منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

سلام الله عليكم
القصة كنت حذفتها خطأ وقد حزنت لذلك ...وأنا أراجع مخطوطاتي وجدت مسودّة القصة وقررت أن أعيد نشرها للفائدة

دخل القرية ليلا،جلس بالقرب من بوابة المسجد بعد أن صلّى صلاة العشاء...
الكل يرقب الغريب بعين الريبة،لون بشرته ولكنته تدلّ على أنّه من الجنوب المغربي..
استضافة إمام المسجد وأحسن وفادته،.في الصباح الباكر استيقظ الضيف وصاحب الإمام الى المسجد وصلى الصبح مع الجماعة وشكر الله ..
إستأجره أحد أعيان القرية ،فكان نعم الرجل القوي المُجدّ .
في بقعة خالية لا يملكها أحد،وعن طريق العمل الجماعي /التويزة/بُنيّ له بيتا من التراب والتبن وجدوع أشجار الكلبتوس...فرح الرجل وحمد الله على فضله وإحسانه...
أحسن القوم وفادته وأحبوه وزوجوه بإحدى بنات القرية .رغم فقر الرجل كان يساعد الناس ،يتصدق بما رزقه الله ولا يبالي ...
وتمرّ السنون ،أصبح الرجل كهلا ،يقضي أوقات فراغه بالمسجد في قراءة القرآن الكريم ...
سأله الإمام :لِمَ لا تشارك في قرعة الحج يا فلان؟
فأجابه وفي حلقه غُصّة:اللهم أرزقنا من حيث لا نحتسب .
أجابه الإمام:ونعم بالله ..
الفكرة لم تفارق باله لأيام...فشارك في القرعة كباقي ميسوري القرية ...
ومن حسن الصدف كان من المحظوظين وفاز بالقرعة ...حمد الله وشكره ..
جاءه أحد الأغنياء من الذين لم يسعفهم الحظ في القرعة وقال له:
ـ يا فلان، من أين لك أن تؤدي واجب الحج؟
أجابه:إن الله أستجاب لدعائي ويسّر لي أمري بأن أزور الكعبة المشرفة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلّم وليس أنت!
حان وقت أداء مصاريف الحج ...الأمر ليس بالسهل ،آلاف الداهم ..
في اليوم الموالي ،سمع الباب يقرع فخرج يهرول ،رجلان غريبان أحدهما خليجي عرفه من هندامه والآخر مغربي طاعن في السن..
ـ ألم تعرفني يا لحسن؟
ـ لا أظن أنني أعرفك .
فأجابه :أنا ابن عمّك يوسف .
أكرم وفادتهما وفرح بزيارة ابن عمّه بعد فراق طويل.وسأله عن باقي أفراد أسرته بالجنوب المغربي ...
ـ من يكون هذا الرجل؟
ـ إنه رجل من الكويت إشترى أرض جدّنا الموجودة على جنب الواحة ...الكل أخذ نصيبه إلاّ أنت...!
ما عليك إلاّ أن توقّع وتأخذ نصيبك ....
ـاسمع يا ابن العمّ أحتاج فقط مصاريف الحج وما دونه فهو لكم ....
وبعد موسم الحج عاد الحاج لحسن فوجد بيته تهدّم وبنيّ مكانه منزلا عصريا مؤثتا بجميع لوازم البيت وفي استقباله بعض افراد عائلته وعلى رأسهم ابن عمّه يوسف ....

بقلم :أحمد خوية