عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-14, 21:32 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: اللغة العربية عظمة وثراء وخلود


من غريب العجائب وعجيب الغرائب أن بعض المستشرقين يزعمون تخرصا و إفتراء أن في كلام العرب حشوا وفضولا ،
إلا أن الأمر جد يسير لمن ينظر إلي اللغة العربية بعين مجردة بصيرة ، وفكر عاقل سليم ، وقلب خال من الحسد والكراهية ، فضلا عن اللجاج والمغالطة ،،
ولكن ،، يعوزه أمر لازم ،، وهو ما يفتقده المغالطون الحاقدون الشانئون ،
إنهم يفتقدون الحس والذوق العربي الأصيل .
قيل لأبي العباس المبرد رحمه الله تعالي :
إن في كلام العرب حشوا ، فإنهم يقولون : عبد الله قائم ،
ثم يقولون :إن عبد الله قائم ،
ثم يقولون : إن عبد الله لقائم ،،،
فالألفاظ متكررة ، والمعني واحد .
فقال رحمه الله : بل المعاني مختلفة ،،
فقولهم : عبد الله قائم ،،، إخبار عن قيامه ،
وقولهم : إن عبد الله قائم ،،، جواب عن سؤال سائل ،
وقولهم : إن عبد الله لقائم ،،، رد علي منكر . آهـ

وإذن فنحن أمام ميزة من ميزات لغتنا العربية العظمى ، لاتقل شأنا عن غيرها من الميزات الأخري الكثيرة المتنوعة ، والتي تتضافر جميعا ، لتجسد لنا قبل غيرنا العظمة والثراء والخلود ،
دقة في التعبير ، بقليل من الإضافات اليسيرة إلي نفس الألفاظ ، لتكون النتيجة إصابة المعني الدقيق ،،
وهو علي غير ما يزعمه افتراء ، ويتشدق به جهلا ، مرضي العقول والأنفس والبصائر .
ولله درُّ القائل :
صُوَرُ العَمي شَتَّي وأَقبحُها إذا *** نَظَرَتْ بغيرِ عُيونِها الهامُ
ورحم الله البوصيري إذ قال :
قَد تُنكرُ العَينُ ضوءَ الشَّمْسِ مِن رمدٍ *** ويُنكرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ من سَقَمِ

ولعل كلمة عربية تأتي بصيغة الماضي تارة ، وتأتى بصيغة المستقبل تارة أخري ،، فيختلف البيان ،،
مثال ذلك :
كلمة ( ما أدراك ) ،، وكلمة ( ما يدريك ) ،،
يقال : ( ما أدراك ) ، ( من أدراك ) ،، بصيغة الماضي ، فيما يحتاج إلي بيان ،،
وقد ورد ذلك في القرآن الكريم ،، وعقب بعدها بالبيان ،،
قال تعالي :
{ وما أدراك ماهيه ، نار حامية } . القارعة 11
ويقال : ( ما يدريك ) ، ( من يدريك ) ،، بصيغة المستقبل ، فيما لابيان له ،،
وقد ورد ذلك في القرآن الكريم ،،
قال تعالي :
{ وما يدريك لعل الساعة قريب } . الشوري 17

ولنذهب إلي ميزة الإعراب في لغتنا العربية ،،،
فمع شيوع أنواع من الإعراب في بعض اللغات الهندية الجرمانية كاللاتينية وبعض اللغات السامية كالعبرية والحبشية ، وبعض اللغات القديمة المهجورة كاللغة المصرية في عهد الفراعنة ،، تجد أنه لايزيد عن إلحاق طائفة من الأسماء والأفعال ، بعلامات الجمع والإفراد ، أو علامات التذكير والتأنيث ،
إلا أنه في لغتنا العربية أمر واف ، يعمّ أقسام الكلام أسماء ، وأفعالا ، وحروفا ،، حيثما وقعت بمعانيها من الجمل والعبارات .

ولنذهب إلي ما في الإملاء العربي إذا ما قيس بالإملاء في كثير من اللغات الأخري كالإنجليزية مثلا ، فهو في لغتنا العربية غالب الإطراد ، قليل الشذوذ ، سهل الفهم ، محدود الصعوبات ، مضبوط القواعد .
علي أنه من الجدير بالذكر أن الإملاء في العربية من حيث الدلالة ينقسم إلي قسمين :
فهو من حيث دلالة الحروف علي الألفاظ يمثل فرعا من فروع العربية ،
وهو من حيث حصول نقش الحروف بالآلة يمثل علم الخط بأنواعه المعروفة .
ومن نافلة القول هنا بمناسبة علم الخط إيراد لطيفة لا غضاضة من ذكرها ،،
قالوا قديما :
إذا أردتَ أن تَحظَي بِحُسـنِ كِتابةٍ *** ومَرتَبـةٍ في العَالمِيـنَ تزيــنُ
تَخَيَّـرْ ثـلاثــا واعتَمِدْهـــا فإنَّهــــا *** عَلي بَهجةِ الخَطِّ المَليحِ تُعينُ
مِدادا وطرسـا مُحكمــاً ويَراعــــةً *** إذا اجتمعـتْ قَـرَّتْ بها عيـونُ
ولابدَّ من شَيــخٍ يُريكَ شُخوصَهــا *** يسـاعدُ في إرشــادها ويعيـنُ
ومن ليس له شَيــخٌ وعَاشَ بِعَقلِهِ *** فَـذاكَ هَبــاءٌ عقـلُهُ وجنــــونُ
وإذن ،،،
فلنا أن نردد دائما بلسان العزة والفخار :


اللغة العربية عظمة وثراء وخلود .








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس