الطلاب في إطار الرغبة في تطبيق التعليم المتمايز:
تتنوع طرق التقييم في إطار التعليم المتمايز باختلاف نمط تعلم الطالب واهتماماته، ومن الممكن أن تكون : مشاريع فنية – لعب أدوار (مسرحية أو مشهد تمثيلي ) – بحث مكتبي أو عبر الإنترنت – وسائط متعددة – اختبارات كتابية – اختبارات شفهية … إلخ . وتسعى الآن بعض النظم التعليمية، ومنها مصر، إلى محاولة مراعاة ذلك من خلال تعديل نظم التقييم والتقويم وخاصة في مراحل التعلم الحاسمة مثل مرحلة الثانوية العامة، بحيث لا تتحول عملية التعلم إلى عملية كمية تهدف إلى التدرب على طرق التعامل مع أنواع أسئلة معينة لحصد أكبر قدر ممكن من الدرجات، بل تعود عملية التعلم إلى هدفها الأساسي وهو بناء شخصية الفرد بمكوناته المتعددة. وختاما أستطيع القول أن رفاهية الاختيار ما بين تطبيق التعليم المتمايز وعدم تطبيقه لم تعد متاحة الآن في ضوء المتغيرات العالمية المتسارعة والمتطلبات المهنية والشخصية والمواطنية المتجددة، وكذلك متغيرات السلوك البشري بمراحله العمرية المختلفة والتي تتطلب مواكبة من المجتمع التعليمي بنفس القدر من التسارع والتجدد. |
رد: تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل الفصل الدراسي موضوع جدير بالإهتمام والتجريب بارك الله فيك أخي عبد القادر دمت خادما للمنتدى بكل تفان https://i.pinimg.com/564x/b0/18/e3/b...c4147490ee.jpg |
الساعة الآن 13:51 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd