عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-06-05, 00:51 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم


الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى :«وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :«إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
الناظر في سيرة سيد الخلق أجمعين يرى أنه صلى الله عليه وسلم أتسم بالعديد من الصفات والشمائل العظيمة فعرف بصدقهِ وأمانته، وحكمته، وسَعَةِ عَقْلِهِ، وشجاعته وكان يصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق كما كان أصدقَ الناسِ حتى لقَّبَهُ الجميعُ بالصادِقِ الأمين، وحدث أن لقي أحدُ المشركين أبا جهلٍ فقال له: إنه ليس هنا إلا أنا وأنت فأخبرني: هل محمدٌ كاذبٌ أم صادقٌ؟ قال أبو جهل: لا ما كذبَ محمدٌ قط. لقد كان صلى الله عليه وسلم بليغَ الحكمةِ واسعَ العقلِ حليماً صابراً يعفو عمن ظَلَمَهُ ويُعْطي مَنْ حَرَمَه، ويَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ، فقد أَدَّبَه ربُّه سبحانه وتعالى بقوله: «خُذِ العَفْوَ وَامُرْ بالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلينَ» فسأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن تأويلها فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تصلَ من قطعَكَ وتعطيَ من حرمَكَ وتعفوَ عَمَّنْ ظلَمَكَ، وقال له: «وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِن عَزْمِ الأُمُورِ». عرف التاريخ الكثير من العظماء الذين اتصفوا بالحلم والكرم والشهامة والمروءة والشجاعة فما أحد من هؤلاء إلا عرفت عنه زلة وسقطة، وحفظت عنه هفوة، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فكل الكمالاتِ نبعت من ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم، فلا يزداد مع كثرة الإيذاء إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان خُلُقُهُ القرآن»، ومن عظيم حلمه ما فعل به مشركو مكة المكرمة في غزوة أُحدٍ من كسرِ رباعيته صلى الله عليه وسلم وشجِّ وجهِهِ الشريفِ قال له أصحابه: لو دعوتَ عليهم يا رسولَ الله فقال: «إني لم أُبْعَثْ لَعَّاناً، ولكني بُعِثْتُ داعياً ورحمةً ثم قال: اللهم اغفرْ لقومي فإنَّهمْ لا يعلمون»، وبعد كل هذا نرى ما فعله صلى الله عليه وسلم مع مشركي قريش الذين آذوه واستهزؤوا به بل وأخرجوه هو وأصحابه من ديارهم وأموالهم، ثم لما فتح الله عليه مكةَ المكرمة عفا وصفَحَ وقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟» قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». وأما جوده وكرمه، وسخاؤه وسماحته، فكان عليه الصلاة والسلام لا يُجَارَى في هذه الأخلاق الكريمة، ولا يُبارى، وصَفَهُ بها كلُّ من عرفَهُ من أصحابه، قال جابر بن عبد الله: ما سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال لا، وقال ابن عباس: كان أجودَ الناسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ، حين يلقاه جبريلُ فيدارسُهُ القرآنَ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريحِ المرسلةِ، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه-:«سأل رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم غنماً ملأت بين جبليْنِ فأعطاهُ إياها، فذهب إلى قومه فقال: يا قومُ اسمعوا فو الله إن محمداً ليُعْطِي عطاءَ مَن لا يخشى الفقرَ». وأما شجاعته في الحرب، وبطولتُهُ إذا اشتَدَّ الباسُ، فقد حضرَ المواقفَ الصعبةَ كلَّها وفرَّ الكماةُ والأبطالُ عنه غيرَ مرةٍ، وهو ثابتٌ لا يبرَحُ، ومقبلٌ لا مدبر ولا يتزحزح، قال سيدُنا عليٌّ كرم الله وجهه - إنا كنا إذا اشتد الباسُ، وحمي الوطيسُ واحمرت الحدق، اتقينا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحدٌ أقربَ من العدو منه، ولقد رأيتُني يومَ بدرٍ ونحن نلوذُ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربُنا إلى العدوِّ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً. وقال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجعَ الناسِ وأحسنَ وأجودَ الناسِ لقد فَزِعَ أهلُ المدينةِ ليلةً فانطلق ناسٌ قِبَلَ الصوتِ، فتلقاهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت، واستبرأ الخبر على فرسٍ عُرْيٍ لأبي طلحةَ والسيفُ في عُنُقِهِ، وهو يقول: «لن تُراعوا لن تُراعوا». وأما عدلُهُ في حكمِهِ، فكان صلى الله عليه وسلم لا تأخذُهُ في الحق لومةُ لائمٍ، ولا يَثْنيهِ عن تنفيذِ حكمِ اللهِ أحبُّ الناسِ إليْهِ، ولما شَفَعَ أسامةُ بنُ زيدٍ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنُ حِبِّهِ في المرأةِ المخزوميةِ التي سرَقَتْ وأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقطعِ يدِها، قال لأسامةَ: «أتشفعُ في حدٍ من حدودِ اللهِ، ثم قامَ خطيباً وقال: إنما أهلَكَ الذين قبلَكُمْ أنَّهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه وإذا سرقَ فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليْهِ الحدَّ، وأيمُ اللهِ لو أَنَّ فاطمةَ ابنةَ محمدٍ سرقَتْ لقطعتُ يدها».






    رد مع اقتباس