منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قسم خاص بالدروس و العقيدة و الفقه (https://www.profvb.com/vb/f250.html)
-   -   من أسماء الله الحسنى: الجبار (https://www.profvb.com/vb/t114186.html)

صانعة النهضة 2013-02-07 11:49

من أسماء الله الحسنى: الجبار
 
الجبار

http://9or.y4yy.com/files/y4yy-25/Ce...0%28102%29.jpg


وروده في القرآن :
اسم الله الجبار جاء في موضع واحد في آخر سورة الحشر في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَالْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُالْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).الحشر 24
المعنى اللغوي :
اسم الله تعالى الجبار له ثلاثةمعان :

الأول : جبر الرحمة
، فإنه سبحانه يجبر الضعيف والفقير بالقوة والغنى ، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .
فكم جبر من كسير وكم أغنى من فقير وكم أعز من ذليل
وكم جبر من مصاب فأعانه في شدته .

فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه منشدته ودفع المكاره عنه.
ومنذلك ما أخرجه أبو داوود من حديث ابن عباس رضي اللهعنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين السجدتين فيقول: ( اللهم اغفر ليوارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني ) فهنا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربهأن يجبره وإنما يجبر الضعيف والمنكسر من كان جبارا.
الثاني : جبر القوة، فهو – سبحانه وتعالى- الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله – عز وجل- وجبروته وفي يده وقبضته .
فهو الذي دان كل شيء لعظمتهوخضع كل مخلوق لجبروته وعزته فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئتهفلا يستطيعون الفكاك منه .

الثالث جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.

وهذا المعنى كقوله تعالى (إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) المائدة 22
ويقال: هذا عمل جبار ( أيلا يطاق)
والعرب تقول نخلة جبارة أي عالية .فهو العلى بذاته فوق جميع خلقه ؛ فإرادته تبارك وتعالى فوق كل إرادة ، ومشيئته فوق كل مشيئة ، لامعقب لحكمه ولا راد لقضائه ، وهذا كله صادر من قوته وعزته وعظمته جلجلاله.
ومن ذلك حديث عوف بنمالك قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فلما ركع مكث قدر سورة البقرةيقول في ركوعه ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ). أخرجه أبو داوودبإسناد صحيح
.
وقد جمع ابنالقيم رحمه الله هذه المعاني في نونيته عند ذكر هذا الاسم الكريمفقال:
وكذلك الجبار من أوصافه ** والجبر في أوصافه قسمانجبرالضعيف فكل قلب قد غدا ** ذا كسرة فالقلب منه دانوالثاني جبر القهر بالعز الذي ** لا ينبغي لسواه من إنسانوله مسمى ثالث وهو العلو ** فليس يدنو منه منإنسانمن قولهم جبارة للنخلة الـ ** عليا التي فاتت لكل بنان

يقول ابن القيم: هذه الأسماء الثلاثة ( يعنيالعزيز والجبار والمتكبر ) نظير الأسماء الثلاثة ( أي في الآية التي في آخر سورة الحشر) وهيالخالق والبارئ والمصور ، فالجبار المتكبر يجريا مجرى التفصيل لمعنى العزيز ، كماأن البارئ والمصور تفصيل لمعنى الخالق ، فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرةوالعزة والملك ولهذا كان من أسماءه الحسنى.
هل يجوز لأحد البشر أن يوصف بأنه جبار ؟
التجبر صفة كمال لله و صفة نقص عند البشر لأن كلمة جبار بدون ألف ولام التعريف تستخدم كصفة من صفات الأفراد ، وفي هذه الحالة تكون بمعني القهر والطغيان .. فهي في حق الإنسان صفة ذميمة ، ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية
منها قوله تعالى :( وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) هود 59
و توعد الله الجبابرة بالعذاب والنكال كما في قوله تعالى : ( وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) إبراهيم 15
وفي الحديث: (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تـُبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاث بكل جبار عنيد،وبكل من دعا مع الله إله آخر،والمصورين.)
و في القرآن ما يفيد أن التجبر سببا للطبع على القلوب فلا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا كما في قوله تعالي : (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) غافر 35
ولذلك ينفي الحق جل وعلا عن نبيه يحيى عليه السلام هذه الصفة فيقول : (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) مريم 14
كما نفاها نبيه عيسى عليه السلام عن نفسه : (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) مريم 32
ونفي الجبر هنا هو نفي للطغيان والقهر والتحكم في مخلوقات الله عز وجل لمنافع وأهواء شخصية بشرية.
أما الجبار بألف ولام التعريف فهو اسم من أسماء الله الحسنى ..
وإن كانت صفة الجبر كما ذكرت كوصف للمخلوق صفة ذميمة ، فهي في حق الله عز وجل من الصفات الواجبة لكماله المطلق .
والمسلم أحياناً تتداخل عنده صفات البشر مع صفات الخالق فلابد من التوضيح بأن هناك صفات إذا نسبت إلى الخالق فهي صفات كمال أما إذا نسبت إلى المخلوق فهي صفات نقص ، فإذا وصفنا إنساناً بأنه جبار فهذه صفة نقص فيه ،فهذا الإنسان الذي يوصف بأنه جبار هل بإمكانه أن يضمن استمرار حياته إلى ثانية واحدة ؟


فالجبروت المذموم هو أن تقهر إنسانا على مالا يريد ، والحق تبارك وتعالى لا يفعل ذلك .. وإذا قهر جل وعلا مخلوقا على شئ فثق أن في هذا القهر مصلحة حتى وإن عجزت عن إدراكها .
على سبيل المثال : جسم الإنسان والذي يتكون من عدة أجهزة كالجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي وخلافه .. تجد أن هذه أجهزة مقهورة قهرا إلهيا على العمل بالنحو الذي تعمل به .
فالقلب مثلا يعمل بلا أدنى تدخل من الإنسان ، كما أن الإنسان لا يستطيع أن يوقف قلبه عن العمل .
وهكذا شأن سائر الأجهزة .. كلها تعمل بنظام ثابت ومحكم بلا تدخل من الإنسان لأنها مقهورة على أن تقوم بهذا العمل أو ذاك ، فالقهر هنا نعمة من نعم الله عز وجل على الإنسان وينبغي أن نحمده على جبروته الذي أخضع له هذه الأجهزة .
وإذا تأملنا أيضا النظام الكوني وعلى وجه الخصوص المجموعة الشمسية نجد أن الشمس تدور حول نفسها بسرعة معينة .. كذلك الأرض وسائر الكواكب الأخرى تدور حول نفسها بما يترتب على ذلك من تعاقب الليل والنهار وتدور أيضا حول الشمس بما يترتب على ذلك من تعاقب فصول السنة .
وهذه الدورات تتم في تناسق معجز يكفل انتظام تعاقب الليل والنهار وانتظام تعاقب فصول السنة .. ما الذي يجعل هذه الكواكب والتي هي أجسام جامدة تسير كأنها كائنات عاقلة حكيمة ؟!!
إنه الجبروت الإلهي .. الذي أخضع هذه الأجسام للإرادة الإلهية .
وهذا أيضا يستلزم منا الحمد لله عز وجل ، لأنه لو لم يقهر الكون على هذا العمل المحكم المنظم لما دامت لنا حياة على الأرض .
فالجبار كاسم ووصف من أوصاف الحق عز وجل يمثل صفة من الصفات الواجبة لكماله المطلق عز وجل . وإذا كان الجبر يرادف القهر في أحد معانيه .. فإنه قهر يحقق النفع والمصلحة للإنسان ويدفع عنه الضرر .
إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق .. ولا يستعمل الحق جل وعلا جبروته في موضع إلا تحقيقا لخير أو دفعا لشر .. وهو سبحانه مستحق للحمد على جبروته كما هو مستحق الحمد على رحمته ومغفرته وكرمه ؛ فهو كما أخبر عن نفسه : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة الحشر
تأملات في معنى الاسم الجليل :
إذا تأملنا المعنى الأول لهذا الاسم الجليل ( جبر الرحمة ) فإن المسلم يستشعر أن الله هو الذييجبر المنكسرين، والمظلومين والمحرومين ، فكل من أُهين أوكُسر وهو مظلوم له الجبار الذي يجبر كسره ويصلح أمره .
فكل فقير أنهكه الفقر ، وكل أرملة تربي عيالها ،وكل يتيم فقد أباه ، وكل موظف أو عامل ظلمه مديره بالخصم أو بالطرد أو بالتعسف معه ، وكل من خدع وأخذ ماله بالنصب والاحتيال ، وكل من ظلمها زوجها ظلما شديدا وألحق بهاالأذى، من لهؤلاء سوى "الجبار"؟
لن يلجأ إليه عبد بذله وانكساره ومظلمته إلا وينصره لأنه سمى نفسه
بـ "الجبار" .
هناك نوعان من الكسر: كسر للأبدان ، وكسر للقلوب.
وإذا كان الأطباء يُجبرون كسر الأبدان فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب.


صانعة النهضة 2013-02-24 15:39

رد: من أسماء الله الحسنى: الجبار
 

صانعة النهضة 2016-02-10 17:18

رد: من أسماء الله الحسنى: الجبار
 
http://forums.yallagroup.net/uploads...1418231808.jpg

اسم ( الجبار ) من أسماء التعظيم، وهو في حق الله من كماله، من دلائل عظمته، من قوته، لكن لو قلنا: فلان جبار، فهذا اسم نقص، وصفة نقص في الإنسان، يقول الله عز وجل: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾
( سورة غافر الآية: 35 )
لأن العبد عبد، والرب رب، العبد من شأنه الافتقار، حتى الأنبياء قمم البشر كانوا:
﴿ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾
( سورة الفرقان الآية: 20 )
هم مفتقرون في وجودهم إلى إمداد الله لهم، بل مفتقرون في تأمين طعامهم إلى المشي في الأسواق، إذاً هم عبيد، وعباد، لكن الله سبحانه وتعالى هو رب العباد، والعبيد شيء، والرب شيء آخر.


الساعة الآن 14:45

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd