عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-11-11, 11:01 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي المملكة السعودية في دور أكبر من حجمها


لا أحد من المسؤولين السعوديين يضمن إلى أي حد ستقف الولايات المتحدة وإسرائيل بجانبهم، إلا أن المؤكد أن المملكة السعودية تلعب لعبة أكبر من قدراتها السياسية والعسكرية والاستراتيجية.

الصراع بين السعودية وإيران والذي يبدو وكأنه سيتجسد على الساحة اللبنانية يستدعي وكلاء يخوضون الحرب. الكثيرون يرون أن "حزب الله" هو الوكيل الإيراني، لكن التنظيم الشيعي اللبناني يؤكد أنه لا يقاتل نيابة عن إيران ولا عن غيرها على الرغم من تقاطع المصالح الإقليمية، خصوصا وأن الحزب له امتداد وعمق كبير وتاريخي داخل لبنان، مما يجعل منه قوة وطنية لا تأتمر بأوامر خارجية.
في هذه الحالة، من سيخوض الحرب نيابة عن السعودية؟

القوة التي تخوض حروب المنطقة بالدرجة الأولى هي إسرائيل، لكن لم يثبت أبدا أن هذا الكيان خاض حربا بالنيابة، ولن يخوضها الآن من أجل السعودية، لأن مطالبه تجاه الملكة السعودية هي قيد التحقق حتى قبل نشوب أي حرب، وأول تلك المطالب التطبيع، وهم ما تبين في الفترة الأخيرة، إذ تسربت أنباء عن لقاءات لمسؤوولين سعوديين بمسؤولين من الدولة الصهيونية. وإذا حدثت حرب بين إسرائيل ولبنان، فلن يكون ذلك من أجل السعودية، بل من أجل إسرائيل التي ستقرر الموعد وحجم الضرورة.

هل يمكن أن تجد المملكة السعودية البديل في المعسكر السني اللبناني ليواجه حزب الله؟
التجارب السابقة أثبتت أن اللبنانيين عموما يكونون جبهة واحدة ضد أي عدوان إسرائيلي، مما سيجعل من المستبعد أن يدعم اللبنانيون السنة أي حرب ضد حزب الله، أضف إلى ذلك أن الأحداث الأخيرة، وعلى رأسها استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وما رافقها من اتهام للسعودية بوقوفها وراء استقالته والضغط عليه واحتجازه داخل المملكة، كل هذا إلى جانب الصورة السيئة عن السعودية التي صارت لدى الكثير من اللبنانيين بعد حصار قطر، والخروقات التي تمارس في حق المعارضين السياسيين، كل ذلك أضعف حظوظ السعودية في التمتع بجبهة لبنانية تسندها في أي حرب تخوضها في لبنان.

حين ننظر إلى هذه المعطيات، إضافة إلى الضعف العسكري الذي أبانت عنه السعودية في حرب اليمن، فإن خوضها حربا ضد إيران وحزب الله يمثل أمرا بالغ الصعوبة، ومما يزيد من صعوبته أن الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، ستبقى تراقب ما يحدث ولن تتدخل إلا إذا رأت مصالحها مهددة، والتدخل لن يكون بالضرورة دعما للسعودية، بل قد يكون إيقافا لها عند خطوط ممنوعة التجاوز.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس