عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-11, 17:43 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة


القاعدة الثانية:

الأكل على قدر حاجة الجسم من الطعام:




أساسُ هذه القاعدة هو قول النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((ما ملأ آدم وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفَسه))
أخرجه الإمام أحمد (4، 132)، والترمذي في "سننه" (4/ 590/ رقم 2380)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1111/ رقم 3349)، والطبراني في "الكبير" (20/ 272- 273/ رقم 644، 645)، والحاكم في "المستدرك" (4/ 121).

هذا الحديث أصلٌ من أصولِ الطب النبوي الشريف، إذا أُضِيفَ إلى آية الأعراف في القاعدة الأولى.

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "هذا الحديث أصلٌ جامع لأصول الطب كلها،

وقد روي أن ابن ماسَوَيه، الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات؛ سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات (
المارستان: دار المَرْضَى، أو المستشفى، كما في "الصحاح" (ص 621) )، ودكاكين الصيادلة"[65]،

قال العلامة السِّندي في شرحه لهذا الحديث: "لأن البطن سببُ غالبِ أمراض البدن، ولقيمات تصغير لُقْمة"،

ونقل عن الغزالي قولَه: "ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة من الأطباء فعجب منه، وقال: ما سمعتُ كلامًا في قلة الأكل أعظمَ من هذا، والله إنه لكلام حكيم"
"سنن ابن ماجه" (4/ 48/ رقم 3349)،.

وقال العلامةُ أحمد الساعاتي في "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد"، خلق الله البطن؛ لكي يتقوَّم به الصلب، وامتلاؤه يُفضِي إلى مضار كثيرةٍ، منها: كثرة المرض غالبًا، والكسل؛ فيمنعه التعبُّد، ويكثر فيه مواد الفضول، فيكثر غضبه وشهوته، وأكلات جمع أكلة؛ وهي: اللقمة؛
مختار الصحاح" (ص20)، في أن معنى الأكلة هي اللقمة، وهذا مما يفسر بعض روايات الحديث عند ابن ماجه وابن حبان بلفظ (لقمة) بدل (أكلة).

أي: يكفيه هذا القدر، في سد الرَّمَق وإمساك القوة في إقامة صلبه- وهو ظهره- بما يحفظه من السقوط، ويتقوَّى على الطاعة، وهذا غاية ما اختير للأكل
،
وقال الإمام ابن القيم في "الطب النبوي" في تعليقه على هذا الحديث: "أخبر النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه يكفيه لقيماتٌ يقمن صلبَه؛ فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، وهذا من أنفع ما يكون للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام؛ ضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب؛ ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعَب؛ مما يسبب فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع، فامتلاء البَطْن من الطعام مُضِرٌّ للقلب والبدن، هذا إذا كان دائمًا، أو أكثريًّا، وأما إذا كان في بعض الأحيان فلا بأس، فالشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يقوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء، لا بحسب كثرته[69]،

ومن المعلوم أن الطعام ضروريٌّ؛ لقوام الحياة، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا طعام أو شراب، سوى أيام معدودة، وقد ذكرنا فيما سبق أن حاجة الجسم للطعام تتفاوتُ بحسب الأجسام، والأعمار، والأعمال، والبلاد، كما ذكر ابن العربي في "أحكام القرآن"، والاعتدال والوسطيَّة في تقدير حاجة الجسم من الطعام، هو الذي عناه- صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآنف الذكر، وسبيل معرفة ثلث الطعام، وثلث الشراب، وثلث النفس، بيَّنها العلماء؛ فقد ذكر الإمام الغزاليُّ في "الإحياء": أن مقدار نصف مد من الطعام
مقدار المد بالوزن: يعادل 687 جرامًا
وهو يعادل رغيفًا وشيئًا، ويشبه أن يكون هذا مقدار ثلث البطن في حق الأكثرين، كما ذَكَرَه النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو فوق اللقيمات؛ لأن هذه الصيغة في الجمع للقلة، فهو لما دون العشرة، وقد كان ذلك عادة عمر- رضي الله عنه- إذ كان يأكل سبع لُقَمٍ، أو تسع لقم
"الإحياء"؛ للغزالي (3/ 89)..

وقال ابن القيم في "الطب النبوي" في تعليقه على حديث القاعدة:

ومراتبُ الغذاء ثلاثةٌ

أحدها
:مرتبة الحاجة
والثانية: مرتبة الكفاية
والثالثة: مرتبة الفضلة

فأخبر النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوتُه، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فيأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب[72].


ماذا يقول الطب الحديث عن إعطاء الجسم أكثر من حاجته ؟
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس