منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أدب الطفل (https://www.profvb.com/vb/f433.html)
-   -   أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد (https://www.profvb.com/vb/t166324.html)

صانعة النهضة 2016-03-24 14:36

أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد
 
أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد



يعتبرأدب الأطفال شكل من أشكال التعبير الفني بالكلمة ، له قواعده ومناهجه ، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافها مع قاموس الطفل ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها ، أو ما يتصل بمضمونها ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة ، أو ما يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكتيك في صوغ القصة ، أوفي فن الحكاية للقصة المسموعة .

هذا الشكل الفني من الكلمة المنطوقة ، أو المسموعة ، أو المرئية ، قد يأتي في صورة قصة ، أو حكاية ، أو مسرحية ، أو يحكي قصة مغامرات ، أو بطولات ، أو قصة تاريخية ، أو تهذيبية ، أو أنشودة ، أو أغنية ، يستهوي الأطفال ويمتعهم ، ويحقق رسالته الجمالية ، شأن كل الفنون ، فينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه ، ثم يستهدف عن طريق التسلية والمتعة والمرح أن يقطر في نفوسهم تجارب البشر .

وعلى هذا الأساس يمكن القول أن أدب الأطفال يعتبر وسيطاً تربوياً ، يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابات عن أسئلتهم واستفساراتهم ، ومحاولات الاستكشاف ، واستخدام الخيال ، وحب الاستطلاع ، وإيجاد الدافع للإنجاز والتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير ، من أجل مزيد من المعرفة لنفسه وبيئته ، أنه بذلك ينمي سمات الإبداع لدى الطفل .

حيث إن أدب الطفل في الأساس مادة خصبة لبناء قوى الإبداع والابتكار والموهبة لدى الطفل ، كما أنه يفجر الطاقات الكامنة لدى الأطفال ، تمهيداً لإعادة صيغة القدرة النقدية والتحليلية التي ينبغي أن يبدأ الطفل في التسلح بها ، وهو يواجه الحياة . ويتم هذا عن طريق القصص ، والحكايات ، وسير العظماء ، والتأمل الواعي الذي تتضمنه الأشعار والغنائيات .




فالحقيقة هي أن الإبداع للأطفال معناه تجسيد حلم الطفولة ، وجعل الأدب معادلاً حقيقياً وفنياً ، وإنسانياً لهذا الحلم ، والوصول بالطفل إلى معايشته رغبة في تحويل قيم الحلم وجمالياته ، ورحابة انطلاقه إلى سلوك ، وفكر ناضج ، ووعي سليم ، وتخيل رشيد ، وتلك هي أهم عناصر ومقومات بناء شخصية أطفالنا في ظل عصر الثورة المعلوماتية .

د.انشراح المشرفي




يتبع






صانعة النهضة 2016-03-24 14:46

رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد
 
الأدب والطفولة



إذا كان من حق الأطفال على المجتمع أن يوفر لهم أسباب الرعاية الجسمية والصحية بمختلف أشكالها ، وأن يقيم المؤسسات اللازمة لذلك ، فإن واجب الكتاب والمربيين تحقيق الإنماء الفكري للأطفال ، والتوجيه الثقافي لهم ، وإشباع الحاجات النفسية والروحية عندهم ، وذلك بإعداد ما يلزمهم من قصص شائعة ، وكتابات مناسبة ، ومؤلفات ينعمون بها .
ولاشك أن السبيل إلى خلق مجتمع من القراء متفتح الذهن ، ناضج الفكر ، واسع الثقافة ، إنما يبدأ بالأطفال ، فعقولهم غضة ، وشخصياتهم مرنة ، وحساسيتهم للتأثر بالغة . (رشدي طعيمة ، 1998 : 25)
لذلك فقد اهتم هذا الفصل بتناول عدد من الجوانب التي تتعلق بالأدب والطفولة ، والمتمثلة في : أدب الطفل من منظور تاريخي ، ويلقي الضوء على لغة الأدب ، ثم يتناول مفهوم أدب الأطفال ، والفرق بين أدب الأطفال وأدب الكبار ، ليصل إلى خصائص أدب الأطفال ، وعلاقتها بالمراحل العمرية ، وكذلك يتناول أهمية أدب الأطفال وأهدافه . وفيما يلي عرض تفصيلي لهذه الجوانب .



أدب الطفل من منظور تاريخي :


نستطيع أن نجزم بأن "أدب الطفل" قد اشتق معجمه وتشكيلاته اللغوية وإيقاعاته من العلاقة الفطرية بين الأمومة والطفولة ، وأن ينبوع الفطرة كان مدداً ثرياً بالعطاء اللغوي والمعنوي والموسيقي الذي يشكل في النهاية أغنيات المهد ، التي لو احتفظت البشرية عبر دوراتها بأشكال منها لوجدنا تمام الشبه بينها في الماضي السحيق وما هي عليه الآن ، ويمكن اعتبار أغنية المهد أول شكل أدبي في التراث الأدبي الإنساني يخاطب الطفولة ، ويقصد إلى إحداث تناغم وإمتاع لدى طفل المهد ، فمن الكلمات المنغمة ، وهز المهد ، واحتضان الطفل ، وهدهدته ، وترقيصه نشأت أشكال لغوية منغمة يمكن اعتبارها الكلمة الأولى في تراث أدب الطفل . والأغنية حينئذ وفي هذا الإطار ، وبأثر من العلاقات العفوية الفطرية التي تنشأ بين الأمومة والتدفق العفوي الإبداعي الذي يتكون عبر الالتصاق الحميم الموصل بين الأم والطفل ، أو هذه الكلمات الدافئة التي ابنتها أحضان الأمومة ، يمكن أن نتصور أدب الطفل على أنه كلمات منغمة قريبة من الأداء الصوتي للطفل ، وليس المقصود منه إتاحة المعرفة ، وإيجاد التوجيهات ، بل المقصود المشاركة وجلب السرور والسعادة عند الاستنامة والملاعبة والترقيص ، وإزالة عوامل الوحشة .

وإذا كانت الفطرة قد غذت الأمومة بالصياغات الفطرية لأدب الطفل ، فإن التراث الأدبي الإنساني والعربي قد شكل الروافد الأدبية التي غذت الصياغات الفنية والتراث الأدبي في مجال أدب الطفل . وعبر مراحل امتدت في الزمان والمكان ، وأخذت تتطور وتكثف تراثاً إنسانياً أدبياً نلتقي به في إبداع "المصري القديم" ، ومناطق البابليين ، والآشوريين ، والفينيقيين ، والفارسيين ، والأثينيين ، والرومانيين ، والصينيين ، واليابانيين ، والهنود ، وقبائل إفريقيا ، والعرب المنتشرة قبائلهم في الشمال والجنوب ، ويتشكل هذا التراث من الشعر الغنائي ، وشعر الملاحم ، والحكايات ، والأساطير ، والخرافات ، والحكم ، والأمثال ، والمواعظ ، والنصائح ، وأغاني المهد ، والرعاة ، والأفراح ، والأحزان ، والحروب ، والانتصارات ، ... الخ . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 13-14)

وقد كانت حياة الطفل في مصر القديمة تربية وتعليماً ولعباً ، فكان الطفل بعد عمله المدرسي الذي يستغرق نصف اليوم يلهو ويلعب ويصطاد مع رفاقه وجيرانه الأطفال ، فإذا ما جن الليل هفت نفسه إلى سماع القصص والحكايات . ومن هنا نجد أن مصر القديمة كانت تهتم بالطفل من الناحيتين : التعليمية ، والعاطفية ، في مراحل طفولته المختلفة .
كان الأطفال المصريين القدماء – شأن كل الأطفال – مغرمين بالقصص التي تبدأ "بكان ياماكان" ، غير أن التاريخ يذكرهم وينسى غيرهم من أطفال العالم القديم حين تذكر قصص الصغار ، ذلك لأن اهتمام الكبار منهم بالصغار في مراحل طفولتهم ، جعلهم يسجلون ما كان يحكى لأطفالهم من قصص ، وقصصهم أقدم قصص خرافية للأطفال وصلت إلينا ، وعرفها التاريخ قبل أن يعرف قصص السندباد ، وعلاء الدين ، والشاطر حسن ، وسندريلا ، وذات الرداء الأحمر ، بألوف السنين .

وقد عثر المنقبون عن آثار مصر القديمة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أول تسجيل في تاريخ البشرية لأدب الأطفال ، ولحياة الطفولة ومراحل نموها ، ويرجع تاريخ هذا التسجيل إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، وقد وجد مكتوباً على أوراق البردي ، ومصوراً على جدران المعابد والقصور والقبور . ومن هذه الكتابات والنقوش والصور أمكن للإنسان المعاصر أن يعرف ما كان يغرم به الأطفال في العصور القديمة من أنواع اللهو والتسلية واللعب ، وأن يصل علمه إلى أنواع العرائس واللعب الجميلة التي كانوا يلعبون بها ، وأن يقرأ القصص التي كانت ترويها الأمهات والمربيات للأطفال في قديم الزمان .
سجلت البرديات فيها قصة"جزيرة الثعبان" ، وهي قصة سفينة هبت عليها عاصفة فأغرقتها ، وغرق معها ملاحوها المائة والعشرون ، ولم ينج منهم سوى بحار واحد ، لفظته الأمواج على جزيرة نائية ، وبعد ثلاثة أيام أسترد وعيه وبعض قوته ، ثم بحث عن طعام فوجد بالجزيرة فاكهة كثيرة تسر الناظرين ، وبعد أن أكل وشبع أحرق قرباناً للآلهة ، ثم سمع صوتاً واعداً تحطمت له الأشجار ، وزلزلت منه الأرض والجبال ، وإذ بثعبان طوله ثلاثون ذراعاً ، وله لحية طولها ذراعان ، وجسمه مرصع بالذهب والجواهر ، وحاجباه من اللازورد ، فسجد له البحار وقص عليه قصته ، وطلب منه العون والمساعدة في محنته ، فاستضافه الثعبان ملك الجزيرة حتى مرت سفينة قريبة ، سلط عليها الثعبان الريح لتدفعها إلى الجزيرة ، ورأى ربان السفينة البحار فحمله معه ، وحمَّله الثعبان هدايا من الجواهر إلى ملك مصر .

كذلك سجلت البرديات قصة "الملك خوفو" ثاني ملوك الأسرة الرابعة القديمة ، وباني الهرم الأكبر ، والذي تولى الملك نحو عام (2700ق.م.) ، حين انتابه السأم يوماً وأحس بالملل ، فاستدعى أبناءه الصغار ، وطلب منهم أن يُسَروا عنه ، ويقصوا عليه أحسن ما عرفوه من قصص الأعمال السحرية التي وقعت في عهود الملوك السابقين ، وكان أول الصبية "خفرع" ، فقص على الملك قصة "التاج الفيروزي" ، وتلاه أخوه الأوسط ، فقص قصة "الأمير المقضي عليه بالهلاك" ، ثم جاء دور الثالث ، فقص على أبيه الملك قصة "الثور المسحور" .

وإذا تأملنا فيما وصل إلينا من الحكايات المصرية القديمة للأطفال نجدها قد دونت بأسمى أسلوب قصصي ، مما يدل على أنها مرت بمراحل التطور حتى وصلت إلى النضج الفني من الحديث والحكاية ، ففيها أسلوب التكرار ، وحسن الانتقال بين الأحداث ، واستخدام ذلك كله استخداماً مؤثراً في الأطفال ، والعثور على هذه الحكايات ، وعلى عدد كبير من قصص الحيوان عند قدماء المصريين ، يدل على الاهتمام الكبير الذي كان يلقاه أدب الأطفال عندهم من ناحية ، كما يدل على الثروة الضخمة من الحكايات التي كان يستمتع بها أطفال المصريين القدماء .

والذي يؤكد أن هؤلاء الأطفال قد استمتعوا برصيد ضخم من الأدب القصصي ، وذلك التطور والانتقال إلى المرحلة التالية للأدب المكتوب وهي مرحلة الأدب ، فقد وجد على جدران المقابر والمعابد والقصور قصص مصورة للأطفال تمثل القط وهو يمشي على خلفيته ، ويجعل عصاه على كتفه ، ويسوق الإوز أمامه ، والأرنب يحرس الماعز ويرعاها ، والفئران تساكن القطط في مكان واحد ، والأسود والغزلان تجلس معاً في أمان وسلام تشاهد جولة في لعب الكرة ، كذلك وجدت قصة تمثل الحمار يعزف على آلة الهارب الموسيقية ، وصورة أخرى تمثل أسداً ونمراً يمشيان على خلفيتهما ، وبينهما قطيع من البط يقوده الأسد ضاحكاً ، ويسوقه النمر ، ويهش عليه بعصاه ، ومن خلف هذا القطيع قطيع آخر من الغزلان يقوده ثعلب ، ويسوقه ثعلب آخر ، ويحمل كل منهما عصاه على كتفه ، يعلق بها سلة فيها غذاؤه ، وخلف ذلك كله أسد وغزالة يجلسان على مقعدين وبينهما منضدة يلعبان عليها بأحجار الشطرنج ، كل ذلك في صور كاريكاتيرية ، وكما أن القصص المصري القديم للكبار قد اتصل مجراه وامتد ، أو تسرب وهاجر إلى الحكايات الهندية والعربية ، وحكايات "ألف ليلة وليلة" ، وإلى حكايات أوروبا ، فقد تسربت كذلك قصص الأطفال المصرية القديمة ، وامتدت إلى قصص كثيرة من شعوب العالم في آسيا وأوروبا ، يحكونها لأطفالهم ، ويسلون بها صغارهم ، وقد أستلهم "وولت ديزني" Walt Disney السينمائي الشهير فكرته عن الكارتون وشخصياته من زيارة قام بها لمقابر المصريين القدماء ، ورأى فيها قصص الأطفال المصورة ، فكانت الوحي والإلهام . (علي الحديدي ، 1991 : 50-60)

وإذا كانت بداية أدب الأطفال ترجع في الزمان إلى أول الزمان ، فإنه يمكن اعتبار العقد الثاني من القرن العشرين هو بداية أدب الطفل بمصر والعالم العربي على أسس إبداعية ؛ حيث ظهر التراث الشعبي والإنساني ، وتبلور في مجموعة من الكتب والمصادر ، يمكن بها تغذية أدب الطفل بأشكاله المتباينة . وبدأ الاهتمام بأدب الطفل والإبداع الأدبي المتخصص في هذا اللون من الأدب النوعي ، وذلك إثر ظهور مجلة "الأولاد" التي كانت تصدرها دار اللطائف المصورة ، وذلك تلبية لأبناء الطبقات الأرستقراطية ، وتعتمد في مواردها على الرسوم والصور والموضوعات المأخوذة من المجلات الأجنبية ، ثم أخذت الدائرة تتسع لتظهر خلال أعوام ما قبل الحرب العالمية الثانية أعمال قصصية تحت مسمى "مجلة الأولاد" ، قصص "السوبرمان" ، ولم تكن كلتهما ترتبط بالحياة المصرية والعربية كثيراً ، بل كانت ترجمات كاملة ونقلاً عن المجلات والقصص الأجنبية ، ومع الحرب العالمية الثانية وقبيل سنة (1952) أخذ الأستاذ كامل الكيلاني ، والأستاذ محمد سعيد العريان ، وغيرهما ، يهتمون بآداب الطفل ، ويترجمون الكتب والقصص والمعلومات ويصدرونها في سلاسل أو مجموعات ، أطلق عليها فيما بعد مجموعات كامل الكيلاني وسعيد العريان ، واهتمت هذه المجموعة بنشر سلاسل عربية ومحلية عن "ألف ليلة وليلة" ، و"كليلة ودمنة" ، وكانت تكتب هذه السلاسل والقصص بلغة سهلة ، وحروف واضحة ، وتضبط الكلمات والحروف ضبطاً كاملاً ، وكانت تزود الأطفال بالمعارف والمعلومات الدينية والاجتماعية والقومية ، فقد كان أدب الطفل حينئذ جزءاً من رسالة التربية والتعليم .

إنتاج كتاب الطفل وأدبه


صانعة النهضة 2016-03-24 14:48

رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد
 


وابتداء من الخمسينيات حدث تطوراً جذرياً ومسئوليات إبداعية نحو إنتاج "كتاب الطفل وأدبه" ، فقد قامت دار الهلال وهي دار صحفية مصورة بدعم دار المعارف التي تهتم بالمعرفة بدور فعال ونشط في أدب الطفل ، وذلك بسبب إصداراتها المهتمة بهذا المجال ، فأصدرت مجلتي "سمير" عام (1957) ، و"ميكي" عام (1958) ، ثم ظهرت "كروان" عام (1964) من دار التحرير للطباعة والنشر ،


وخلال هذه الفترة تكونت مجموعات من المثقفين والفنانين التشكيليين الذين أفرزتهم توجهات هذه المجلات ، وأصبح الاهتمام واضحاً بالطفل وعالمه ، لكن الملاحظ على ما تقدمه هذه المجلات ، وتلك الأعمال الفنية أنها مستمدة في معظمها من الإبداع الفني والثقافي الأوروبي بخاصة ، والقليل الذي ينتمي للشخصية العربية والإسلامية ، خصوصاً في مرحلة كانت تعتز بانتمائها العربي ، ومع كل هذا فإن هذه المرحلة تشهد البداية الحقيقية لأدب الطفل ، أي الأدب الذي يقوم على أساليب فنية تناسب عقلية الأطفال ، وتتفق ومراحل نموهم ، وتتجاوب مع أفكارهم وإحساساتهم الخاصة ، ووجداناتهم النازعة ، ويأخذ بهم في إطار مراحل نموهم ، حتى يمكن أن تتأكد في شخصيتهم النامية الاتجاهات الإيجابية ، فتزيد خبراتهم وتجاربهم ، وتثري معارفهم المتنوعة ، وتتوفر لديهم أساليب فنية وصور وأخيلة وعواطف وأفكار تشوقهم وتمتعهم ، وتحثهم على كل ما هو فاضل ونبيل وإيجابي ،



وقد دعم هذا كله إصدارات إبداعية تتخصص في علوم الطفولة ، ودراساتها ، وآدابها ، بدءاً من رفاعة الطهطاوي وأناشيده ، وعثمان جلال وترجمته لكتاب "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ" ، ثم الشاعر الهراوي وأعماله الشعرية الدينية ، وسليمان العبسي ودواوينه الشعرية ، والدكتور أحمد عيسى وكتابه الترقيص أو غناء العرب لأطفالهم .

لم يحرم الطفل إذن من أدب غنائي يسعده في مهده ، ويدخل السرور إلى نفسه وهو صبي ، ويفتح أمامه مسالك الحياة ، ويوسع آفاق خياله ، ويساعده على الإدراك السليم وهو على عتبات الشباب ، وذلك في أي يوم من الأيام التي كانت فيها الطفولة والأمومة . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 17-18)

وقد تزايدت الاهتمامات بأدب الأطفال ، وتعددت دور النشر التي اتجهت إلى إصدار كتب للأطفال ، ومع مطلع السبعينيات تتابعت الإنجازات والمؤتمرات والندوات وحلقات البحث في ميدان ثقافة الطفل وأدبه . (أحمد نجيب ، 1982 : 31)


لغة الأدب




صانعة النهضة 2016-03-24 14:51

رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد
 
لغة الأدب :


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...I9wXYrdS7PRszk

الأدب مصطلح يدل على مجموعة من الإبداعات التي تتوسل بالكلمة ، سواء أكانت شفاهية أو مكتوبة ، لخلق التواصل بين المبدع والمتلقي . ويقصد بالأدب في أبسط العبارات أنه التعبير الفني بالكلمة ، سواء أكانت هذه الكلمة منطوقة شفاهية أو مكتوبة .

وإن كان الفنان الرسام في صياغته لأعماله الفنية يستخدم الفرشاة والألوان ، والموسيقي يستخدم النغمات ، والأديب يستخدم في صياغة تجربته الانفعالية الكلمات والألفاظ ، أي الوحدات الصوتية البشرية ورموزها المكتوبة وهي الوحدات التي يستخدمها الإنسان في أغراض أخرى ، أهمها التواصل والتفاهم والتعبير المباشر عن أحاسيسه .

إلا أنها في الأدب تكتسب صفات وسمات خاصة بها وبالإبداع الأدبي ، لدرجة أن البعض قد ميزها عن وسائل اللغات المنطوقة بأنها لغة الأدب ، لذلك فعند ذكر لغة الأدب فيقصد بها اللغة المستخدمة في صياغة الإبداعات الأدبية ، ولا تقتصر بالطبع على الصياغة المدونة أو المكتوبة ، لان هناك إبداعات أدبية شفاهية تعتمد في صياغتها على لغة لها خصائص لا تقل في تميزها عما تمتاز به اللغة التي يتم بها صياغة الإبداعات الأدبية المكتوبة ، ذلك أن إبداعات الأدب الشفاهي تشكل جانباًَ كبيراً من الموروث الأدبي ، والواقع الأدبي في نفس الوقت ، من هذا نخلص أن المقصود بلغة الأدب هنا تلك اللغة التي يصاغ بها الإبداع الأدبي ، سواء أكان مكتوباً أم شفاهياً . (كمال الدين حسين ، 2000 : 64)

وقد حظيت اللغة بمحاولات عديدة لتعريفها وتحديدها ، فتعرف اللغة في "المعجم الوسيط" بأنها أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم . ويرى بن منظور صاحب قاموس لسان العرب أن اللغة من "اللغو" ، واللغو ماكان من الكلام غير المعقود عليه ، واللغو "مالا يعتد به" لتقبله من حال إلى حال . (أنسي قاسم ، 1998 :16)

بينما عرف علماء النفس اللغة بأنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى أجزائها أو خصائصها ، والتي بها يمكن تركيب هذه الصورة مرة أخرى في أذهاننا ، أو أذهان غيرنا بواسطة تأليف كلمات ووضعها في تركيب خاص. (هدى الناشف ، جوزال عبد الرحيم، 2001: 10)

اللغة هي أرقى ما لدى الإنسان من مصادر القوة ، فهي الوسيلة التي يتم من خلالها تبادل الأفكار والمشاعر والأحاسيس ، وبها يتطور المجتمع ويتواصل ماضيه بحاضره ومستقبله (آمال إدريس ، 2003 : 1) ، واللغة هي الفكر ووسيلة الإنسان للتفاعل مع بيئته ، وبواسطتها يعبر عن أفكاره ورغباته وميوله . (سمير سمرين ، 2003 : 3)

والحديث عن اللغة يقتضي ذكر نوعيها ، وهما : اللغة اللفظية ، وغير اللفظية ، فاللغة اللفظية مادتها الأصوات ، والكلمات ، والجمل ، والمعاني ، وهي مظهر من مظاهر النمو العقلي ، ووسيلة للتفكير والتذكر والإبداع ، وغايتها التفاهم . أما اللغة غير اللفظية فهي كل وسيلة للتفاهم – بين الناس – غير لفظية ، مثل : لغة الإشارة باليدين ، أو الوجه ، أو الرأس ، أو أعضاء الجسم ، لتؤدي معنى متفق عليه بين الناس ، أو بين من يستخدمها . (شاكر عبد العظيم ، 1992 : 12)

ويرى حامد زهران (1995: 170) أن اللغة مجموعة من الرموز تمثل المعاني المختلفة ، وهي مهارة اختص بها الإنسان . واللغة نوعان : لفظية ، وغير لفظية ، وهي وسيلة الاتصال الاجتماعي والعقلي ، وهي أحد وسائل النمو العقلي ، والتنشئة الاجتماعية ، والتوافق الانفعالي ، وهو مظهر قوي من مظاهر النمو الحسي والحركي . وتحتل اللغة جوهر التفاعل الاجتماعي ، ويعتبر تحصيل اللغة أكبر إنجاز في إطار النمو العقلي للطفل .

واللغة اللفظية أو المنطوقة من أهم الخصائص التي تميز الإنسان عن سائر الكائنات والحيوانات الأخرى ، حيث تلعب اللغة دوراً مهماً وأساسياً في حياة الإنسان ، فهي أداة الاتصال بالآخرين ، وتحقيق الحاجات ،كما أنها الوعاء الذي نعبر فيه عن أفكارنا بطريقة متطورة مجردة . (ليلى كرم الدين ، 2003 : 10)

واللغة عموماً هي وسيلة الإنسان للتواصل مع الآخر ، وهي تتخذ أشكال ثلاثة : لغة الأدب ، ولغة العلم ، ولغة الحياة اليومية ، ولكل منها خصائصها ومميزاتها التي تفرق بينها وبين بعض ، وإن كان من الصعب بداية أن نميز بين لغة الأدب ولغة الحياة اليومية ، لأن لغة الحياة اليومية تضم تنوعات شديدة الاختلاف ، منها اللغة العامية ، والفصحى ، واللغة التجارية ، والمالية ، ولغة الدين ، ولغة المثقفين ، وهذا التنوع هو ما يميزها كلغة تستخدم لتحقيق التواصل المادي في المواقف الحياتية ، وإن كانت تشارك لغة الأدب في قدراتها على التعبير الذي قد يكون قريباً جداً من التعبير الأدبي ، وإن كان أقل منه كفاءة في بعض الأحيان .

مع هذا التشابه إلا أن هناك تمايز اللغة الأدبية عن لغة الحياة اليومية يتعدى الكفاءة في التعبير ، إلى الأسلوب الكيفي في توظيفها ، أو كيفية توظيف هذه اللغة بشكل فني متعمد خاضع لكثير من القواعد التنظيمية ، مستعيناً بعدد من الأساليب اللغوية ، كاستخدام المحسنات البديعية ، بمعنى أنه لكي نحدد لغة الأدب تحديداً مفيداً ، فمن الضروري أن نفكر في وظيفة الكلمات ، والصور ، وكيف تؤدى النماذج ، وتقدم رموز التجربة الجمالية التي يود الأديب التعبير عنها ، بمعنى آخر كيف تساعد الرموز القارئ على إدراك النماذج والعلاقات والشعور والأحاسيس التي ينتج عن تجربة الفن الداخلية ، وهذه التجربة الجمالية يمكن أن تكون خلقاً لتجربة جديدة ، أو امتداداً لتجربة حاضرة ، أو إعادة تركيب لتجربة ماضية . (كمال الدين حسين ، 2000 : 65)

يولد الإنسان وهو غير قادر على الكلام أو فهمه ، لأن مستوى نضج أجهزته الصوتية والإدراكية لا تسمح له بذلك ، ولكنها تكون – أي أجهزته الصوتية والإدراكية – مبرمجة بشكل عام ، بحيث تكتسب هذه القدرة بناء على عملية نضج للجهاز العصبي المركزي ، ولكن الطفل ينصت منذ الشهور الأولى إلى ترنيمات الكبار ، وإلى ما يصدر عنهم من كلام ، أو ما يسمع من أصوات ، وتصدر عنه منذ البداية تعبيرات تحقق له تكيفاً مقبولاً ، وأولى هذه التعبيرات هي الصراخ الذي يستقبل به الحياة ، وخلال الأسابيع الأولى يبدأ بإصدار نغمات لا تحمل تعبيرات محددة ، ثم تأخذ هذه النغمات بالتمايز ، ومع نمو أعضاء الصوت تبدأ عنده مرحلة المناغاة ، التي تنمو بالتدريج لتأخذ أصوات حروف الهجاء ، وتكون هذه المناغاة البذور الأولى التي تنمو منها لغته التي يكتسبها من الكبار والمحيطين به . (إسماعيل الملحم ، 1994 :36)


http://cdn1.albayan.ae/polopoly_fs/1.../120570967.jpg


علاقة الطفل باللغة



صانعة النهضة 2016-03-24 15:00

رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد
 



http://www.nooonbooks.com/media/cata...ginal_9963.jpg




وعلاقة الطفل باللغة علاقة إنتاجية استمرارية ، واللغة في علاقتها بعالم الأطفال لها أكثر من مصدر ، وهي واحدة من وحدات التعبير التي يتعامل معها الطفل (صغيراً وكبيراً) ، كما أنها البوتقة التي تنصهر فيها خبرات الطفل وتجاربه .

لكن عندما تصبح اللغة فناً ، وتعبيراً فنياً ، فإنها حينئذ ينبغي أن تتفق ومرحلة الطفل النفسية ، والاجتماعية ، والعقلية ، والوجدانية ، ومن وسائل التعبير المعروفة : الغناء ، الرقص ، الموسيقى ، الرسم ، الكلام ، ويمكننا التفرقة بين اللغة والكلام ، فاللغة مجموعة من الأصوات ، أو الإشارات ، أو الحركات ، أو التلميحات ، التي بها تدل دلالة يفهم منها أي شيء ، أما الكلام فهو تشكيلات لغوية ، وحدتها الكلمة ، ومن مجموعها يتشكل معنى ، واللغة الفنية هي مجموعة الكلمات التي تثير انفعال السامع ، وتجذبه من نواحيه العاطفية أو الإنسانية .



والطفل الذي نثير خياله بالكلام ، أو نؤثر في عاطفته ، وتوجهاته ، هو طفل ينمو ويتطور نموه نحو الاكتمال ، وهو لهذا يحتاج إلى نوع من الكلام المؤثر ، وذلك حسب مرحلته النفسية ، وقواه الإدراكية ، ونموه الجسماني . والأطفال لكي يكونوا مصدراً للسعادة والرخاء للوطن ، ومصدر واعد للمجتمع ، ينبغي تربيتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة ، وذلك فيما يتصل بمأكلهم ومشربهم ، وتكوين ذوائقهم ، والتعرف على خصوصياتهم ، وخصوصيات مراحل نموهم ، ونتعامل معهم بدقة حسب هذه المراحل ونحن نقدم لهم الأعمال الأدبية .



من ذلك مثلاً أن الطفل من المهد إلى ستة سنوات تعتمد الأعمال الأدبية المقدمة له على مشاهد الفرجة ، والأشياء الغريبة ، وسماع الخرافات ، وقصص الحيوانات والطيور ، والرقص الجماعي ، والموسيقى المصاحبة للرقص والغناء ، والأناشيد ، وأن يكون الصوت هو الوسيلة التي يقدم بها أدب الطفل لأبناء هذه المرحلة ، ويمكن للوسيط الإذاعي والتليفزيوني والأسطوانات أن تلعب دوراً مهماً في إحداث تأثير ، فتتحقق استجابة الطفل ، ويتلقى هذا بوعي كامل ، وفي هذه المرحلة ينبغي الاهتمام بأدب الأطفال ليقدم في أطر مختلفة ، بحيث يمكن الجمع بين الصورة والصوت والرسم . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 41-42)
http://articles.islamweb.net/PicStor...914_175159.jpg






خصائص لغة الأدبية ذات التعبيرات التربوية







الساعة الآن 03:07

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd