|
نظارتي العجيبة http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphoto...88889111_n.jpg اذكر ذات مره عندما كنت طفله اني كنت اسير على جانب الطريق مرتدية فستانا ناااااااصع البياض كنت امشي بسعاده ..ببراءه .. بلطافه تارة اسارع الخطى وتارة ابطئ تارة اجري .. واخرى اتوقف اذكر اني كنت حينها جدا سعيده وضجيج ضحكاتي يملأ الارجاء وفجأه واثناء سيري في ذاك الطريق مررت بحفرة موحله ومشيت جنبها بحذر ولكن.. سرعان ما جاءت حافلة مسرعه ارتطمت بتلك الحفره وتطاير الوحل وملا الانحاء وانتهى الامر بأن لوث فستاني الابيض بكيت .. بكيت .. بكيت بحرقه كيف لي ان استعيد بياضه الان؟؟ كيف لي ان امحو تلك الاوساخ التي تراكمت عليه؟؟ عدت مسرعه الى البيت وفي احضان والدتي ارتميت اخبرتها بأني لم اقصد ارهاقها في غسل فستاني الجديد اخبرتها اني لن اكرر فعلتي ابدا ولكني ظللت اشعر بالذنب وبقيت الوم نفسي احتضنتني والدتي بشده ومسحت دموعي واخبرتني انها ستنظفه وسيعود افضل من ذي قبل فأخبرتها بأني حزينه جدا لان فستاني يصعب تنظيفه و كلما ذكرت ما حصل معي بكيت فلم تحتمل امي رؤيتي حزينه فسارعت واحضرت صندوقها الذي تجمع فيه اشياءها الثمينه واخرجت منه نظارة زاهية الالوان البستني اياها وقالت لي : والان يا ابنتي انظري لفستانك ماذا ترين؟؟ فكانت دهشتي كبيره حين رأيت فستاني جميلا نظيفا وبقع الوحل تلاشت وظهر مكانها ورود وفراشات اخبرتها اني اراه اجمل من السابق فأخبرتني انه كذلك فعلا يا ابنتي وملأتني السعاده وسألت والدتي ان كان بإمكاني ان احتفظ بتلك النظاره فابتسمت ولم ترفض طلبي اخذت نظارتي ووضعتها بحقيبتي امسكت دميتي التي احضرها والدي لي في عيد ميلادي وذهبت للعب مع اقراني فجاءت احدى صديقاتي وانتزعت مني تلك الدميه حزنت وبكيت لشدة تعلقي بها ولكني تذكرت نظارة امي فأخرجتها من حقيبتي وارتديتها واذا بي ابتسم وامنح الدميه لصاحبتي عن طيب نفس ومن يومها لم انزع النظاره عن عيوني ابدا عدت لمنزلي واخبرت امي بما جرى فلم توبخني لا بل على العكس كافأتني بأن احضرت لي دمية اخرى اكثر جمالا منها ذهبت للعب مع اصدقائي في اليوم التالي واخذت معي دميتي الجديده فأخذتها صديقتي ولكني لم ابالي هذه المرة فأنا اعلم ان والدتي ستحضر لي غيرها لم يعد شيء يعكر صفوي لم اعد اشعر بالمسئووليه ولااااااااا شيء يبكيني فأنا اعلم ان حلول كل مشاكلي موجوده عند امي مرت الايام تلو الايام وكبرت انا وكبرت مشاكلي وهمومي ولكن شيئا لم يتغير والدي يشتري لي كل ما اريد ووالدتي تشعرني بالامان دائما واخي الحارس الشخصي لدي واسلوبي مع الناس لم يتغير بقيت تلك الفتاة الطيبه التي تضحي بسعادتها من اجل غيرها بقيت تلك الفتاة الساذجة التي لا تعترف بوجود شيء يدعى الحزن بقيت تلك الفتاة التي ان صادفتها اي عقبة في الحياة سارعت لعائلتها كي يحلو لها مشاكلها كل الناس ملااااااااائكة كل الكون يحبني كل الدنيا تتمنى لي الخير لا احد يحسدني لا احد يكرهني لا احد يغار مني لا احد يضمر لي الشر هكذا كانت ظنوني وعلى هذا الاساس كنت اتعامل مع الناس بطيبه بحب بود باحترام باخلاص لا احمل بقلبي شيئا على احد وذات يوم قررت ان اخرج من منزلي بمفردي من غير ملاكي الحارس (والدتي) وخاتم سليمان (والدي) وحارسي الشخصي (اخي) تجولت في كثير من الانحاء بالبدايه رأيت كل شيء جميل وظلت السعادة تطوقني ولكن واثناء سيري في احدى الحدائق تعثرت قدمي بحجر صغير وسقطت نظارتي زاهية الالوان مهشمة تماااااااااما على الارض حاولت لملمة فتاتها ولكن زجاجها ادمى يدي نظرت حولي فإذا بالناس تسخر مني واصوات قهقهتهم تمزقني لم اجد احدا يمد لي يد العون لم يساعدني احد لم يرأف بحالي احد فصرخت بأعلى صوتي امي ... امي .. انا سقطت يا امي تعالي امسحي دموعي ..اين انت؟؟؟ ابي .. ابي .. لقد تهشمت نظارتي زاهية الالوان تعال واشتري لي غيرها يا ابي اخي .. اخي .. تعال انقذني من هذا المأزق ضحكاتهم مزقتني يا اخي .. تعال وضع لهم حدا ولكني لم اجد ايا منهم بجانبي لم اعثر على احد يحبني فعرفت ان نظارتي كانت تبدل الحقائق وعرفت ان ليس كل الرجال كأبي ولا كل الشبان كأخوتي واني مهما بحثت لن اجدا صدرا حنونا كصدر امي عرفت ايضا ان قلبي قد ظل نقيا طاهرا ابيضا كذلك الفستان في زمن ملطخ بذلك الوحل وعرفت ان خسارتي لدميتي لم تكن اكبر الاحزان وعرفت ان اغلب الناس يملكون نظارات ولكن سوداء وان قليلا فقط هم مثلي لديهم نظارات زاهية الالوان نظاراتهم السوداء جعلتهم يسخرون مني يكرهون من هم مثلي يسيئون بنا الظنون يعتقدون بأننا ممثلون قلوبهم معتمة كنظاراتهم يتلذذون بكسر القلوب ونحن اصحاب النظارات الزاهيه قلوبنا طيبه نظيفه تعاملاتنا مع الناس لطيفه نحب الخير لكل الناس لا نعرف طريق الكره والحقد نضحي دائما ولا ننتظر مقابلا ولا حتى شكرا من احد نحن على حق نحن الأفضل نحن الانقى ولكن اين نحن؟؟ نحن في زمن لا يعيش فيه سوى سود القلوب ادركت هذا الشيء متأخره بعدما ادمن قلبي الطيبة وحب الناس ورفض التلاعب بالاحساس عرفت ان وقت اعتمادي على نفسي قد حان فلن يظل لي طوال العمر ملاك ولا حارس شخصي ولا حتى خاتم سليمان سرعان ما تبدلت الالوان وسكنتني الاحزان وثارت آلام جراحي كما البركان ولكني لم انس ابدا ان هناك الهاً اسمه الرحيم الرحمن وحده يراني .. يعلم حالي .. يرحم ضعفي .. انا على يقين بأنه سيأخذ لي حقي ممن ظلمني مهما طال الزمان يااااااااااا رب يااااااااااا رحمن اكفني شر كل من اراد بي السوء وارزقني الخير حيث كان مما راقني فنقلنته لكم والتعليق لكم |
رد: نظارتي العجيبة ما أروع ما قرأت هنا غاليتي ام ادريس شكرا جزيلا لكِ على التقاسم الجميل محبتي لكِ دوما |
رد: نظارتي العجيبة غاليتي أم إدريس... الحياة دائما تتطلب أن نلبس النظارة الزاهية الألوان ...ليس لنقلب الحقائق ونكذب على أنفسنا ...ولكن لنرى جمال الحياة كما نريد نحن ونستمتع بروعتها ،ولنجلب لأنفسنا قسطا من السعادة المنبثقة من داخلنا... ولكن لبسنا لها لا يعني أننا خياليين...غير واقعيين...لا بالمقابل علينا أن نتهيأ لمواجهة سواد قلوب الناس وإذايتهم... خيال وإبداع روعة ... |
| الساعة الآن 17:40 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd