عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-22, 07:11 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي قضايا تربوية معاصرة


قضايا تربوية معاصرة

يرى بعض الآباء والمعلمين أن أطفال اليوم يتميزون بأنهم أكثر صعوبة وأشد عنادا من أطفال الأمس. وما أكثر عبارات الدهشـة والاسـتغراب التي ننطقها عندما نلحظ ذلك التباين فنقول: «رحم الله أيام زمان» ولله دره من جيل، وأي جيل وأي زمن، وجيل آخر زمان! ويمكننـا في إطار هـذه الرؤية أن نطرح تسـاؤلات ترتسم بشأنها الحيرة عـلى الوجوه: لماذا يتباين أطفال اليوم عن أطفال الأمس في طبيعـة سـلوكهم وفي أنماط اسـتجاباتهم؟ لمـاذا يميلون إلى العنف والمشاكسة وكثرة الأسئلة؟ وأخيرا لماذا يميلون إلى رفض بعض القيم والمبادئ والتصورات التي تعلمناها؟ ولا نملك في نهاية الأمر إجابة على هذه الأسئلة سوى مشاعر الحزن والأسف على أيام زمان يوم كنا أطفالا.
وإذا لم يكن في مشاعر الحزن والحسرة على طرح المزيد من الأسئلة عـلى نحـو جـديد يتسم بدرجة أعلى من المنهجية والموضوعية: ما الذي تغير؟ هل هو الطفل؟ أم نحن؟ أم الظرف؟ أم كل ذلك على السواء؟ وفي الوقت الذي نجد فيه إجابة على تساؤلاتنا هذه نجد أنفسنا مطالبين بنوع من المنهجية التربوية الجديدة في التعامل مع أطفالنا وفـي توجـيههم وفـق تصورات وقناعـات جديدة. وفي هذه المرحلة نجد أنفسنا وجها لوجه أمام إشكالية جديدة تتمثل في إيجاد المنهج التربوي المناسب لتحقيق افضل أشكال النمو والتكيف عند أطفالنا.
وعندما نستطيع حقا أن نجد الإجابة الموضوعية على جملة التسـاؤلات المطروحة ونعثر على المنهج التربوي الجديد في تربية الأطفال فإننا لا ريـب نسـتطيع أن نضمـن للناشـئة والأطفال أفضل إمكانات النمو والازدهار والتكامل. وعـلى العكـس من ذلك تماماً، فإننا لن نستطيع إلا أن نكرس العقبات والحواجز أمام الأطفال عندما لا نستطيع أن نجد الموقف العصري السليم لهذه الإشكالية التربوية.
إن إشكالية التباين بين الأجيال وإشكالية المنهج إزاء العملية التربويـة تشـكل موضـوع هذه المقالة التي تسعى إلى تسليط الضوء على بعض جوانب هذه المسألة التربوية.
الدهشـة التي تعترينا عندما ننظر إلى أطفال اليوم في سلوكهم ومواقفهم وطبيعة استجاباتهم التي لم نعرفها في أيام طفولتنا ليست بالأمر الجديد فهي مسألة تضرب جذورها العميقة في تاريخ الإنسانية فكل جـيل مـن الأجيال المتلاحقـة خاض هذه التجربة التي تتعلق بملاحظة التباين بين الأجيال.
لقـد كان لحكماء العرب أن يدركوا بعمق أهمية الظرف المتغير في التأثير على طبيعـة الناس ويكمن ذلك في الحكمة العربية التي تؤكد على الظرف والتغير: «ربوا أولادكم على غير أخلاقكم فإنهم ولدوا لعصر غـير عصركم ولزمان غير زمانكم».

-***************************************-





    رد مع اقتباس