رأي في القناع رأيي خطا يحتمل الصواب . رأيي رأي في رأي ،يترجم مستوى فهمي ، بدون أن يكون ملزما لغيري . مناسبة النص . كثر الحديث هذه الأيام ، في منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية عن "القناع " . فبين المحاولة الأولى التي تحمل عنوان : (ماذا لو سقط القناع ؟) بتاريخ 21 / 08 / 2010 م ، والرد المباشر الذي تلاها ، وماأعقبه من ردود تماهى معظمها معه ،إلى حين كتابة الخاطرة التي تحمل عنوان : ( تمظهرات قناع ) بتاريخ 11 / 09 / 2010 م ، و ما تلاها من ردود كان أغلبها تنويها بها ، وهو أمر ينم عن حب الانسان ، بما هو إنسان ، للفطرة والوضوح ، وذمه لما يناقضه من قيم اجتماعية سلبية . أقول بين المحاولتين ، نستطيع أن نحصي ، بالتقريب لا بالتحديد حوالي (47 ) استعمالا للفظ "القناع " بصيغة الإفراد والجمع ، تنكيرا وتعريفا ،وبمختلف صيغه الإشتقاقية . يواكب هذا اللفظ ـ شرحا وتعليقا وتوضيحا ـ نوعان من الألفاظبرزا في المساهمات ، موضوع الدراسة ، وطغيا على غيرهما : 1 . النوع الأول استعمل باعتباره مرادفا ، أو على الأقل مكملا ل "القناع " على المستوى الدلالي ، يغنيه ويمنحه قدرة على التصوير و الإيحاء ، نذكر منه للتمثيل لا للحصر ( المساحيق ـ الرتوشات ـ الحربائية ـ الخداع ـ الذئبية ـ الثعلبية ـ التلون ـ النفاق ـ الوجوه والواجهات ...إلخ .) 2 .النوع الثاني :ألفاظ تدخل في سياق التضاد مع مثيلاتها في الحقل السابق ، لتؤدي الدور ذاته مادام القناع بمعناه المتداول إخفاء لملامح الوجه الأصلي .! للتمثيل عن هذا الصنف نورد هذه الاستعمالات : (منتفخ مكتنز /رعب ـ منكسر / كاسر ـ بلا منقار / مخالب ـ جبة ذئب / وداعة حملان ...إلخ ) . مادة هذين الصنفين على المستوى الإحصائي ، حوالي ( 82) استعمالا ،وهو ما يمثل الضعف تقريبا مقارنة بنسبة تكرار لفظ "القناع" . على مستوى الرؤية والموقف :يستفاد من مجمل المساهمات اتفاقها على معالجة الموضوع من زاوية أخلاقية / نفسية / اجتماعية ، يوظف بعضها شحنات انفعالية غايتها التأثير والتوجيه . وهو حق مكفول للمبدع . أنظر إلى هذه المقاطع التي تمتح مادتها من عالم الطبيعة والحيوان كمرجع تستعير منه آليات التصوير الفني ( الحربائية ـ الثعلبية ـ الذئبية ـ الكاسر ـ المخالب ـ السبع الساغب ... إلخ )كيف تتقاطع مع نظيرات لها تشيد بناءها الفني اعتمادا على الخطاب الديني ، مركزة على سلبية السلوك الفردي والجماعي من هذا النوع ،لتفعل بالمتلقي الأفاعيل ! النتيجة هي اجتهاد " أنا " المتلقي في محاولة الإقناع بأنها تقع خارج دائرة هذا السلوك ،أو أنها ضحية لبعض أنماطه ، وهي بالنتيجة شاهد على دقة ما قيل عن القناع هنا وهناك . هذا الصنف من أصناف التلقي قطع الطريق أمام التعامل مع " القناع"باعتباره أداة من أدوات التصوير الفني ، المتمنطق بالمجاز والتعبير الرمزي ، وعطل إمكانية التعامل معه باعتباره وسيلة يلجأ إليها في المجال الإبداعي للحد من التدفق المباشر للذات على سطح أو عمق النص . رأيي في القناع . كان " القناع " في المحاولة التي تحمل عنوان (ماذا لو سقط القناع ؟) وسيلة للتعبير عن موقف ، لترجمة أحاسيس ، للفضفضة عن لواعج ذات أنهكها الشوق ...فدفعت بالقناع وسيطا بينها وبين المتلقي . وأكاد أقول بأن" القناع" في سياقنا هذا كان كاشفا فاضحا أكثر من كونه مخفيا مخادعا ... !! ما كان ينبغي تناوله ، في اعتقادي ، هو مدى نجاح أو فشل التجربة ، على المستوى الفني ، في تحقيق هذه الغاية .ويصبح من حق "الكاتب " على المتلقي المبدع تقديم تصور يساهم في التقويم ، أو على الأقل في التقييم . بإشارة أدق أقول :طموحنا في هذا المنتدى العمل على فحص ما يعرض علينا من مساهمات فحصا متكاملا يطال معمار النص وروحه معا . حلمنا الكبير هو أن يتحول هذا المنتدى إلى عالم واسع تتلاقح فيه الأفكار ،وتتنوع فيه التصورات ، وتختلف فيه الرؤى ... هذا الحلم الكبير يرفض الاصطدام المجاني القاتل للإبداع ،ولكنه أيضا يرفض استنساخ الأفكار ، وأحادية التفكير ،والتماهي مع الغير ، وضم الصوت إلى غيره للإشادة والإعجاب . وأخير وليس آخرا ، أعود إلى ما بدأت به : رأيي خطأ يحتمل الصواب . |
رد: رأي في القناع أود - لو سمح لي المبدع الناقد المتألق - الطاهري أن أذكر القارئ الكريم بنقاش جميل وراق دار بيني وبينك ، بارتباط مع خاطرتي ، التي استندتَ عليها ، من ضمن ما استندتْ عليه ، مقاربتك للقناع باعتباره أداة لللتصوير الفني : وعنوان خاطرتي هو : " تمظهرات قناع " : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tahiri http://www.profvb.com/vb/images/prof...s/viewpost.gif فنان مبدع ، مرهف الحس . قدرة بديعة على التقاط الظلال والألوان . تصريحات دقيقة ، وإيحاءات شاعرية ، دون إدراكها دروب ومسالك ومنعرجات ، تزيد النص غنى وخصبا ...تمنحه عمقا ، يكابد القارئ ، من أجل النفاذ إلى أغواره ، تفسيرا وتأويلا واستنباطا ...، مثل ،بل أضعاف ما كابده صاحبه ! هذا الجمال كله ، وهذه الطاقة البديعة في أبهى حللها ، تلتقط ، في هذه الأيام الروحانية ـ أيام عيد الفطر السعيد الذي يترقب فيه الصائم أن يقبل صيامه وقيامه ، وأن تكون زكاته طهرة لما يقع فيه الإنسان من لغو أورفث ، وهو صائم ـ أقول : هذه الطاقة البديعة تلتقط هذه الصور الماكرة ، وهذه المظاهر الخداعة ، وهذا النفاق الملتبس أو الصريح ... ! في حين أن الكون ، ياخليل أبي الطيب ، يعج بمظاهر وأسباب وأهل الخير والجمال والحب والبذل وغيرها من القيم الإسلامية الخالدة مابقي على وجه الأرض مسلم . وهي قد تتعايش ، كما هو معلوم ، في النفس الواحدة . واها لنفسي من جمع النقيض بها ×× نقيضه جمع تحريك وتسكين جنبا إلى جنب آلام أقطفها ×× قطف الجياع ، جني اللذات يزهوني وأركب الهول في ريعان مأمنة ×× حب الحياة بحب الموت يغريني هكذا رأى الشاعر محمد مهدي الجواهري الحياة . وهي بالتأكيد كذلك ، بشيء من قليل من الزيادة ،أو النقصان . وهكذا الانسان خير وشر ... صفو وكدرة ...هداية وحيرة . ندعو لأنفسنا بالهداية والصلاح والرشاد والحب ...ونعين غيرنا على بلوغ ما نحبه لأنفسنا . أوزار الأقنعة يتحملها أهلها ، والسرائر لها من يتكفل بتقدير النيات ، والجزاء عقابا أو ثوابا . من حقنا كقراء متتبعين ومعجبين بإبداعات خليل أبي الطيب ،أن ننتظر من هذا اليراع المبدع ، أن يواكب هذه الأجواء الروحانية الفريدة ، يساعدنا بطاقاته الإبداعية الهائلة على الاستمرار في تمثل أجواء شهر القرآن والمغفرة والعتق من النار ، حتى نصوم الست من شوال وننال أجرها إن شاء الله ، فيكون له أجر التوجيه بتوفيق من الله . يقيني تام ، أن أخانا ، خليل أبي الطيب ، أكثر إدراكا وإحاطة وفهما لهذه الخطرات التي سطرتها دون تبويب ولا ترتيب . وإنما أردت أن أهمس في أذنيه أن رفقا بإحساسك المرهف . وقانا الله وإياك شر الوقوع في أمثال هذه الحالات ، ويوم مبارك سعيد بإذن الله . *********************************** وجاء تعليقي على رد الناقد المبدع الطاهري كما يلي : 1- ....... " هذه الطاقة البديعة تلتقط هذه الصور الماكرة ، وهذه المظاهر الخداعة ، وهذا النفاق الملتبس أو الصريح ... ! في حين أن الكون ، ياخليل أبي الطيب ، يعج بمظاهر وأسباب وأهل الخير والجمال والحب والبذل وغيرها من القيم الإسلامية الخالدة مابقي على وجه الأرض مسلم . وهي قد تتعايش ، كما هو معلوم ، في النفس الواحدة ." أستاذي الفاضل ، أن تتعايش ، في النفس الإنسانية الواحدة ، صفات المكر والخداع والتدليس والنفاق ، إلى جانب قيم البذل والحب والجمال ...لا أعتقده مستساغا ولا منطقيا ، وإلا غلبت الطاقة السلبية الماكرة الطاقة الإيجابية الخامدة . ثم إن خوارم المروءة تغلب ، ظاهريا على الأقل ، ما تختزنه النفس البشرية من قيم الخير ما لم تطف على السطح سلوكا إنسانيا يوميا ، ومعاملة تُظهر معدنه وطينته وتترجم عقيدته ؛" ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك ".وقد صدق من قال : إن فعل رجل في ألف رجل **** خير من قول ألف رجل في رجل إذ بحسن المعاملة -المستنِدة إلى حسن الخلق-تستطيع أن تكسب - على الأقل - احترام الناس وإن لم تستطع تغيير سلوكهم ؛ فقد كان كفار قريش يودعون أماناتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من عدم إيمانهم به . لقد “جئتكم من عند خير الناس” : هكذا قال عوف بن الحارث المشرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الحديث" أن عوف بن الحارث كان ممن قاتل المسلمين مع قومه حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال:من يمنعك مني؟ قال صلى الله عليه وسلم : الله ، فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال له: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخِذ. قال: تشهد ألا إله إلا الله ؟ قال: لا ، ولكن أعاهدك على ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك ، فخلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله فجاء إلى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس ." وهو درس بليغ وحضاري في حسن الخلق ، وليس في النفاق وتقمص الأدوار ، وتغيير الأقنعة ، مهما كانت طموحاتنا . 2 - " من حقنا كقراء متتبعين ومعجبين بإبداعات خليل أبي الطيب ،أن ننتظر من هذا اليراع المبدع ، أن يواكب هذه الأجواء الروحانية الفريدة ، يساعدنا بطاقاته الإبداعية الهائلة على الاستمرار في تمثل أجواء شهر القرآن والمغفرة والعتق من النار ، حتى نصوم الست من شوال وننال أجرها إن شاء الله ، فيكون له أجر التوجيه بتوفيق من الله ." |
الساعة الآن 10:57 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd