عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-12-26, 15:05 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: التربية بالإستعانة


1) ما معنى التربية؟



· رَبا الشيءُ يَربُو رُبُوّاً ورِباءً: زاد ونما
· رباهُ: أي: نَمّى قواه الجسدية والعقلية والخُلُقِية.
· التربية: هيَ تحويل الشيء من حال النقص إلى حال الكمال.


يعني وأنت تربي ماذا تفعل؟ تحول هذا الابن من النقص في أخلاقه، في بدنه، في عقله، إلى الكمال، من هنا تبدأ أول المشكلة.






2) ما هو مقياس النقص والكمال في التربية ؟



أقول: ولدي هذا ناقص، فأنا أربيه من أجل أن يَكْمُل.

نضرب المثال المشهور الذي يتكرر دائمًا: لما يأتيني شاب في المرحلة الثانوية وأصحابه أصحاب مكائِد دائمًا، وهو لا يفهم مكائدهم ودائمًا يَستغبونه، ما هو الكمال من وجهة نظر الأم؟
المقياس العام في الكمال هنا أنه يفهمهم ويرُد عليهم ويعاملهم بمثلهِ، لكن هذا المقياس أتى من قوانينِنا.


فلما نسمع النَّص الثَّابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصِف فيه المؤمِن: ((الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ))[2]
ما معنى ( غِرْأي أنَّه لا يتفطن إلى مواطن الخداع لسلامةِ قلبهِ.


قد يأتي من يستعمل المقياس العقلي ويقول: لو ما كان يتفطن إلى مواطن الخداع سيصبح غبي وسيأخذون حُقوقه!... إلى آخر كل الكلام.
نقول: مثل هذا الكلام معناه من جهة أخرى كأني ما أفهم أن الله –عزّ وجلّ– يُدافع عن الذين آمنوا! وأنه –سبحانه وتعالى– مالك المُلك، وأنَّه هو الذي يُقَدّر الأقدار فَيُربّي العباد، ثم يتصوّر هذا الشخص أنه منبوذ ونقول له: يا أخي اترك الغباء هذا! وأسمّي السلامة التي في قلبه غباء أو ضعف شخصية!!، فآتي إلى الكمال وأجعله نقصًا.





فما معنى أنِّي أُربِّيه -هنا-؟

معناه أني بَدل أن أحوّله مِن النَّقص إلى الكمال، أصبح العكس! بعد أن كان فيه صفات كمال، أصبحت أَرُدَّها إلى الوراء.
من هنا تبدأ أصل المشكلة وهي أني لم أعرف مقياس الكمال والنقص.


طوال الوقت نحن في تفكيرنا مقاييس خاطئة في التربية، من حيث الكمال والنقص، وفي الحقيقة أننا لا نعرف من الذي أتى بالكمال والنقص وعلى أي قانون أتى الكمال والنقص؟ حتى في قانون الدراسة حتى في قانون الذكاء حتى في هذه القوانين لا نفهم.


نضع مقاييس محددة ونقول "إذا كنت (ذكيًّا) عليك أن تحلّ مسألة الرياضيات" لكن لا يوجد أحد متصور أن هناك ذكاء تصوري، وهناك ذكاء في الأرقام، وحتى في قدرته على التعبير هذا نوع من أنواع الذكاء، وليس شرطًا أن يكون مقياس الذكاء أنَّه ينجح في الرياضيات وبعد ذلك لما يكون في مجلس لا يستطيع أن يقول كِلمتين ذات فائدة!

ثم بعد ذلك أرى أن ابنتي لا تستطيع أن تنجح في حياتها الزوجية؛ لأنه ليس لديها قدرة على التواصل! ولم تكتشف هذا إلا بعد ما صار عمرها 40 أو 30 أو 20 من أين سأحل المشكلة؟!



المفروض أني أكتشف أن ليس لديها قدرة على التواصل مع الآخرين، فأحلّ لها مشكلة التواصل، ولا تجعل في تفكيرك أنها ممتازة لأنها تحل مسألة الرياضيات فقط!




فكل هذه قوانين لابد من نَسْفِها من أجل أن يسير الأبناء باتّزان في هذه الحياة، نحن -للأسف- نَقوم بمظالِم عظيمة في حُكمنا عليهم خُصوصًا وأننا بعيدين عن المقياس الشرعي، وكل القضية عندنا: أن يرضى الناس عن أفعالنا! ما ننكر أنه رحمَ الله امرئٍ ذَبَّ الغيبة عن نفسه، وما ننكر أنه يجب أن لا تعرض نفسك لانتقاد المجتمع، هذا لو كان انتقاد المجتمع على شيء يستحق، فما دام أنك لم تخالف الشريعة ولم تخالف العُرف العام، فأنت على صواب، لكن إذا وجدنا أن العُرف العام هو المخالف للشريعة، وتجد مقاييسهُ أبطل ما تكون، فماذا نفعل؟!
كل هذا يُدَمّر الشخص الذي أمامي، ويصنع نسخة جديدة من الإعاقات.


مثال: بين الأم وبين أهل زوجها مشاكل لسبب أو لآخر، أهل الزوج ليسوا رَحم للأم لكن بالنسبة للأبناء يكونوا أرحامهم، فلمَّا تنقل حساسيتها منهم لهم، ستثبث في نفوسهم مشاعر الكراهية أو مشاعر الحساسية أو تفسير و تأويل الكلام الذي يحصل، وكل هذا يحصل من أجل أن تُخرج الأم ما في قلبها من حب استعلاء!

إرادة العلو التي هي كبيرة من الكبائر القلبية تقع في النفس، فتأتي الأم تقول لابنها: "أريدك أفضل من أولاد عمك"، طول الوقت هذا تركيزي، ليس المهم أصحابك في المدرسة لكن أهم شيء هؤلاء (أولاد عمك) فهذا كله يقلب المقاييس!
هذه أول خانة تحتاج إلى علاج وأول خانة تحتاج إلى استعانة، وهي أنه لابد من إعادة النَّظر في مقاييس النقص والكمال في التربية، ولابد من بحث عن نصوص شرعية فيها، لا ننسفها كلها ولا نجعلها كلها موجودة، ، أهم شيء لا تَلووا عُنق النصوص وتأتوا بها توافق ما نفعل وهوانا،
وهذه مشكلة أخرى.




يعني يكون واحد عنده شيء من العلم وعنده هوى، فيأتي بالنصوص الشرعية ويجعلها شاهد على مرادهِ!

إذًا أول سؤال ما معنى التربية؟


هو تحويل الشَّيء من حال النقص إلى حال التمام،
تأتي النقطة الثانية في نفس الموضوع ما هو الكمال و ما هو النقص لهذا الشخص؟


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس