عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-28, 21:51 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b3 انتبهي لمشاعر طفلك



انتبهي لمشاعر طفلك






للتعبير عن المشاعر أهمية كبيرة حياة الإنسان؛ إذ إنها لا تقتصر على الإفصاح عما بداخل الإنسان، وإنما تتعدى ذلك إلى ارتباطها بنواحي الحياة الإنسانية وظهور أو انعدام الحرية.


فتاة صغيرة عمرها 11 سنة رأت في أحد الإعلانات أن متجرًا للألعاب أعلن عن تخفيضات للعبة أحبتها، وكان ذلك اليوم أحد أيام الشتاء الماطر حيث تغمر مياه الأمطار الشوارع وتحاصر المحلات، ولكن ذلك لم يمنعها من أن تصحب والدتها وتذهب للمحل لشراء اللعبة رغم المطر والبرد الشديد.

ولكنها عندما ذهبت إلى هذا المتجر فوجئت أن اللعب المعروضة والمخفضة الثمن قد نفدت، فحز ذلك في نفس الطفلة، وبكت بكاء شديدًا ورجعت مع والدتها للمنزل مكسورة الخاطر، وجلست في غرفتها تنتحب، فجاءت إليها والدتها وقد أحضرت معها ورقة وقلمًا وقالت لها: "اكتبي خطابًا لإدارة المتجر عبري فيه عن حزنك لعدم حصولك على هذه اللعبة التي تحبينها"، فكتبت رسالة عتاب أظهرت فيها مشاعرها وألمها لعدم حصولها على لعبتها المفضلة، ومعاناتها من البرد والمطر وهي في طريقها للمتجر، كما أن أمها أحضرت لها ألوانًا وورقًا مقوى وطلبت منها أن ترسم مشاعرها على الورقة، ففعلت ورسمت رجلاً كثّ اللحية تقطر من عينيه الدموع فتغطي آخر الورقة.


بعد أن عبرت البنت عن مشاعرها هدأت وارتاحت نفسيتها وصارت تأكل وتلعب.



هكذا يعبر الأطفال عن مشاكلهم ومشاعرهم بالكتابة و بالرسم، فترتاح نفوسهم ويزول منها الحزن والقلق والتوتر، أما عدم الاعتراف بمشاعرهم وتوبيخهم لأنهم لم يحصلوا على ما يريدون فهو أسلوب عقيم أكل عليه الزمن وشرب، بل إنه يزيد الحالة سوءاً؛ ويخلق لنا أجيالاً يعانون من التعاسة والشقاء.



وما هذه الأعداد الهائلة في دور الأحداث والسجون إلا نتاج لتربية سقيمة تركز على العقاب والزجر والاستهجان والتأنيب والتحقير للطفل وتسفيه رأيه وكتمان مشاعره، فمتى يفيق الأبوان من سباتهما؟؟ ويغيرا من أفكارهما البالية القديمة، و أساليبهما الخاطئة في التربية ورعاية الأطفال.



توكيد الذات للتعبير عن المشاعر أهمية كبيرة حياة الإنسان؛ إذ إنها لا تقتصر على الإفصاح عما بداخل الإنسان، وإنما تتعدى ذلك إلى ارتباطها بنواحي الحياة الإنسانية وظهور أو انعدام الحرية.

وبما أن التعبير عن المشاعر أحد أساليب التواصل عند الإنسان مع الآخرين؛ لذا فانه يرتبط كثيرًا بمستوى الإبداع لدى الإنسان. فنحن نرسل اشارات للمحيطين بنا مع اختلاف هذه الإشارات من خلال التعبير عن مشاعرنا، مع اختلاف طريقة التعبير.



وهناك من يشجع الإنسان على التعبير عن مشاعره، وإظهار مشاعره الإيجابية وإخفاء السلبية، معتقدًا بأن ذلك الصواب، ولكن ذلك يؤدي إلى كبت في المشاعر وخاصة عند الأطفال.



ومن المعروف أن القدرة على التعبير عن المشاعر من أساليب توكيد الذات، ولكي يؤكد الفرد ذاته لا بدّ أن يقدر على التعبير عن مشاعره.



أخطاء الكبار يقول د. عادل المدني استشاري الطب النفسي: "كبت مشاعر الأطفال يجعلهم غير قادرين في الكبر على التعبير عن كل ما يجول بداخلهم من انفعالات. ومن أكثر هذه العادات انتشارًا أن يطلب الأبوان من الابن الولد كبت انفعالاته وعدم إظهاره لمشاعر الغضب أو الضيق أو حتى التعبير عن حبه للآخرين بحرية، لأن هذا ليس من شيم الرجال.

كما أن بعض الأسر تمنع البنت من التعبير عن انفعالاتها بوضوح أمام الآخرين حتى لا تبدو غير مهذبة.. فالبنت في نظر المجتمع تعد مؤدبة إذا ما اتسمت بالهدوء، لا تناقش، صوتها منخفض، لا تتكلم كثيرًا، فيكبر هؤلاء الأبناء غير قادرين على إظهار مشاعرهم للآخرين وخصوصًا إذا ما تزوجوا و أنجبوا فيكون رد فعلهم لأي تصرف من الأطراف الأخرى أكبر من حجم الفعل نفسه".







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس