عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-31, 10:41 رقم المشاركة : 1
ادريس مروان
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







ادريس مروان غير متواجد حالياً


opinion قيادة نظام تربوي فعال :ثقافة التقويم


قيادة نظام تربوي فعال :ثقافة التقويم

انطلاقا من المحورين – الفعالية و التنمية – يمكننا تكوين مرجعا للكفايات التي تساعد على الأنشطة التدبيرية , بطبيعة الحال من مسؤوليات رئيس المؤسسة التدبير المالي و الإداري , الحرص على مصلحة التلميذ و الأستاذ , الاعتناء بممتلكات المؤسسة , تدبير و تأمين الزمن المدرسي , له القدرة على التواصل و الحوار مع الجمعيات المهنية و المدنية و باقي الفاعلين التربويين و المتدخلين في الحقل التربوي و الآباء و السلطات المحلية ....
المهم أن تكون مهامه و مسؤولياته واضحة المعالم , طموحة و دائم البحث عن كل ما من شأنه إشاعة الحكامة و الشفافية و الديمقراطية داخل المؤسسة... خلق جو ملائم للعمل من خلال بناء علاقات إنسانية أساسها التدبير التشاركي و التواصل الاستراتيجي البناء ...
على المدير أن يتحلى بالشجاعة و الجرأة في التصدي للتحديات التي تواجهها المؤسسة, أن تكون له رغبة جامحة للقيام بدور رئيس المؤسسة يمارس القيادة بكل أريحية و اقتدار , فهو بمعنى آخر ذلك الحارس الأنيق , المحاسب , الكاتب , المخطط, الساهر على أمن و سلامة المؤسسة , رجل المطافئ و الطوارئ , هذه المهام التدبيرية ضرورية و لكن نجاعتها و فاعليتها رهين بحبكة المدير و مدى استفادته من التجربة و الخبرة التي راكمها خلال سنوات الممارسة و الاحتكاك بالزملاء ……..
رئيس المؤسسة يشرف على كل ما يسري بالحياة المدرسية , ويقوم بعملية التنسيق , إذا أردنا لمؤسساتنا التعليمية و خاصة العمومية النجاح و التطور و التجديد و الحيوية فيجب على الإدارة التربوية أن تعبئ طاقات المجتمع المدرسي للانخراط الكلي و التلقائي في كل الأنشطة .
تكوين رؤساء المؤسسات العمومية يجب أن يعتمد على مرجعيات ذات الصلة بالمسائل العملية و الإجرائية بالإدارة التربوية , الاعتماد على المقابلات الحوارية , القدرة على تنظيم الاجتماعات ,التواصل الاستراتيجي
لبناء علاقات مع المجتمع المدرسي سعيا وراء مصلحة المتعلمات و المتعلمين , هذا التكوين يجب أن يرمي, كما قال DAYET داييت سنة 1977 , يرمي بالدرجة الأولى إلى مد المديرين يكل الآليات الضرورية لجعلهم يمارسون مهنة الإدارة التربوية بكل احترافية ………
و للاشتغال باحترافية على رئيس المؤسسة :
" المشاركة و المساهمة في الحوارات الدائرة حول النظام التعليمي
" الإيمان بتطور مهنة التدريس و تغير النظام الداخلي للمؤسسة
" التحلي برؤية مستقبلية بعيدة المدى و بعيدا عن النظرة الآنية و المنفعية
تدبير الزمن المدرسي
وسيلة عمل لتحسين و تجويد تعلمات المتمدرسين
خلال السنوات الأخيرة و بالضبط مع ما كان يسمى بالبرنامج الاستعجالي , طلعت علينا مذكرتين وزاريتين , المذكرة 154 الخاصة بتأمين الزمن المدرسي و الثانية 122 الخاصة بتدبير الزمن المدرسي حرصا على عدم حرمان التلميذ من زمن تعلمه , و إعادة النظر في استعمال الزمن بالسلك الابتدائي بالمجالين القروي و الحضري بالدعوة لإلغاء ما يسمى بالمكيف أي تكييف استعمال الزمن مع خصوصية المنطقة القروية التلميذ لا يدرس إلا نصف يوم و حتى العطلة الأسبوعية تحدد تبعا للسوق الأسبوعي كل هذه الإجراءات من أجل الحد من ظاهرة الانقطاع و التسرب المدرسيين و تشجيع تمدرس الفتاة و كلنا نتذكر المداد الذي انساب حول هذه الإجراءات و كم من الأموال أهدرت في إطار المشروع النموذجي Projet pilote و برنامج الأولويات الاجتماعية و ذلك أواسط التسعينات و اليوم عند مستهل الموسم الدراسي 2012/2013 طلعت علينا المراسلة الوزارية 2/2156 التي تنص على توقيت جديد تخفيفا من الارهاق الذي يعانيه التلميذ طوال 4 ساعات و40 دقيقة أو أكثر و التخفيف من كتلة المحفظة التي تثقل كتف التلميذ …….. صحيح أننا نحبذ كل تغيير يحمل في طياته تطويرا للمردودية التربوية و يعمل على تأمين و ضمان الزمن المدرسي و لكن هل ماجاء في صلب هذه المذكرة من أهداف كفيلة للحد من هدر الزمن المدرسي …….
هل تساءلنا كما تساءل العديد من المدرسين حول المناهج و البرامج و مدى فعاليتها في المردودية التربوية, و كيف يمكن إدخال برامج طموحة في الأسبوع التربوي ... و هل تساءلنا مرة عن العلاقة و الرابطة بين الزمن المدرسي و التعلمات خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون من صعوبات.... و عن الهوة الشاسعة بين التلاميذ المتفوقين و الضعفاء....
و عندما يتعلق الأمر بالمدرس الذي عليه إدراج التوقيت الرسمي للبرامج في استعمال زمن القسم .... هل تساءلنا مرة هل له الكفاءة و القدرة للتأثير على نتائج تعلمات التلاميذ مع ضمان و تأمين تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات و المتعلمين و ذلك باحترام الزمن المخصص لكل حصة دراسية داخل القسم ...
هل تساءلنا يوما عن تجانس التعلمات و الفعالية التربوية , ففي بعض الدول يعتمد على توافق البرامج و المؤشرات الرسمية للتوقيت و هذا ينتج عنه تنوع في تدبير الزمن المدرسي , و أوضحت تجربة على عينة تتكون من 31 قسما لمستوى معين تمت ملاحظتها مدة أسبوعين و تبين أن الوقت المتاح أي الرسمي ( المدة المستغرقة بين وقت الدخول ووقت الخروج من الفصل الدراسي , تم بين الفترتين وقت انطلاق الأنشطة , وقت المرور من نشاط لآخر , و قت الراحة غير النظامية , فترة الاستراحة , وقت الاستراحة , و قت الاستعداد للخروج ... وغيرها من الفترات التي يهدر فيها الزمن المدرسي) و قد تم استنتاج أن متوسط هذه الأوقات التي تهدر هو 100 دقيقة .....
و أكد آرنو Arnoux سنة 2004 تنوع تدبير الزمن المدرسي عند ملاحظة 12 قسما لنفس المستوى مدة 5 أيام بالقسم , تمت ملاحظة المدة المستغرقة لتدريس مادة الرياضيات بالابتدائي تمدد على حساب المدة الزمنية المخصصة لتدريس اللغة الفرنسية ... و هي نفس الملاحظة التي أبداها أوبيري – مورلي Aubiret-Morlaix , أليس هذا زمن التلميذ الذي لا يعوض أبدا , أليس هذا الزمن ثمين من الحق التلميذ يجب الحرص أن يستفيد منه التلميذ بأكمله ...
أليس مكن الأجدر البحث عن حلول لتفادي الهدر الحقيقي للزمن المدرسي بتقليص الحصص الدراسية خاص بالابتدائي ....
أين تكمن أهمية الإدارة التربوية للمؤسسات الوطنية العمومية ؟_
يجب أن يكون من أولويات وزارة التربية الوطنية تحسين جودة أداء الإدارة التربوية , لأنها تلعب دورا محوريا و هي مفتاح قفل رفع مستوى المتعلمات و المتعلمين و الرفع من جودة التعلمات و ذلك من خلال تدخلها في تعبئة المدرسين و خلق جو داخل الوسط المدرسي عنوانه الانسجام و التفاهم و التواصل للدفع إلى الأمام بالحياة المدرسية..... فعالية الإدارة التربوية تتجلى أساسا في النجاعة و الأهلية و العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص داخل المؤسسة .
إن الدول تبحث عن ملائمة منظومتها التربوية مع حاجيات و متطلبات المجتمع المعاصر , مجموعة من الدول اتجهت نحو اللامركزية و اللاتركيز , وبهذا يتم توسيع الاستقلال الذاتي للمؤسسات التعليمية و في اتخاذ القرار و المبادرة و البحث عن النتائج الجيدة المساعدة على تجويد المردود التربوي بالمؤسسات التعليمية هذه الأخيرة تأخذ على عاتقها تحسين الأداء بالنسبة للتلاميذ و تؤمن جلب النفع للمتعلمين خاصة بالمؤسسات العمومية...
من هنا يتضح جليا أن مهمة الإدارة التربوية جسيمة ووازنة في تدبير الموارد المالية و البشرية و القيادة الحكيمة ... و ما نخشاه هو بقاء رجال الإدارة التربوية حبيسي النظرة التقليدية لتدبير و تسيير المؤسسة التعليمية العمومية, صحيح أن رؤساء المؤسسات أرهقتهم كثرة المهام و الأعباء , كثير منهم اقترب من سن التقاعد مقابل عزوف المدرسين الشباب عن تحمل مسؤولية الإدارة التربوية بالقطاع العمومي كيف لا و هم يرون و يعيشون عن قرب معاناة زملائهم المديرين الممارسين و بدون اعتراف .... و حتى أولئك الذين لهم رغبة الترشح لتحمل المسؤولية تراهم يترددون بسبب الإفراط في المهام و التكوينات التي لا تفي بحاجات المقبل على الإدارة التربوية و منظور الارتقاء بمهنة الإدارة جد محدود بالإضافة إلى عدم مواكبة و مصاحبة المديرين الجدد لتطوير أدائهم المهني و التعويض الهزيل مقابل أعباء مضنية و مرهقة......
على المسؤولين إيلاء هذه الفئة عناية خاصة من أجل تطوير الأداء المهني و تحسين أوضاعهم الاجتماعية, يمكن تعريف الإدارة التربوية من خلال وظائفها و نقول إنها عملية :
* تنسـيق: تحقق الانسجام بين صفوف مكونات المجتمع المدرسي
* التخطيط: التفكير في المستقبل ووضع الاستراتيجيات التي تمكن المدير من تحقيق الأهداف المنشودة ووضع جداول بأولويات العمل , تحديد المشكلات و العمل على حلها , ماذا نريد أن نعمل- ماهي الأهداف- ما هي الموارد المتاحة – الوقت المتاح – ما هي المعوقات المادية و البشرية , من خطة بسيطة و مدروسة يمكن أن يتغلب المدير على كل المعيقات ....
* التنظيم: توفير الوسائل المساعدة على تحقيق الأهداف , و تحديد المسؤوليات و المهام و توزيع الأعمال, تحقيق التوازن بين متطلبات و أهداف المدرسة و الإمكانات المتاحة
* التقويم : إصدار الأحكام و التعرف على القصور.
أكدت الأبحاث أنه يمكن لرؤساء المؤسسات التعليمية خلق الفارق في كفاءات المدرسين و التلاميذ كلما أحست هذه الفئة بالاستقلالية في اتخاذ القرار و بالرغبة الداخلية لممارسة المهنة...
تجريد المدير من إطار أستاذ التعليم مكلف بالإدارة و تمتيعه بإطار خاص يمنحه هامشا للبحث و الإبداع و الابتكار و اتخاذ القرار , إطار يسمح بتحديد المهام و المسؤوليات ...
لتأهيل الإدارة التربوية علينا السهر على :
- تحديد و توزيع الوظائف التربوية .
- تشجيع مهام المدير .
- تثبيت وظائف المدير .
- مواكبة مجالس المؤسسة في تأدية و تفعيل مهامها.
- استيعاب كفاءات الإدارة التربوية .
- ضمان التماسك و التلاحم بين مكونات المجتمع المدرسي.
- ضمان التنوع ليكون تكوين المدير ناجعا.
- احترافية و مهننة الانتقاء.
- تحسين الأوضاع الاجتماعية للمديرين.
- الاعتراف بالدور المهني و التنظيمي لرؤساء المؤسسات.

ادريس مروان
المدير التربوي لمؤسسة جون بول سارتر
للتعليم المدرسي الخصوصي
مديرية وادي الذهب
جهة الداخلة وادي الذهب





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2020-04-01 في 16:21.
    رد مع اقتباس