عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-08, 15:25 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الإيجابية روح الإسلام وجوهره



الإيجابية الشعائرية في الإسلام


الإيجابية الشعائرية في الإسلام تقترن بالإيجابية الدينية والدنيوية عامة، بل هي جزء منها، جزء من كل، وهي عدّة إيجابيات تراكمية نظرية وعملية بكثرة العبادات والمعاملات وسائر مبادرات المسلم طيلة حياته إلى غاية مماته،

وفي الإسلام العبادة والمعاملة الحسنة وفعل الخير وطلبه والتضحية في سبيله كل ذلك من الشعائر الإسلامية الإيجابية، فالنية الطيبة الخيّرة الصادقة شعيرة إيجابية، ومن همّ بسيئة ولم يفعلها ابتغاء وجه الله شعيرة إيجابية، والصلاة على وقتها شعيرة إيجابية، وأداء الزكاة شعيرة إيجابية، وصوم رمضان توبة وإيمانا واحتسابا وغفرانا شعيرة إيجابية، وشهر رمضان فرصة ومناسبة ومدرسة تمارس وفيها كل الشعائر الإيجابية فينجح الإيجابيون ويرسب غيرهم، وإتقان العمل شعيرة إيجابية، وإماطة الأذى عن الطريق شعيرة إيجابية، وكل عبادة أو معاملة المراد منها التقرب إلى الله فهو شعيرة إيجابية، لأنها تدفع ضررا وتجلب نفعا عاجلا أم آجلا.


الإيجابية والنية


ما يتفرد به الإسلام ولا يوجد في غيره من الملل والنحل اعتبار النية في الفعل الإنساني، فالنية الخيّرة خيّر صاحبها تحقق الفعل أو لم يتحقق في الواقع، والنية الشريرة عند دوامها شرير صاحبها وقع الفعل أو لم يقع في الواقع، وتبقى النية هي الأصل في الأعمال باعتبارها جهدا إنسانيا داخليا يكون دوما وراء الفعل في إيجابيته أو في سلبيته، فالعبادة في بدايتها الأولى تبدأ من النية والمعاملة في مصدرها الابتدائي تصدر من النية وأي شعيرة من الشعائر في منطلقها تنطلق من النية،

وتكون النوايا في الإسلام خارج الشعائر إن كانت سيئة يسيطر عليها المكر والخبث والانتقام والتصميم على الشر والإصرار على الاستمرار عليه، وتدخل في سياق الشعائر الإسلامية سائر النوايا الطيبة الخالصة في الخيرية وفي الإيجابية سواء ارتبطت بالبت في الأعمال وتنفيذها أو لم ترتبط بذلك، ويكفي المسلم الملتزم إيجابية وطيبة وخيرية تغيير المنكر بقلبه إذا عجز عن تغييره باليد وباللّسان، ويكفي المسلم الملتزم إيجابية نيله الأجر والثواب من ربه بمجرد تفكيره في الخير والقصد إليه دون أن يبلّغه الله إيّاه عملا أو حتى قولا.


الإيجابية والفطرة


إنّ الجبلة التي جبل عليها الإنسان، وصبغة الله فيه التي لا تتبدل ولا تتحول توجُهُه الطبيعي نحو الخير ونفوره الفطري من الشر وفي هذا الإيجابية فطرة تقوم في الأساس والمنطلق، فهو يثني على أدائه الشعائر في العبادات وفي المعاملات ويطمئن لذلك من خلال مونولوغ ذاتي داخلي تحركه النفس المطمئنة فينطلق محققا فطرة التوحيد ومثبتا قطعا وجزما الوحدانية الإلوهية والربوبية لله وحده دون غيره، وهو يذم ويقدح في شخصه ضمن محاورة داخلية تضطلع بها النفس اللّوامة إهماله لواجباته نحو وجوده الفردي والاجتماعي والأممي والإنساني ونحو خالقه الذي بيده كل شيء في عالم الحياة وفي عالم ما بعد الموت، وكذلك عند الضعف والزلل وارتكاب الجرائم بتحريك النفس الأمارة بالسوء، إذ تنبري الذات لنفسها فيطالها الندم والبكاء وتتجه صوب التوبة، وفي هذا أوبة إيجابية في اتجاه الإيجابية والخيرية التي هي فطرة الإنسان وليست دخيلة على الوجود الإنساني، ويستمر الصراع وتكون الغلبة دوما عند ذي العقل الراجح والتربية السليمة والضمير الحيّ للإيجابية المؤدية إلى الاطمئنان للشعائر الإيجابية في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق، الشعائر الإسلامية الدينية والدنيوية الإيجابية التي تضمن زاد الرضا على الأنا الذي هو مفتاح الأمان والارتياح والطمأنينة في العالم الذاتي الفردي عند الخلوة وفي غيرها،

وتحقق هذه الشعائر شروط ولوازم الاستقامة في الفكر والاعتدال في السلوك وتؤسس للروابط الاجتماعية والإنسانية الإيجابية من تواصل وحوار وتعايش وتسامح تضمن التزود بمستلزمات الرضا المتبادل بين الناس المبني على القناعة الذاتية بصدق النية وصلابة الأساس وقوّة المصدر وسلامة المنهج واستقامة النظر والعمل وعلو الهمّة والشأن والمنزلة عند العليّ القدير.

الإيجابية في العبادات والمعاملات

من مميزات الإسلام ومن إيجابيته فيه العبادة والصلاة مثلا، شعيرة إيجابية، وطلب العلم فريضة على المسلم والمسلمة وهو شعيرة إيجابية، وفلاحة الأرض ورعي الأنعام واستخراج النفط والمتاجرة به كل هذا شعائر إيجابية تتساوى في خيريتها وإيجابيتها، ففي الإسلام الدين المعاملة، ولا رهبانية في الإسلام، والإسلام دين ودولة، هذه الإيجابية الفطرية في العبادة والمعاملة، في الدين والدنيا تقتضيها الحياة ويتطلبها التوازن المطلوب في الحياة، حيث لا قوامة للوجود الإنساني في الحياة في غياب الضروريات من أمن وغذاء وإيواء وكساء، ولا يستقر التواصل بين العبد وخالقه في غياب استقرار الوجود الإنساني، فالقوامة الإيمانية التعبدية تشترط القوامة الوجودية الإنسانية، والقوامة الوجودية الإنسانية تشترط الحركة الفكرية بحثا وعلما وثقافة والحركة المادية تغييرا وإنتاجا وصناعة، كل هذا في إطار الحراك الإنساني الفردي والاجتماعي نحو الحضارة والاستئناف الحضاري بعيدا عن السكون والضعف والتخلف والانحطاط وهي مظاهر السلبية التي تتنافى مع
الإيجابية الإسلامية في العقيدة والشريعة والأخلاق والآداب وفي سائر جوانب الحياة.

تمثل الحركة في الفكر والسلوك، في التوجه إلى الدنيا أو في الاتجاه صوب العالم الآخر مبدءا ثابتا وراسخا ، حركة الذات شعورا وفكرا وسلوكا عاما، وحركة الوجود الطبيعي استغلالا واستثمارا وتسخيرا، وحركة الوجود الإنساني الاجتماعي والفردي اجتهادا وتغييرا وتوازنا، وكل هذا يجري في إطار السنن الكونية الإلهية يتوق إلى الالتحام بها ويعمل على موائمتها ويسعى إلى التمرد عن كل ما لا يوافقها، لأن اعتبارها ضمان للإيجابية الإيمانية وللإيجابية الشرعية وللإيجابية العقدية وللإيجابية الأخلاقية، وكل هذا مصدره الحركة الإيجابية العلوية التي أودعها الله في مخلوقاته.

الإيجابية والعقيدة الإسلامية السليمة
يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس