|
يوم تكلمت المومس... رويدك سيدي الجلاد.. ستأخذ بثأر أبيك بعدما أرتكب أنا جريمة كلامية تنفيني خارج الزمن. جئتك أحمل جسدي البض, المترامي البياض كفنا على يدي كي تأخذ بثأر أبيك الذي أحرقته امرأة, بين نهر العسل ونهر اللبن, ولم يكن بحوزته سوى ورقة ثوت يقبع خلفها و قع عظيم أفشى وبائكم في رحمها فتكاثرتم بضغينتكم.. والنتيجة حتمية, اتساع رقعة الخطأ الفادح وعظمة الذنب وتكرار ذات المشهد. أنا أبحث عني في ذات الذنب, ممسكة بنبرات الغروب, ومعول الغضب يواصل حفر خنادق انصياعي. أنا هنا كما لا تعرفني وكما لا أعرفني, أخضع لكل الأوجاع الوجودية تحت تلك الآهات الوحشية في مشهد من مشاهد الرقص حول النار على وقع طبول الأدغال.. وفكري يعج باشياء مضطربة, داكنة الألوان, ونصيبي من وجعي, ورقة نقدية تحمل, في أحسن الحالات, قبلة وميعادا لتكرار ذات المحرقة. أعذرني, سيدي الجلاد, فحنجرتي امتلأت ببصاق العابرين المتكدس سبائكا نحاسية في أعماقي.. والذكريات تغشى كل مسامات جسدي المنهك الذي تزايدت به فوهات الألم. يصعب عليك التأكد من مشاعري.. بل يستحيل عليك ذلك لحظة انفلات آهاتك الأخيرة وأنت تتصبب عرقا وغثيانا وانتشاءا بأخذك بالثأر, ونظراتك إلى الساعة التي تدق بجانبي...حان موعد حمامك, وصلاتك, وشربك من أقداح السماء على سلالم الملكوت.. تبقى اللعنة علي وعلى إبليس.. واستغفارك سيكون حبل المسد الذي تجترني به إلى رحابة الرصيف, ذاك الجحيم المؤثت بجحافل زبانية جنسك. تفضل, يا سيدي الجلاد, إذا كانت جريمتي الكلامية لم تنفيني خارج زمنك الحقير. |
رد: يوم تكلمت المومس... الواقع مدرسة...ومن واقع الحياة نلتقي مع الأخ عزالدين في موضوع من المواضيع الاجتماعية...الجديرة بالتتبع والمتابعة... ونحن وجها لوجه مع العنونة..نستشف أن الكلام محرم على المومس في مجتمع كان له نصيب في تحمل مسؤولية الخطإ...لا يجوز لها ان تتكلم طول حياتها...وإن تكلمت فكلامها يتم في ظرف وجيز لا يتعدى يوما واحدا...أما أيامها وشهورها وسنواتها فملأى بالجراح والكلوم... " رويدك سيدي الجلاد..." أجل فالرجل لا يتقن إلا فن الجلد والسوط أمام المومس...لا لشيء سوى انها مومس...لتظل فريسة في مخالب الكلاب المتوحشة...ولتظل في منأى عن الجميع... تكسوها موجة الهلع والإرتعاش... باسم الحب تُرْبَطُ علاقاتٌ...تنتهي بهجر آدم لحواء...تبقى هي ضحية " بصاق العابرين المتكدس سبائكا نحاسية"...ماذنب الأنثى والرجل مسؤول عن الخطأ؟لِمَ هذا السكوت؟ ألتظل ملجأ نزواته الليلية ؟ ألِتقدم له قربانا من القبلات قداسا لعظمة ماله؟ ما أجهلك ...رأفة بها... فهي من ضلعك... أشكر الاستاذ عزالدين الذي اخترق الجدار...وبسط موضوعا مسكوتا عنه... تحياتي للمبدع الكبير... |
رد: يوم تكلمت المومس... أفكار مستقاة من هذا الزمن الرديء زمن.. تفسخت فيه معايير الكرامة.. ومن أقاصي سويداء القلب المكلوم تتكلم الأنثى وفي كلامها نبرة حزن وألم.. ضعف واستكانة.. ماض يجر أذياله نحو مستقبل مجهول.. كعادتك أخي عزالدين تكسر جدار الصمت لفضح المسكوت عنه بحرفية بليغة .. فلك تحياتي .. تقديري و سلامي طيف المغرب |
رد: يوم تكلمت المومس... ربما الصمت أبلغ رد لي عودة بعد قراءات متتالية أذهلني بحق أسلوبك و صورك ناهيك عن المضمون تجيد فن التصوير بامتياز كل صورة تـأخدني إلى أخرى أستأذنك سيدي لي موعد مع حروفك إلى لقاء قريب كل التقدير أخي عزالدين |
رد: يوم تكلمت المومس... مفردات الزمن الحقير=زمن الإهانات: الجلاد - الثأر - الجريمة - النفي - الكفن - الإحراق - الوباء - الضغينة - الخطأ الفادح - الذنب العظيم - الغروب - الغضب - الأوجاع - الآهات الوحشية - الوجع - المحرقة - فوهات الألم - اللعنة - الجحيم . تلكم مفردات الزمن الحقير على لسان مومس من نوع خاص ، تعي وضعها الاعتباري ، وتدرك بوعي دوافع الجلاد واعتبارات الضحية في اشتراكهما في لذة الإثم وفي الإثم اللذيذ ، في الثأر والثأر المتبادل..مما جعل الجلاد ضحية والضحية جلادا .. خاطرة بطعم الوجع .. خاطرة وقفت على شفا إحراق المواجع .. خاطرة تحاول إعادة الاعتبار للأجساد المنهكة تحت سياط الانتشاء والرابضة فوق فوهات الألم .. خاطرة حاولت كشف الستار الكلسي عن طابو من الطابوهات التي تضرب بجذورها في عمق الجسد الإنساني على مر العصور .. شكرا لك أيها المبدع الخلاق الشجاع . |
| الساعة الآن 00:23 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd