عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-08, 14:16 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 الإيجابية روح الإسلام وجوهره



الإيجابية روح الإسلام وجوهره





الدكتور جيلالي بوبكر

تبرز قوّة الإسلام الإيجابية ومصداقيته ويظهر منهجه الكامل وتتجلى روحه المتوازنة في الشرائع والشعائر، وفي الأخلاق والمعاملات وفي سائر أوامره ونواهيه، ولما له من مرجعيات علمية وفكرية عقائدية وشعائرية وأخلاقية ثبّتها أهل الذكر والراسخون في العلم ضمن سياق مفتوح على التغيير والتجديد من غير مغالاة وفي حدود ثوابت بعيدة عن الإطلاق، وهي مرجعيات تفتقر إليها المسيحية الظاهر زيفها واليهودية البيّن عقمها ومكر أصحابها.

وتتجسد قوّة التوازن الإسلامي الديني والدنيوي في المبادئ والمنطلقات المتسمة بالمنعة وديمومة الصلاحية ، وفي طيب ونجاعة الوسائل والإمكانات التي أتاحها الله لعباده وأتاح لهم إمكانية الزلل والرجوع إليه فيكون أحنّ عليهم من الوالدة برضيعها، ويتحقق بقوة عجيبة اعتدال الذات الإسلامية روحا ومادة في مقابل الاختلال والعفن في غيرها بواسطة الغائية الإسلامية المبني عليها الفعل المقاصدي نظرا وعملا.


كانت للعلماء بصمتهم في تجميع وترتيب عناصر المنظومة المقاصدية في بنية بلغت من الإحكام والدقة ما لم تشهده منظومة تشريعية على مرّ التاريخ،

والبنية المقاصدية الإسلامية هي ذات تأصيل إسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتأسيس علمي اجتهادي تكونت في سياق تاريخي يرتبط بالزمان والمكان، بما في الزمان والمكان من جزئيات وتغيرات تناسب هذا السياق التاريخي دون غيره، ففيها ما اخترقت فعاليته حدود الزمان والمكان، وفيها ما فقد صلاحيته وأصبح جزء من الماضي، الأمر الداعي إلى بذل الوسع باستمرار فيما فيه خير الإنسان في الدين والدنيا، وللتأكيد الإسلامي على ضرورة مجابهة سائر التطورات والتحديات والمشكلات التي تعرفها الحياة مجابهة إيجابية، وضرورة الاضطلاع بمهام وواجبات البناء الحضاري واستئنافه.


الإيجابية أو الخيرية

كل ما يجلب النفع ويبعد الضرر في الفكر والقول والعمل-
محمدة من المحامد تقوم عليها المنظومة الأخلاقية الإسلامية، تجسدت هذه الإيجابية الأخلاقية في الأنموذج النبوي، وفي الاقتداء والتأسي به إلى يوم الدين، وهو أنموذج رباني تكوينا وبنية، فكان الأنموذج قرآنا يمشي على الأرض، وكانت نبوة تتفاعل مع الواقع بفعل السماء من خلال مقتضيات التنزيل في الواقع وبواسطة الناسخ والمنسوخ وغيره، فجاءت أحكام القرآن تقبل الواقع تارة وتعترض علية تارة أخرى، وفق ما تتطلبه الفطرة البشرية ويستلزمه الحال والمقال ويفرضه المنطق السليم من تدرج ومرحلية وتأني في تغيير الأوضاع من السلب إلى الإيجاب، والخروج بالإنسان من ظلام الجهل والكفر والنفاق والرذيلة إلى نور العلم - خير الناس من تعلم العلم وعلمه، العلم الديني والعلم الدنيوي- والتوحيد والصدق والفضيلة،

وإذا اشتد عود الإنسانية أخلاقيا وأدبيا بفعل عمليتي التحسين والتقبيح العقليتين من دون الهدي الإلهي فإن ذلك جاء مشوبا بالاختلالات والنقائص وسبب مخاطر كثيرة ، الأمر الذي دعا إلى إتمام مكارم الأخلاق، وإلى التوحيد بين إيجابية الهدي الإلهي المطلقة وخيرية الأخلاقية البشرية العقلية النسبية في جو استمرار وديمومة صلاحية مكارم الأخلاق في كل الأمصار والعصور واستقلاها عن الأعراف والعادات والتقاليد التي تتعدد وتتنوع وتتباين بتعدد وتنوع وتباين ظروف الناس وأوضاعهم المختلفة، وتبقى قاعدة جلب الخير ودفع الشر هي المحك والمقياس لكل فعل أخلاقي إسلامي تستمد منها الروح الإسلامية إيجابيتها الأخلاقية والأدبية.


الإسلام في مبدئه وروحه ومنتهاه براء من الفصل بين القيصرية والإلوهية، وبين الديني والدنيوي، على عكس ما نجده في العقائد والتيارات الفكرية والفلسفية وغيرها التي تبيح لنفسها التورط في التجاهل والتعالم ونكران الحق وحرب الله بتشويه خلقه والإساءة إلى خُلقه، فالإنسان لم يختر خلقه ووجوده ولا اسمه ولا المكان الذي وجد فيه ولا النعم التي ينعم بها ولا النقم التي تحل به، ولم يختر مستقبله في الدنيا ولا مآله بعد الموت، أمام هذه الحال فالإنسان مفطور من فاطر السموات والأرض ببنية بشرية آدمية متفردة ليس كمثلها شيء على وجه الأرض، فهي تخرج إلى الحياة الدنيا أضعف كائن وبعد فترة تصير أقوى مخلوق كائنا ما كان، لما ناله الوجود الإنساني من التكريم والتفضيل داخل الكون اللامتناهي صغرا وكبرا وعظمة من العظيم في الذات والصفات والأفعال، القائم بالربوبية والجدير بالعبودية في منتهى إيجابيتها،

فالعبودية في الإسلام إلزام وعهد مقطوع بين العبد وخالقه لا ينقضي، والإسلام رباط بين المخلوق والخالق لا ينفك، فلا سبيل إلى الردة بمبرر حرية المعتقد فيظل الإنسان مسلما ويمسي كافرا، وما دام الخالق الرازق أوجد الإنسان بروح وببدن ليس للإنسان أثر في ذلك، وما دام للروح مغذياتها وللبدن مغذياته في وضع مركب معقد متكامل من صنع صانع فوق الإنسان وفوق العالم الذي يعيش فيه الإنسان، الصانع أدرى بمصنوعاته وبما تحتاجه فشرّع الشرائع لحكم يعلمها هو والراسخون في العلم، حكم جمعت بين المبدأ والمعاد، بين عالم الدنيا والعالم الآخر، بين المادة والروح، بين الديني والدنيوي، بين العبادة والمعاملة، بين الفرد والمجتمع، بين الأرض والسماء، بين الله والإنسان، بين الأعلى والأدنى، بين النص والواقع، بين جميع جوانب ومكونات حياة الإنسان في تناغم وانسجام وتكامل ووئام، المبتغى في ذلك تحقيق المشيئة الإلهية وتجسيدها على الأرض، وضمان الربوبية والإلوهية والوحدانية والعبودية لله وحده بكامل إيجابيتها على نحو تتحقق فيه الإيجابية على العبد وعلى أقرانه وبيئته وعلى معبوده وهو غني عن العالمين.






الإيجابية الشعائرية في الإسلام
يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس