عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-10, 21:35 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: من روّاد القصة العربية: محمود تيمور بين الرومانسية والواقعية١894-١٩٧٣


في القصة القصيرة بالمغرب


خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، برزت لدى الحركة الوطنية كثير من المواهب و الإبداعات الفكرية و الأدبية منحت للمغاربة حماسا جديدا و آمالا كبيرة في المستقبل. و قد برزت القصة القصيرة بالمغرب إلى الوجود في العقد الرابع من القرن السابق، إذ أنها تعتبر من الأجناس الأدبية الجديدة، و فيما يلي السر في تأخر ظهور الفن القصصي بالمغرب.
لم يكن فن القصة القصيرة بالمشرق -الذي يعدّ المصدر الأوّل لنشأة القصة القصيرة بالمغرب- قد وصل إلى النضج الكافي و المستوى الجيّد القادر على التأثير...
و نذكر إلى جانب ذلك أن التعليم العربي الإسلامي هو الذي كان سائدا إلى ما بعد الحرب الأولى. وكان الأدباء يميلون كثيرا إلى الأدب العربي القديم، على حساب الفنون الأدبية الجديدة التي لم تحظى بالاهتمام، فلم تعرف إلاّ المحاولات الفاشلة في القصّة القصيرة.
و يضيف الأستاذ عبد الكريم غلاّب أنّ التخلّف الثّقافي و الكبت الإستعماري يعتبران من معوقات النشوء المبكر للفن القصصي، لأنّهما لم يتيحا مجالا لازدهار الأدب في المغرب...
و تجدر الإشارة إلى أن الفن القصصي بالمغرب اعتمد بداية على تقليد و نسخ سطحيين و سادجين لما أبدع بالمشرق العربي. و قد مرّ كتّابنا بمرحلة تجريبية مليئة بالأخطاء و العثرات، لينتقلوا بعد ذلك إلى أحضان الفنّ القصصي الصّحيح و المتماسك.
و قد كان للصحافة دور أساسي في تطور الأسلوب النثري عامّة، و في نشأة القصة القصيرة على وجه الخصوص. و تطرقت الصحف خلال الإستعمار الفرنسي إلى مواضيع اجتماعية و سياسية بأسلوب سهل بعيد عن التعقيد، قريب من أذهان الناس، و ذلك رغبة في إفهام القرّاء و تبليغهم الفكرة و الواقع. فكان من أهمّ الوسائل لاجتذاب القرّاء هو تقديم رواية مُسلسلة تسعى إلى تسليتهم... و إذا كانت هته القصص لا تتوفّر على خصائص الفن القصصي، فإنّها وجّهت الأنظار و المواهب و لعبت دورا في ظهور نوع جديد من الأجناس الأدبية: القصة القصيرة. و كان ذلك بداية ظهور ما يسمّى بـ "المقالة القصصيّة".
و من جهة أخرى، نذكر أن نشأة و تطوّر الفنّ القصصي بالمغرب هو نتيجة اللقاء المباشر و غير المباشر بالثّقافة المشرقية، بل بالثّقافة الغربيّة أيضا، حيث أنّ الأدب المغربي استفاد كثيرا من نماذج القصة الفرنسية و الإنجليزية؛ و ذلك هو ما يبرزه المستوى العالي للقصة المغربية المكتوبة بالفرنسية.


خصائص القصة القصيرة المغربية
أصبحت القصة القصيرة منذ أوائل هذا القرن فنّا له أصوله و قواعده و عناصره الفنّيّة و المضمونيّة و طرق التعبير التي تميّزه عن بقيّة الفنون الأدبيّة. و ذلك بمتابة السّمات العامّة التي يحرص عليها الأدباء من أجل خلق نصّ متكامل. لكنّ هذه المقاييس لم تكد تستقرّ يوما.. إذ هي دائمة التبدل لِما يضيفه كل مبدع من عناصر و أنواعا لم تكن موجودة فيه، لتجعل هذا الفنّ يعرف تطورا متزايدا.
و من المقاييس الأساسية و المفاهيم الدّقيقة التي استخلصها النقاد من قصص رواد هذا الفنّ:
أن تتّصل تفاصيل الخبر و أجزاؤه من أجل توفير الوحدة الفنّيّة للعمل القصصي.
أن يكون ذا بداية و وسط أو عقدة و نهاية أو لحظة تنوير.
الشخصيّات: عدم التفرقة بينها و بين الحدث، "لأنّ الحدث هو الشّخصية".
لحظة التنوير: النقطة التي تتجمع فيها و تنتهي إليها خيوط الحدث كلّها فيكسب الحدث معناه المحدّد.
نسيج القصّة: اللغة، الحوار، الوصف، السّرد و مختلف العناصر التي تتفاعل فيما بينها لكي تجسم الحدث و تحرّكه.
و لكن الأقصوصة المغربيّة ستعرف تطوّرا جرّاء تأثّرها و اتّصالها بالإنتاج القصصي الغربي. و ستظهر تقنيّة قصصية حديثة إذ سيطرأ تغيّر كبير على البناء القصصي و سيمسّ التجديد الأسلوب و طرق الأدباء من تداخل للأزمـنة و تعدّد مستويات الفهم و البناء، و استعمال أسلوب التّداعي و الحوار الدّاخلي و الإتّجاه إلى الرّمز بدلا من التصريح و التعبير المباشر. و يأتي هذا التّحوّل بتغيّر للمضمون ليواكب تحوّل البنيات الاجتماعيّة. ويمكن تلخيص التغيّرات التي شهدها فن القصة فيما يلي:
تحطيم الأقانيم الثلاثة: البداية، العقدة و النهاية.
الحدث أصبح مشتّتا و تركيبيا.
اقتراب لغة القصة من اللغة الشعرية ذات الايحاءات و الدّلالة القوية.
استبطان الشخصية من الدّاخل و وصف الجوّ أو الموقف، بدلا من السّرد التقليدي.
ارتباك التسلسل الزّمني






    رد مع اقتباس